في بداية الشهر المبارك، تتوق كل القلوب لسماع أغنية «رمضان جانا» وكأنها البدر المُكمِّل لتمام الشهر، فلا يشعر المرء منا بحلول الشهر إلا بعد سماعه للأغنية، وكأنها ذات مذاق مختلف، يُدخِل للصدر جميع نفحات رمضان دون أن تدري، ولكن نادرون هم مَن شاهدوا الفيديو الأصلي للأغنية التي يغنيها المطرب الكبير محمد عبد المطلب، ذلك الصوت الذي تَشبَّع بالشجن حتى منتهاه. وقد وُلِد محمد عبد المطلب عبد العزيز الأحمر، في أغسطس عام 1910 في شبراخيت بمحافظة البحيرة، حفظ القرآن واستمع إلى الاسطوانات في مقاهي البلدة، غنى في مسرح بديعة 1932، وعيَّنه محمد عبد الوهاب "كورسي" في فرقته حيث أحب غناء المواويل، ولحن له محمود الشريف "بتسأليني بحبك ليه" التي حققت نجاحًا كبيرًا آنذاك، فسجلها على اسطوانة وأنتج له عبد الوهاب فيلم "تاكسي حنطورة"، وكون «عبد المطلب» شركة إنتاج مع واحدة من زوجاته، نرجس شوقي، وأنتج فيلم "الصيت ولا الغنى" ثم عاد وأنتج بمفرده فيلم "5 من الحبايب". من أغانيه الأخرى: "البحر زاد"، "يا ليلة بيضا"، "تسلم إيدين اللي اشترى"، "حبيتك وبحبك"، "قلت لأبوكي"، "يا حاسدين الناس"، "ساكن في حي السيدة"، "يا أهل المحبة"، "ودع هواك"، "اسأل مرة عليه"، "الناس المغرمين"، شفت حبيبي"، "مابيسألشي عليا أبدًا"، "ودع هواك"، "بتسألني بحبك ليه"، و"أنا مالي"، "يا حبايب هللو". بلغ رصيده ما يزيد عن ألف أغنية بداية من "بتسألني بحبك ليه" ووصولاً إلى "اسأل على مرة"، وحصل على وسام الجمهورية من الرئيس عبد الناصر عام 1964، وتوفى في 21 أغسطس 1980.