مصر تتصدر دول العالم فى أمراض السرطان والكبد والفشل الكلوى والقلب! 85 ألف مريض بالسرطان و40 ألفًا بالفشل الكلوى و165 ألفًا بفيروس سى ومليون وستمائة ألف مريض بالقلب سنويًّا لم يترك المخلوع مبارك مصر مثقلة بالديون والمشكلات والأزمات فقط، بل ترك كذلك إرثا ثقيلا من الأمراض على مدار 30 عاما: إهمالا صحيا ومبيدات وبذورا مسرطنة أصابت الكثير بأمراض خطيرة ووضعت مصر فى صدارة الدول التى تنتشر بها أمراض خبيثة. "الشعب" تفتح ملف أمراض المصريين، وتكشف بجولة فى عدد من المؤسسات الصحية وبالأوراق، تدهور صحة المصريين. مرضى على الرصيف أمام سور المعهد القومى للأورام، يفترش عشرات المرضى وذووهم الرصيف، بحثا عن العلاج, فتقول أحلام إنها جاءت من الإسكندرية مع شقيقتها ووالدتها المريضة بالسرطان للعلاج، إلا أن المستشفى لا توجد به أماكن لمبيت ذوى المرضى، فاضطرت إلى افتراش الرصيف. أما الحاجة نجاح عبد الغنى (من العياط) فرحلتها مع السرطان بدأت بخطأ من طبيب، فجاءت للعلاج، لكن هناك مشكلات كثيرة بمعهد الأورام؛ أهمها عدم انتظام المواعيد، والروتين، والمعاملة السيئة من ممرضات لا يراعين الظروف المرضية، وعلى الرغم من أن العلاج بالمعهد مجانى، تضطر فى بعض الأحيان إلى شرائه لعدم وجوده. وفى معهد الأورام ترقد الحاجة شربات (من سوهاج) تشكو معاناتها الشديدة فى المعهد بسبب الزحام وعدم مراعاة الجوانب الإنسانية؛ ففى بعض الأحيان تذهب إلى المعهد لتلقى العلاج الكيماوى لشدة تعبها، لكن غالبا يكون موعد الجلسة بعد عدة أيام. ضحايا السرطان تقول الدكتورة نيللى حسن أستاذة ورئيسة قسم الإحصاء الطبى ووبائيات الأورام بالمعهد القومى للأورام؛ إن معدل الإصابة بالأورام السرطانية يصل إلى 100 مصاب من بين كل 100 ألف، وهو المعدل الذى سجله المعهد فى خمس محافظات. وباعتبار أن تعداد سكان مصر حوالى 85 مليون نسمة، يكون عدد مصابى السرطان سنويا قرابة 85 ألف حالة. وتشير "حسن" إلى أن أكثر السرطانات انتشارا بين السيدات سرطان الثدى بنسبة 27% إلى 38.5%، يليه سرطان الغدد الليمفاوية، ثم سرطان الدم. أما لدى الرجال فيمثل سرطان المثانة أعلى نسبة إصابة، يليه سرطان الكبد، ثم سرطان الغدد الليمفاوية، ثم سرطان الدم. ولدى الأطفال يأتى سرطان الدم فى المركز الأول، يليه سرطان الغدد الليمفاوية، ثم سرطان المخ. وأشارت إلى أن عوامل خطورة الإصابة بالمرض إما تكون جينية أو متوارثة أو بيئية، وقد تكون عوامل مرتبطة بأنماط الحياة التى تمثل وحدها 30% من عوامل الخطورة، بالإضافة إلى التدخين الذى يمثل 30% من مسببات مرض السرطان. المعهد القومى للأورام.. يتألم وأكد د. إبراهيم فخر نائب مدير المعهد القومى للأورام، أن المعهد يخدم حوالى 200 ألف مريض سنويا؛ منهم 25 ألف مريض جديد، والباقى مرضى يجرون متابعات علاجية من 6 أشهر إلى سنة. وأشار فخر إلى أن تكلفة علاج المريض الواحد فى بعض الأحيان قد تتعدى 150 ألف جنيه، لا يتحمل منها شيئا، بل يعالج بالكامل على نفقة الدولة. وأوضح د. أحمد صديق نائب مدير المعهد القومى للكلى والمسالك البولية؛ أن الفشل الكلوى يعنى عدم قدرة الكُليتين على أداء وظائفهما فى التخلص من السموم والنفايات الضارة بالجسم، وينقسم إلى فشل كلوى حاد وفشل كلوى مزمن. والفشل الحاد يكون نتيجة لارتفاع نسبة الكرياتين بما يزيد عن 1% يوميا. أما الفشل المزمن فأهم أسبابه ارتفاع ضغط الدم ومرض السكرى، مضيفا أن المعدل العالمى للإصابة بالفشل الكلوى هو 100 إلى 150 فى المليون. أما فى مصر فيزيد عن المعدل العالمى ليصير 200 إلى 300 فى المليون، وهو ما يؤكد أن عوامل التلوث فى مصر لها دور كبير فى زيادة أعداد المصابين بالفشل الكلوى. ويتزايد عدد المرضى فى مصر سنويا بحوالى 30 إلى 40 ألف مريض. وأكد أن المعهد القومى للكلى يستقبل من 17 إلى 18 ألف مريض سنويا فى العيادات الخارجية، وكذلك من 70 إلى 80 ألف حالة فى الطوارئ، ومن 18 إلى 20 ألف حالة غسيل كلوى، ومن 86 إلى 88 ألف تحليل، ويفحص من 70 إلى 80 ألف حالة بالأشعة, كما تجرى بالمعهد جراحات المسالك البولية ومناظير الكلى بمعدل من 200 إلى 250 ألف عملية سنويا؛ هذا بالإضافة إلى الغسيل البروتونى، وهو مشروع رائد فى مجال علاج الفشل الكلوى، ويعد أحد البدائل الهامة للغسيل الدموى، وقد أجرى على 29 مريضا لأنه حديث العهد وغير معروف. فيروس سى وتفيد تقارير الجمعية المصرية للأمراض المتوطنة والمعدية والطفيليات؛ بأن هناك 18 مليون مصرى مصابين بفيروس(C)، وهناك سنويا 16 ألف حالة إصابة جديدة بالفيروس. كما تشير تقارير منظمة الصحة العالمية، إلى أن نسبة الإصابة بفيروس (سى) تصل إلى 22%، وأن الفيروس يصيب سنويا 165 ألف شخص فى مصر. أورام الكبد ويوضح الدكتور أشرف الخولى أستاذ جراحة الكبد بالمعهد القومى للكبد؛ أن مصر تعتبر من أكثر الدول إصابة بالتهابات الكبد الوبائية على مستوى العالم، ولعل أخطرها على الإطلاق فيروس C الذى تصل نسبة الإصابة به إلى 20%, كما أن أكثر الأنواع الموجودة فى مصر من فيروس C هو النوع الجينى الرابع الذى تصل نسبة الشفاء منه إلى 60% باستخدام الأدوية المعتمدة، خاصة عقار الإنترفيرون. وتشير الإحصاءات إلى أن هناك حوالى 400 ألف مصاب جديد سنويا، وهو ما يمثل كارثة قومية؛ لأن تكلفة علاج أورام الكبد عالية جدا، خاصة الحالات التى تحتاج إلى زراعة كبد، وتتراوح تكلفة عملية الزراعة من 180 ألف جنيه فى المستشفيات الحكومية و500 ألف جنيه فى المستشفيات الخاصة. ويشير الخولى إلى أن أهم أسباب الإصابة بسرطان الكبد هو فيروس (سى) و فيروس (بى)؛ فكلاهما قد يؤدى إلى تليف الكبد، ثم أورام الكبد، كما أن هناك أسبابا أخرى لإصابة الشخص السليم من الفيروسات الكبدية؛ أهمها شرب الخمور، والطرق السيئة التى تخزن بها بعض الحبوب، وعلى رأسها القمح. قلوب المصريين فى خطر عدد مرضى القلوب يتزايد سنويا بمقدار مليون وستمائة ألف حالة.. هذا ما تؤكده تقارير منظمة الصحة العالمية التى تؤكد أن عدد مرضى القلب فى مصر يصل إلى 8 ملايين مريض. ومريض القلب تحديدا يحتاج إلى علاج مكثف وخدمة سريعة وأطباء على قدر كبير من الكفاءة، وهو ما يصعب وجوده بالشكل المناسب حاليا؛ نظرا إلى قلة الإمكانات المتاحة. ويؤكد الدكتور محمد المراغى نائب عميد معهد القلب، أن مصر أصبحت من أكثر دول العالم من حيث معدلات الإصابة بأمراض القلب؛ فالأعداد تتزايد سنويا زيادة مخيفة، ومع عدم وجود إحصاءات مؤكدة، فإننا أمام مليون وستمائة ألف حالة جديدة سنويا. وأشار د. مراغى إلى أن الأسباب الرئيسية للمرض وزيادة عدد المرضى هى انتشار أمراض الضغط والسكر، والتدخين بكل أنواعه، وبعض العادات غير الصحية فى الأكل، وعدم الحركة، بالإضافة إلى التلوث والضغط العصبى.