غاب الرئيس محمد مرسى عن مشاركة رجال القوات المسلحة بيوم الشهيد، أحسن مرسى صنعا أنه لم يحضر صلاة الجمعة الماضية، بين قيادات القوات المسلحة، وأبنائها، فبدا المشهد وطنيا بحق، يبعث الفخر بخير أجناد الأرض، فلم يلوثه دخيل أو ماكر أو كذوب. تصدّر وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح، ورئيس الأركان الفريق صدقى صبحى، بصحبة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، صفوف المصلين، الذين احتشد بهم مسجد "آل رشدان"، فيما ألقى خطبتى الجمعة الدكتور أحمد عمر هاشم، الذى امتدح القوات المسلحة ودورها فى حماية الوطن، ولم يدعُ ل"مرسى"،مثلما كان يصنع فى عهد النظام السابق،تاركا هذه المهمة للمهندس خيرت الشاطر، باعتباره مستجاب الدعوة. وكما أضفى غياب مرسى بريقا على هذا المشهد، فإنه عكس حالة الانشقاق والخصام، بين المؤسسة العسكرية، التى يتطلع قطاع كبير من المصريين، إلى أن تتولى أمر البلاد، بعدما فشل المذكور فى إدارتها، وبين مؤسسة الرئاسة، التى تعيش عالما افتراضيا لا علاقة له بالواقع، ولكن له علاقة بمكتب الإرشاد ومصالح كبار قيادات الجماعة. اللافت أن وزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفى، اعتلى منبر الأزهر فى نفس اليوم، منتقدا معارضى مرسى، داعيا له بالتوفيق والسداد، ولو لم يكن عفيفى محسوبا على الإخوان، لأدى الصلاة مع القوات المسلحة، ولكنه لو فعل ذلك، لخسر منصبه فورا، بتعليمات من الشيطان الأكبر فى المقطم. فى المقابل.. أدى مرسى الصلاة بين أهله وعشيرته فى مسجد عباد الرحمن القريب من منزله، وسط حراسة أمنية مشددة ومستفزة. المشاهد الثلاثة تكشف محنة وفتنة مرسى وإخوانه، الذين صاروا مرفوضين شعبيا وسياسيا وعسكريا، بعدما تحولوا إلى ورم خبيث، لابد من استئصاله فورا، فالأسوأ، رغم ما يعم البلاد من خراب وفوضى، لم يأت بعد. النخبة الحاكمة فى زمن الإخوان، صارت فرقا وشيعا، القوات المسلحة فى واد، ومعهم شيخ الأزهر، ومرسى وجماعته فى واد، يؤازرهم وزير الأوقاف، والشعب، إما ثائر، وإما غاضب، وإما جائع، وفوق كل ذلك يترقب زوال الكابوس الإخوانى إلى غير رجعة، ألا إن نصر الله آت، ألا إن نصر الله قريب