الكسندرا هدسون ميدل ايست اونلاين حزب التنمية والعدالة يخفق في الفوز في الانتخابات المحلية في المعقل الكردي ديار بكر. اخفق حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في الفوز بالمعقل الكردي في دياربكر في الانتخابات المحلية التي جرت الأحد لأنه اساء تقدير ما لدى الأقلية الكردية من مشاعر سلبية امتدت لعقود من الزمن. وخرج الاكراد المبتهجون الى الشوارع في دياربكر اكبر مدينة في جنوب شرق تركيا للاحتفال بانتصار حزب المجتمع الديمقراطي المؤيد للأكراد على حزب العدالة والتنمية الذي شن حملة رسالتها تحسين الخدمات في المنطقة الفقيرة بدلا من التأكيد على الهوية الكردية. ويشهد الجنوب الشرقي اعمال عنف انفصالية منذ رفع حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة قبل 25 عاما. وقتل نحو 40 الف شخص في الصراع الذي يعتبر انهاؤه امرا رئيسيا لتعزيز الأمن التركي. واكد الرئيس التركي عبد الله جول على هذه النقطة في بغداد في الاسبوع الماضي عندما دعا المسؤولين الاكراد العراقيين الى القيام بالمزيد من اجل منع حزب العمال الكردستاني من استخدام العراق كقاعدة للهجوم على تركيا. واعترف ايضا بالحكومة الكردية في شمال العراق في خطوة من المتوقع ان تحسن العلاقات بين الحكومة التركية والاكراد. وكان حزب اردوغان ذو الجذور الاسلامية يأمل في هزيمة حزب المجتمع الديمقراطي في دياربكر وغيرها من الادارات المحلية في الجنوب الشرقي بعد ان اكتسح المنطقة في الانتخابات العامة التي جرت في عام 2007. لكن حزب المجتمع الديمقراطي فاز بنسبة 67 في المئة من الاصوات في دياربكر وهزم حزب العدالة والتنمية الذي حصل على نسبة 31 في المئة من الاصوات. وسببت هذه النتيجة احباطا شديدا لأردوغان الذي بذل جهدا كبيرا للفوز بتأييد الاقلية الكردية في تركيا التي يبلغ عددها 12 مليونا عن طريق ابلاغهم بان كل المواطنين الاكراد سواسية ومنح المزيد من الحقوق للأكراد تحت ضغط من الاتحاد الاوروبي. ولم يؤد اطلاق قناة تلفزيونية باللغة الكردية في التلفزيون الحكومي وتسليم غسالات كهربية مجانا للسكان المحليين الى اقناعهم بان حزب العدالة والتنمية هو الافضل لإدارة مدنهم. ومع ذلك فان من المتوقع ان تستمرالحكومة في الدفع نحو الاصلاح. واتهم مسؤولو حزب المجتمع الديمقراطي الحكومة بمنح الاكراد بعض الحقوق لكي تفوز فقط باصواتهم واشار الى العديد من القيود التي لا تزال مفروضة على اللغة الكردية. وقال الطالب بيلين التون (21 عاما) "نحن سعداء بفوز حزب المجتمع الديمقراطي. انه حزبنا وهذا انتصار لنا." وقال ان "المتدينين فقط هم الذين اعطوا اصواتهم لحزب العدالة والتنمية. في حين صوت الشباب لحزب المجتمع الديمقراطي لأننا نهتم اكثر بهويتنا والمستقبل وليس بالديانة". وقال يلمظ (34 عاما) وهو حارس "نحن لسنا غرباء متوحشين اننا نريد هويتنا". وقال دوجو ايرجيل وهو خبير في شؤون الاكراد مقيم في انقرة ان النتيجة بعثت برسالة الى اردوغان بان "الطريق الى اوروبا يمر بدياربكر". ويضغط الاتحاد الاوروبي منذ فترة طويلة على انقرة لمنح المزيد من الحقوق الثقافية السياسية للأكراد". وقال ايرجيل "الاكراد لا يريدون ان تمنحهم الحكومة حقوقهم. انهم يقولون انها حقوقهم الخاصة ويريدون ممارستها لأنها خاصة بهم". وتخشى الدولة التركية منذ فترة طويلة من ان تخفيف القيود على الاقليات قد يؤدي الى اقتطاع اجزاء من البلاد التي قامت على انقاض الامبراطورية العثمانية. واطلق الجيش اشارات تصالحية في الشهور الاخيرة قائلا ان القوة وحدها لا يمكن ان تهزم الانفصاليين. وقال زعيم حزب المجتمع الديمقراطي احمد ترك الذي يوجه حزبه احتمال قيام المحكمة الدستورية باغلاقه بتهمة ان له صلات بالمتمردين الانفصاليين الاكراد ان النتائج تمثل نجاحا للأكراد. وقال "اعطى الشعب درسا للحكومة. واستعدنا الاصوات الخاصة بنا. الحكومات دائما مؤقتة لكن الشعب باق".