قالت مصادر أمنية إن الشرطة التركية اعتقلت، اليوم الأربعاء، العشرات في جنوب شرق البلاد، وهو الإقليم الذي يتميز بكثافة سكنية كردية. ووصف سياسيون مؤيدون للأكراد عمليات الاعتقال بأنها "استفزاز" قبل الانتخابات البرلمانية التي ستُجرى يوم الأحد. ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تحقيق أغلبية كبيرة لحزبه الحاكم "العدالة والتنمية"، للسماح له بتغيير الدستور ومنحه سلطات تنفيذية واسعة. وحصل حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد، الذي يتهمه القوميون بدعم المتمردين المسلحين، على عدد كبير من الأصوات، وهو الأمر الذي من الممكن أن يعرقل طموح أردوغان. وذكرت قوات الأمن أنه تم اعتقال 43 شخصًا في إقليم سيرناك، الذي يقع على الحدود مع سوريا والعراق، كانوا يخططون لاحتجاجات في يوم الانتخابات، وأضافت أن البحث جارٍ للقبض على 37 شخصًا آخرين. وألقى حسيب كابلان، وهو عضو بالبرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي لدائرة سيرناك، باللوم على حزب العدالة والتنمية، الذي شارك في تأسيسه أردوغان، في مداهمة معقل حزب الشعوب الديمقراطي. وقال: "هذه العملية التي تسببت فيها حكومة حزب العدالة والتنمية قبل ثلاثة أيام من الانتخابات، هي في كلمة واحدة (استفزاز)"، مضيفًا: "لكن الناس لن تتم إثارتها، سنحبط هذا الاستفزاز باحتشادنا غدًا". جاءت اعتقالات اليوم الأربعاء قبل يوم من تجمع حاشد لحزب الشعب الديمقراطي في سيرناك، سيتحدث إليه زعيمه المشارك فيجن يوكسيكداج، وبعد زيارة لنائب رئيس الوزراء، بولنت ارنيتش، وسط إجراءات أمنية شديدة هذا الأسبوع. وأشارت المصادر الأمنية إلى أن المداهمات استهدفت جناح الشباب لحزب العمال الكردستاني، وهو مجموعة متشددة أطلقت تمردًا ضد أنقرة في عام 1984، قتل فيه أكثر من 40 ألف شخص. وبدأ أردوغان عملية سلام مع عبد الله أوجلان، الزعيم السجين لحزب العمال الكردستاني، قبل عامين، عندما كان رئيسًا للوزراء.