من أهم الجرائم التى ارتكبها مبارك فى حق الشعب المصرى إلى جانب انتشار الفقر وتدنى مستوى معيشة المصريين، انتشار الأمراض بداية من سوء التغذية «40٪ من الأطفال فى مصر يعانون من سوء التغذية».. وانتهاءً بأمراض: القلب والسرطان والكبد والفيروسات سى وبى.. وأمراض الكلى وضغط الدم المرتفع بنسب تفوق أضعاف النسب العالمية».. وسيظل يعانى منها المصريون لسنوات قادمة!
الكبد تضاعفت أمراضه
د. حسنى سلامة أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة كشف أن نسبة الإصابة بفيروس «سى» وصلت إلى 14٪ وهى نسبة تفوق 4 أضعاف النسب العالمية فى الدول الأخرى وفيروس بى ونسبته من 3:8٪ بمتوسط 5,5٪ وهى أيضا نسبة عالية مقارنة بالدول الأخرى أو مقارنة بمصر نفسها فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، ومتوقع أن ترتفع إلى 5 أضعاف إذا لم تنتبه الحكومات الجديدة إلى أن ارتفاع ثمن العلاج، الذى أصبح عقبة أمام القضاء على الفيروسات الكبدية.
فالمشروع القومى للفيروسات والذى يضم 20 مركزا لعلاج فيروس سى عالج 100 ألف مريض فقط خلال 5 سنوات فى حين يوجد من 150 إلى 250 ألف حالة سنويا أى ما يقارب المليون مريض بالكبد.
وإذا قارنا النسب سنجد أن الفيروس سى فى الدول الأجنبية وفى إنجلترا من 5,0٪ إلى 5,1٪ وفى أوروبا وأمريكا 4,1٪ وفى مصر عندنا 14٪ وللأسف حكومات النظام السابق لم تكن تعين الخريجين المصابين بفيروس «سى»، وهذا ضد القانون وحقوق الإنسان، إذ يتحول هؤلاء الشباب إلى مجرمين وحاقدين على المجتمع ومدمنين.
ضغط شبابنا
يقول د. حمدى السيد أستاذ أمراض القلب: 47٪ من حالات الوفاة فى مصر ترجع إلى أمراض القلب والشرايين طبقا لأحدث كتاب صدر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء ويضيف: لا يوجد إحصائيات دقيقة عن معدلات الإصابة بأمراض القلب ولكن من واقع عيادات القلب النسبة فى ازدياد بسبب انتشار مرضى السكر والضغط.
ويوضح د. عادل البنا مدير معهد القلب القومى: هناك حوالى 2٪ من المصريين مصابون بأمراض القلب وحوالى 6,1 مليون مريض جديد كل سنة وهى ضعف المعدلات العالمية، وهناك 25 إلى 30٪ من الشباب المصرى فى سن الشباب مصابون بارتفاع ضغط الدم، وهو ما يفوق أى معدلات عالمية ويعتبر أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض قصور الشرايين التاجية ويسمى بالقاتل الصامت ويسبب مضاعفات فى الكلى والسكتة الدماغية والسكتة القلبية.
ويضيف: النظام السابق تسبب فى مشاكل صحية كبيرة للمصريين لأن قطاع الصحة لا يحتاج فقط إلى العلاج ولكن إلى الوقاية وهى الأهم، خاصة فى السن الصغيرة «العشرينيات والثلاثينيات» والنظام السابق كان يوجه ميزانية الصحة رغم قلتها للطب العلاجى وبالتالى سمح بانتشار الأمراض مثل ضغط الدم وأمراض القلب، وفى الدول المتقدمة يتم عمل مسح لكل الأعمار لاكتشاف المعرضين للإصابة بأمراض القلب والعمل على الوقاية منها لقلة تكلفتها كثيرا عن العلاج.
وأمراض القلب فى تزايد بسبب الظروف المعيشية للمجتمع والنفسية من قلق وتوتر فى ظل النظام السابق الذى مازلنا نعانى منه، بالإضافة إلى غياب ممارسة الرياضة لدى الصغار فى المدارس وبالطبع لدى الكبار، وهو ما أدى لزيادة معدلات ضغط الدم بنسب تفوق 4 أضعاف الدول المتقدمة.
السكر مشكلة قومية
يقول الدكتور أشرف إسماعيل مدير معهد السكر القومى: يوجد من 5,6: 7٪ من المصريين مصابون بالسكر بخلاف الحالات غير المشخصة وتقدر أيضا بنفس النسبة حسب إحصاءات وزارة الصحة فى 5 محافظات غير معرضة للمرض، والأعداد تضاعفت خصوصا خلال السنوات العشر الماضية بسبب سوء التغذية وانتشار الفقر.
ويبين د. محمد فهمى عبدالعزيز أستاذ الغدد والسكر بكلية طب عين شمس: هناك زيادة فى أعداد مرضى السكر بشكل كبير، حيث يوجد من 8: 10 ملايين مريض بالسكر بسبب التوتر وانخفاض مستوى المعيشة للمصريين خلال السنوات العشر الماضية، مما يجعلهم يتناولون غذاء غير صحى معظمه من أطعمة رخيصة تتميز بارتفاع النشويات والكربوهيدرات، مما أصاب المصريين بالسمنة التى هى السبب الأول للإصابة بالسكر، ووصلت نسبة الإصابة بالسمنة المفرطة بين المصريين إلى حوالى 30٪ وهى نسبة تفوق كثيرا النسبة فى الدول المتقدمة، كما بدأنا نرى زيادة ملحوظة فى نسبة السمنة بين الأطفال أكثر من الدول المتقدمة خاصة فى الأسر ذات الدخل المنخفض، والسكر الآن يعتبر مشكلة قومية لزيادة الأعداد المصابة به والمضاعفات التى يسببها من تصلب الشرايين وأمراض القلب والشرايين الطرفية وتصلب الشرايين الدقيقة لشبكية العين والتهاب الأعصاب الطرفية والاعتلال الكلوى.
الأورام تتضخم
يقول د. تامر النحاس أستاذ الأورام بالمعهد القومى للأورام: لا توجد إحصاءات دقيقة عن نسب انتشار الأورام بين المصريين، لكن لا يوجد أحد يختلف على أنه فى خلال السنوات العشر الأخيرة زادت نسبة الإصابة بالأورام 30 ضعفا طبقا للأعداد التى تتوافد على مراكز الأورام على مستوى الجمهورية بسبب استخدام المبيدات المسرطنة وارتفاع نسب التلوث البيئى بجميع أشكاله ومياه الشرب غير النظيفة وعدم وجود صرف صحى فى معظم القرى.
ويقول د. شريف عمر أستاذ الأورام جامعة القاهرة وعميد معهد الأورام السابق: أعداد مرضى الأورام فى ازدياد ويوجد حوالى 150 مريضا جديدا لكل مائة ألف مواطن، أى حوالى مائة ألف مريض كل سنة، غير المرضى القدامى، وبالتالى تكون نسبة الأورام عندنا ضعف ونصف الدول الأفريقية المجاورة، ففى جنوب الصحراء يوجد حوالى 60 مريضا جديدا لكل مائة ألف مواطن كل سنة.
ويرجع أسباب زيادة نسبة الإصابة بالأورام إلى التلوث البيئى المرتفع وغياب التعقيم فى المستشفيات ومخلفات المستشفيات الملوثة التى لا يتم التخلص منها بطريقة آمنة والإفراط فى استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية غير معروفة المصدر والتى كان يتم إغراق البلد بها دون رقابة.. وأكد د. مصطفى منيع أستاذ جراحة الأورام ورئيس الجمعية المصرية لجراحة الأورام زيادة معدلات الأورام بين المصريين خلال السنوات العشر الماضية من حكم مبارك الذى سمح بدخول الأسمدة المسرطنة لمصر.
وأرجع د. مدحت خفاجى أستاذ الأورام تزايد معدلات الإصابة بأورام القولون والشرج «13٪ من حالات الإصابة بالأورام» إلى مسئولية النظام السابق بإلقاء أطنان الملوثات من مخلفات المصانع ومياه الصرف الصحى والصناعى والزراعى فى مياه النيل وزيادة معدلات سرطان البنكرياس خلال السنوات الأخيرة بسبب التلوث الغذائى، ويتوقع الأطباء أن يصل عدد حالات أورام سرطان الكبد إلى 400 ألف حالة جديدة سنويا بعد 10 سنوات، حيث تشير الإحصاءات إلى إصابة 3,5٪ كل سنة بسرطان الكبد من المرضى المصابين بالفيروس «سى».
وأوضح د. عصام خضر أستاذ أمراض الكلى بطب عين شمس أن معدلات الإصابة بأمراض الكلى تزايدت فى السنوات العشر الأخيرة من 225 إلى 460 مريضا لكل مليون مواطن ويوجد 40 ألف مريض كلى جديد سنويا بسبب تزايد معدلات الإصابة بارتفاع الضغط والسكر الذى يشكل 13٪ من أسباب أمراض الكلى.
وأكدت الدراسة التى أعدتها كلية العلوم جامعة المنصورة ارتفاع نسبة مرضى الفشل الكلوى فى مصر فى الآونة الأخيرة بدرجة كبيرة وبشكل مخيف فى محافظات مصر، حيث تتجاوز 500 مريض لكل مليون نسمة، وتتزايد بنسبة 40٪ سنويا بسبب الاستخدام العشوائى للكلور فى مرفق مياه الشرب، وبسبب غياب الدور الحكومى فى القيام بإحصاء حقيقى، فإنه لا توجد أرقام نهائية للمرضى مؤكدا أن مصر بها على الأقل نحو 15 ألف مريض بنسبة 225 مريضا لكل مليون.