كاشفا عن أسرار فشل المشروع النووى المصرى فى عهد الرئيس المخلوع , تحدث ل«فيتو» الدكتور حامد رشدى الملقب بشيخ علماء الطاقة الذرية فى مصر, قائلا إنه تم إعداد دراسات لإنشاء مفاعل نووى فى الضبعة مع بدايات تسلم المخلوع الحكم, فطرحت مناقصة دولية ولكن شاب اتصالات المسئولين بالشركات الأجنبية فساد مالى وتم طرح المشروع مرة أخرى ولكنه توقف نتيجة لحادث تشرنوبيل فى ابريل 1986 . فى بداية التسعينيات وبحسب تأكيدات الدكتور رشدى اصدر الرئيس المخلوع قرارا جمهوريا بإقامة المشروع فى ارض الضبعة وتم تعويض البدو بالمنطقة ولكن المشروع توقف عشرين عاما وتغيرت قيمة الارض واصبحت مغرية لرجال اعمال وخاصة اصحاب المشروعات المجاورة لها ولعبوا لعبتهم فى اطار التزاوج بين المال والسلطة لوقف المشروع والحصول على الارض لدرجة ان نائب مجلس شعب عن مرسى مطروح اعترض على مشروع تقدمت به الهيئة وكان الدكتور رشدى مشاركا فيه . الدكتور رشدى وباعتباره شاهداً على موقف نظام الرئيس المخلوع من الملف النووى قال ان نظام مبارك تربص بالارض, واصبحت الضبعة فى اواخر عهده مطمعا للمسئولين وليس لرجال الاعمال فقط موضحا ان مسئولى حكومة نظيف والتى لقبت بحكومة رجال الاعمال كانت تجد ان اقامة شاليهات سياحية فى الضبعة قيمة اقتصادية اكبر من اقامة محطة مفاعل نووى . رشدى حمل مبارك مسئولية جشع رجال الاعمال ورغبتهم فى الاستيلاء على الضبعة قائلا إن مبارك متلون بشأن هذا الملف مستدلا على تلونه بأنه قال لماهر اباظة وزير الكهرباء الاسبق : «يا ماهر مفيش محطات» وبناء عليه اصبحت الارض مطمعا ويتم التخطيط لها بعيدا عن الملف النووى ولكن مبارك طرح المشروع من جديد بعد تناقص الطاقة ولم يكن مؤمنا بالموضوع . وزارة الكهرباء اعلنت منذ اكثر من عشرين عاما عن تصنيع محطات حرارية لانتاج الكهرباء وتم التعاقد عليها بنظام تسليم مفتاح اى سيتم استيراد كل شىء خاص بها وهناك محطات يحظر على المهندسين المصريين دخولها هكذا قال الدكتور رشدى مؤكدا ان عدم توافر الإرادة السياسية لدى الرئيس المخلوع كلف مصر الكثير كفرق بين تكلفة المحطات اليوم وتكلفتها منذ 20 عاما . الصدام بين المصالح فقط وفق رؤية الدكتور رشدى هو الذى يجعل واشنطن تعرقل المشروع النووى المصرى بعد الصعود السياسى للاخوان لان امريكا تعرف المصالح ولا تعرف المبادىء وليس لها علاقة ابدية مع احد . رشدى اكد انهم كعلماء فى الهيئة العامة للطاقة الذرية كانوا يقومون باعداد الابحاث النووية خفية خوفا من الحكومة المصرية وليس خوفا من امريكا او الدول الغربية موضحا ان منع بعض البلدان من امتلاك برامج نووية عسكرية يفرض على الدول النووية مساعدة تلك الدول فى التطبيقات السلمية للطاقة النووية وهو ما تتمسك به ايران . العالم المصري الكبير, اوضح ان الجنسية المصرية للدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية جعلته يتعامل بحساسية مع مصر وبايعاز من امريكا وجعلته يفتش عن اشياء وامور تعود لحقبة الستينيات ولذا اضر مصر اكثر مما نفعها ولكنه برىء من ملف اسلحة العراق لأن عراق صدام حسين كان ضمن خطة امريكية للسيطرة على بترول قزوين . زيارة محمد مرسى للصين بمفهوم الدكتور رشدى محاولة من الرئيس للاستفادة من الصراع الدولى القائم ونمو التكتل الصينى الروسى الهندى ضد الامبريالية الامريكية، وهو مانجح فيه بدليل ارسال امريكا لشركاتها للبحث عن الاستثمار فى مصر قبل عودته من الصين، ولكن مصر اذا تعاونت مع ايران لانتاج مفاعلات نووية واعطت ظهرها لاتفاقية حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل، فان امريكا حسبما قال رشدى ستضع حكومة الاخوان فى قائمة محور الشر العالمى . الدكتور رشدى انتقد الدكتور احمد زويل بشدة مشيرا الى ان زويل اخطأ عندما قال : «نريد ارساء قاعدة علمية فى مصر» لأن ذلك يعنى البدء من صفر فى حين ان مصر بها قاعدة علمية ولكنها تحتاج للتطوير مؤكدا ان زويل فشل فى مشروعه وغادر الى الامارات وعاد بعد الثورة لاحيائه مستغلا علاقته بالدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الاسبق. مختتما حديثه شدد الدكتور رشدى على ضرورة تنقية القائمين على المحطة النووية , مطالبا بطرد 75% منهم الى الشارع قبل العمل فى المحطة الجديدة لأن اختيار هؤلاء اعتمد على المجاملات والوساطة والمحسوبية .