الرقابة الشعبية على انتخابات رئيس الجمهورية أمل ليس بعيد المنال، لكنه محاط بصعوبات ترجع الى عدم وجود منظمات شعبية معتبرة لها خبرتها فى هذا المجال، وذلك بسبب تقييد الحركة الشعبية فى ظل الحزب الوطنى الذى تسلط علينا أحقابا عديدة ولا يمكن تجاهل دور المجتمع المدني فى الرقابة على الانتخابات خاصة وان هناك منظمات عالمية تقدم دعما للجمعيات الأهلية ومنها ما يقوم على حقوق الانسان وحقه فى التعبير عن رأيه بكل الوسائل ومنها حق التصويت فى انتخابات نزيهة لا يشوبها تزوير ولا تدليس. وقد وضعت السلطات المصرية قيودا مستحدثة على التمويل الخارجى للجمعيات المصرية عقب تقديم دعما ماليا لجهات مصرية بصورة غير شرعية لم تلتزم بنصوص القانون الذى يلزمها بالاعلان عن نشاطها وجهة تمويلها بل والاستئذان المسبق فى قبول الدعم وقد استنكرنا ذلك خاصة بعد ان غادر المتهمون الامريكيون مصر رغم انهم ضمن المقدمين الى المحاكمة. لكن ذلك لا يبرر تقييد حركة الجمعيات ومنظمات المجتمع المدنى ووقف تمويل نشاطها فى مختلف المجالات الاجتماعية والانسانية. وقد نما الى علمنا ان السلطات المصرية سمحت منذ أيام لعدد من الجمعيات بتلقى تمويلا خارجيا لمراقبة انتخابات رئيس الجمهورية، وان ذلك كان للتغطية على رفض الرقابة الدولية للانتخابات الرئاسية. ونحن مع قيام منظمات المجتمع المدني بالرقابة على الانتخابات خاصة جمعيات حقوق الانسان، سواء كان التبرع لها يأتى من داخل مصر أو من خارجها، ونتمنى ان يكون من بين نشاطها توعية الأفراد على مراقبة العملية الانتخابية فى جميع مراحلها بداية من لحظة التوجه الى اللجان وانتهاءً بفتح الصناديق وفرز الأصوات مرورا بالتصويت بسرية يفرضها القانون. ولا شك ان مندوبى المرشحون سيقومون بالدور الرئيسى فى هذا المجال، لكن ذلك لا يقلل من دور الاخرين خاصة فى مواجهة محاولات التأثير على الناخبين بالباطل، ومن بين تلك المحاولات الإدعاء بان أحد المرشحين هو وحده من أهل الصلاح والتقوى، حتى يظن بعض البسطاء انه من أولياء الله الصالحين، وانه يحرم اختيار غيره. وخلال الانتخابات البرلمانية تبين ان هناك من استغل الأمية السياسية فضلا عن الأمية الأبجدية لبعض الناخبين البسطاء ليقف أمام اللجان ويطلع على بطاقة الرقم القومى لهؤلاء الناخبين بدعوى إرشادهم الى اللجنة ويضيف الى ذلك ان بطاقتهم تقتضى اختيار رمز معين للمرشحين. وهذا باطل يُراد به باطل ويأباه الله ورسوله والمؤمنون. وعلينا ان نتصدى لذلك ابتغاء وجه الله..