سرعان ما فقد الناس الأمل فى حكومة الدكتور هشام قنديل بعد أن وجدوها كالحكومات السابقة لا تهش ولا تنش وتزيد من وطأة الأزمات على المواطنين والدليل على ذلك أزمة نقص الدواء وخاصة المزمنة بالتزامن مع تعدى البلطجية على بعض المستشفيات. أزمة نقص الأدوية يشتم منها أنها مفتعلة وأن دولة الإخوان أقل فاعلية عن دولة الوطنى المنحل, فجميع الأدوية الخاصة بأخطر الأمراض وعددها يصل لألف نوع اختفت دون مبرر والخطير أنها أدوية لعلاج أمراض مزمنة مثل السكر والصرع والتهاب المخ والأعصاب ولبن الأطفال وأمراض القلب والأخطر أنها منتشرة فى الطبقة الدنيا والتى ستكون ضحيتها على عكس ما صرع به الإخوان وحزبهم والرئيس محمد مرسى المنتمى لهم بأنهم أكثر القوى السياسية اهتماما بالطبقة الفقيرة وهو ما يعيد للأذهان مسلسل وهم جمال مبارك نجل الرئيس السابق للمواطنين تحت شعار مشروع الألف قرية.. وتكمن الخطورة والتي قد لا يكون هشام قنديل نفسه يدركها في أن الخريطة المرضية في مصر مفزعة للغاية بسبب تلوث المياه والغذاء, فعدد المصابين بالأمراض السرطانية يزداد بواقع 100 ألف حالة سنويا وفقا لإحصاءات المعهد القومي للأورام ومرضى السكر يبلغ عددهم 10 ملايين شخص ويوجد 14 مليونا مصابون بأمراض الكبد وقد وصل الأمر وبموجب تقرير ل «جهة سيادية» لدرجة انه من بين كل 100 شاب - حول العشرين من العمر - يوجد 9 يتمتعون بالسلامة الصحية. وبرغم تلك الخريطة المأساوية لا يجد المرضى الأدوية وكلما يذهبون للصيادلة يكون ردهم عليهم : اصبروا حتى يأتي الله بالفرج . حسين خالد أستاذ الأورام بجامعة القاهرة أوضح مدى خطورة المشكلة بقوله إن عدد مرضى السرطان فى تزايد مستمر وأنهم لا يتحملون عدم الحصول على العلاج الكيماوى أو المسكنات كاشفا النقاب عن معلومة خطيرة وهى أن 20 % من المصريين مصابون بذبحة صدرية. نقص الأدوية يكلف مصر خسائر بشرية كثيرة ويرجع السبب فيها إلى عدم تحرك وزارة الصحة لمواجهة الأزمة وسعى الشركات إلى الاحتكار وزيادة الأسعار وإجبار الوزارة على الموافقة عليها وقيام بعض الشركات ببيعها فى السوق السوداء, هكذا قال الدكتور حسين خالد مؤكدا أن ذلك يفتح الباب أمام الشركات مجهولة المصدر وانتشار الأدوية المسببة للسرطان. محمد حسن خليل استشارى أمراض القلب والأوعية الدموية وضغط الدم أكد أن مرضى القلب في تزايد مستمر وأن 26% من الرجال البالغين مصابون بأمراض القلب و6 % مصابون بروماتيزم القلب ونسبة تتراوح بين 30 و 40 % من المواطنين البالغين مصابون بقصور فى شرايين القلب مشيرا إلى أن نقص الأدوية يتسبب فى خسائر بشرية خاصة أن المستورد منها غالى الثمن وفى متناول الأغنياء فقط . جدير بالذكر أن دراسة أعدها الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام, قبل نحو أربعة أعوام, بعنوان «كم ينفق المصريون على الصحة» أكدت أن أكثر من 23 مليون مصري مصابون بأمراض مزمنة. وجاء فى الدراسة أن هناك 3.5 مليون مصابون بمرض السكري، و9 ملايين مصرى حاملون لفيروسات كبدية «A,B,C»، ومن 4 إلى 5 ملايين مصابون بأمراض القلب، و7 ملايين بأمراض الكلى، منهم 36 ألفًا مصابون بالفشل الكلوي، و4 ملايين مصابون بأورام سرطانية, وقطعا يمكن إضافة ملايين أخرى إلى الأرقام السابقة أضيفت لقائمة المصريين المصابين بأمراض مزمنة فى الأربع سنوات التالية لدراسة فاروق ويحتاجون تناول الأدوية بشكل يومى وهو ما يعنى معاناة مستديمة لنحو 30 مليون مصرى وفقا لأقل التقديرات - جراء نقص الدواء.