أعتبره من المشاهد السينمائية النادرة في فيلم خيالي بعيدا عن الواقعية.. حيث تجلس الشرطة مع الشعب في لحظة صراحة ومكاشفة وربما عتاب وأمامها كأسان من الليمون والمكان تحيط به موسيقي ناعمة علي انغام الخرطوش والطوب والجو معطر بدخان الغاز المسيل للدموع الرائع المنعش الذي يعطي للمشهد رومانسية أكثر.. وإن كانت «مشطشطة» بعض الشيء.. الشرطة: أنا زعلانة منك قوي ياشعبوب! الشعب: أنا، أعوذ بالله.. انتي ما تعرفيش غلاوتك عندي قد ايه ياشرطوطة! الشرطة: بصراحة بعد الثورة وأنا ملاحظة أنك واخد مني موقف مش حلو.. مع أني في الأول وفي الآخر كنت محكومة وبانفذ أوامر الكبار اللي كان كلامهم ماشي علي الكل بمن فيهم حضرتك ياعم الشعب. الشعب: خلاص بقي اللي فات مات الشرطة: امال بتحدفني ليه بالطوب والمولوتوف.. ومش طايق تشوفني. الشعب: لا بالعكس أنا عرفت قيمتك أكثر.. في الأيام اللي غبتي فيها والدنيا فيها سداح مداح. الشرطة: معني كده أن المصلحة واحدة. الشعب: مفيش كلام. الشرطة: طيب أنا الأيام اللي فاتت قلت إني مش هاضرب ولادي في المظاهرات ورغم كده نزلوا يضربوا إخواتهم العساكر.. هم الجماعة دول مش عايشين معانا وسمعوا وشافوا أقسام الشرطة اللي قفلها الضباط والعساكر بالضبة والمفتاح. الشعب: لازم تعرف أن الشرطة فيها ناس مخلصة ووطنية وشرفة وجدعان.. وفيها فلول.. وفيها خدامين السلطة! الشرطة: والشعب كله برىء! الشعب: لأ طبعا فيه وفيه. الشرطة: طيب ما تيجي نتصافي ويبقي كل شىء بينا وبين بعض في النور! الشعب: نور إيه وضلمة إيه؟.. الكلام كده هيتفهم غلط؟! الشرطة: أنا قصدي نحط ايدنا تاني في ايد بعض.. هي مش بلدنا كلنا! الشعب: بلدنا.. بس يظهر فيه شلة أولاد الحرام مأجرينها مفروشة واحنا مش عارفين؟