اجواء المرح والبهجة تفيض من حقول القطن، نساء وبنات يزغردن أثناء الحصاد، بريق الذهب الأبيض يشع بنوره في قلوب انتظرت ستة أشهر لتري اللون الأبيض يكسو الحقول، وغناء الفتيات يثير بهجة حقيقية ،لكن حكومة الاخوان قتلت البهجة ووأدت زغاريد البنات، واصبح في بيت كل مزارع قطن «قتيل»، لايدري كيفية التخلص منه. 057 ألف قنطار قطن راكدة من العام الماضي في بيوت الفلاحين، عجزوا عن تسويقها في ظل سياسة زراعة متردية، تقودها حكومة إخوانية تكتفي بالشعارات، وتعلن انحيازها للفلاح واسقاط ديونه، وهم أول من يتسببون في تراكم ديونه، استاذ الاقتصاد د.شريف فياض - عضو المكتب السياسي لحزب التجمع- قال: جريمة سقوط الذهب الأبيض من عرشه شاركت فيها حكومة الاخوان وكأنهم نسخة كربونية من الحزب الوطني «المنحل» بسياسات اقتصادية فاشلة داخلياً وخارجياً وفي غياب آليات تنقذ الفلاح من الظلم، وقد تركته الحكومة «نهباً» لتجار القطن- وهم تجار الاسمدة في الوقت ذاته- ليبيعوا له جوال السماد ب081 جنيها ليعجز الفلاحون عن تصريف 057 ألف قنطار، بسبب تشوهات السياسة الزراعية، وفوضي التسويق وسط آليات السوق الحر، وعدم وجود اسعار استرشادية تحرض الفلاح علي زراعة القطن. الدكتور فياض مستنكراً سياسة «الحرية والعدالة» بالتلاعب بمشاعر الفلاحين بإسقاط الديون التي تقل علي01 آلاف جنيه، وفقا لما اعلنه «مرسي» بهدف كسب اصوات الفلاحين في الانتخابات المقبلة، في الوقت الذي بلغت تكلفة زراعة الفدان قطناً 6 آلاف جنيه، وما يزيد معاناة الفلاح قانون تحرير العلاقة بين المالك ومستأجر الأرض الزراعية، وإلغاء الدعم علي مستلزمات الانتاج. أتوقع أزمة حادة في تسويق قطن العام الماضي وتزداد الكارثة في وجود 3 ملايين قنطار في العام الحالي كلامه هكذا بدأ د.مختار الشريف - استاذ الاقتصاد بمركز بحوث الصحراء- موضحاً ان تسويق القطن يواجه أزمة داخلية وخارجية بعد تعدد المنتجين ودخول دول جديدة تنتج القطن فائق الطول كالولايات المتحدة والسودان ليصبح منافساً للقطن المصري، فضلاً عن استيراد مصانع غزول مصرية اقطانا من الخارج بأسعار مخفضة واستخدام الخيوط الصناعية في الغزل الامر الذي يجهض القطن المصري لسنوات مقبلة. مختار طالب باتحاد قوي يحمي الفلاحين ويدافع عن مصالحهم، اسوة باتحاد الغرف التجارية خصوصا بعد اجتياح الصراعات نقابة الفلاحين، بالإضافة لضرورة الحوار بين حزب «الحرية والعدالة» وممثلي الفلاحين، بهدف الخروج من هذا المأزق، الذي يضاعف من خسائر الفلاحين. نقيب الفلاحين محمد برغش أكد ان المحاصيل الاستراتيجية المصرية هي القمح، والقطن، والارز، وان الفلاح والزراعة مسئولية الدولة، ويجب اعلان اسعار استرشادية للمحاصيل، حتي يكون للفلاح الخيار بين زراعة هذا المحصول أو ذاك، لضمان تسويق جيد لما يزرع.