على مدار الأسبوع الماضى.. ملأت قيادات جماعة الإخوان المسلمين الدنيا ضجيجا ووعيدا، معلنة عن مليونية مزلزلة يوم الجمعة تحت عنوان «مليونية إنقاذ الثورة».. حبس المصريون أنفاسهم وانتظروا يوم القيامة فى ميدان التحرير عقب صلاة الجمعة.. مرت الأيام وجاءت اللحظة المنتظرة، ليكتشف الجميع أن الجبل تمخض فولد فأرا.. فالجماعة التى تتصدر المشهد السياسى فى مصر حاليا لم تستطع حشد سوى بضعة آلاف فقط فى الميدان وغيره من ميادين مصر فى كل المحافظات، وبدا واضحا أن الاسم الأنسب لتلك التظاهرات هو « ألفية الجماعة» وليس «مليونية إنقاذ الثورة».. «فيتو» وكعادتها فى مثل هذه الفاعليات.. كانت حاضرة فى الميدان ورصدت بعض المشاهد من «الألفية الأخيرة». وصلنا ميدان التحرير قبل ساعة من صلاة الجمعة، وأول ما لفت نظرنا هو عدم وجود منصة للإخوان كما هى العادة.. ولاحظنا ان أعداد المتواجدين لم تزد كثيرا على انصار حازم صلاح أبو اسماعيل المعتصمين منذ أكثر من اسبوعين.. قلنا إن الميدان سيمتلئ عن آخره فى صلاة الجمعة.. حان موعد الصلاة والعدد على حاله من القلة.. اعتقدنا أن المتظاهرين سيقبلون من كل حدب وصوب بعد الصلاة وأيضا لم يحضر سوى نفر قليل.. مرت الساعة تلو الأخرى ولم يتجمع سوى عدة آلاف بينهم «ولاد أبو اسماعيل».. قبل غروب الشمس بنحو الساعة أدركنا أن مليونية.. نقصد « ألفية الجماعة» فشلت فشلا ذريعا، ومرت وكأنها ذوبعة فى فنجان. بدأنا نتجول فى الميدان، ولاحظنا أن الكلمة العليا فيه للسلفيين من أنصار المرشح الرئاسى المستبعد حازم صلاح أبو اسماعيل الذين ارتدوا قباعات خضراء تمييزا لهم، ولكنهم لم يهتفوا باسمه كالعادة، ولم يرددوا الشعارات المنددة بالمجلس العسكرى ولجنة الانتخابات الرئاسية، وإنما انشغل بعضهم بتجارته الخاصة من تى شيرتات مطبوع عليها صورة الشيخ، وعربات لبيع الترمس وغيره من المسليات، وزجاجات المياه الغازية والمثلجات، فضلا عن الكتب الدينية والعطور والبلح، فى حين تجمع حوله البعض الآخر للفرجة والشراء.. بين الحين والآخر تتعالى صيحات المتظاهرين بهتافات من قبيل « يسقط يسقط حكم العسكر» و «لا للفلول». واصلنا جولتنا فى ميدان التحرير حتى وصلنا الى مدخل شارع محمد محمود.. حيث تجمع نحو ألف من «ألتراس أهلاوى» حاملين أعلامهم المميزة، وراحوا يقرعون الطبول بشكل منتظم وكأنهم يعلنون الحرب.. فجأة وصل عدد كبير من متظاهرى بورسعيد، وكادت تحدث اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لولا تدخل بعض العقلاء واستطاعتهم نزع فتيل الأزمة.. تركنا شارع محمد محمود وانتقلنا الى مكان قريب من الصينية الوسطى بالميدان.. وفيها تجمع المئات من السلفيين حول عدد من أنصار ومؤيدى المرشح الرئاسى عمرو موسى، وحدثت اشتباكات بين الطرفين لكنها لم تستمر طويلا. وفى التحرير لاحظنا وجود عدد قليل من شباب الثورة لم يشارك فى أى فعاليات، وكأنهم جاءوا للفرجة.. سألناهم عن سبب وجودهم فأكد بعضهم أنهم يستعدون لمليونية ضخمة يوم الجمعة المقبلة تتجه الى المركز الطبى العالمى للمطالبة بتسليم الرئيس المخلوع لمحاكمته محاكمة شعبية