أكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض توم دونيلون أن سياسة الرئيس باراك أوباما بشأن إعادة التوازن في التعامل مع منطقة آسيا لا تعني بالضرورة تقليل اهتمام الولاياتالمتحدة بالشرق الأوسط وأوروبا، كما نفي الاعتقاد الاقليمي السائد بأن المقصود من هذه الاستراتيجية هو احتواء صعود الصين. جاء ذلك في بيان القاه اليوم دونيلون أمام رابطة آسيا في نيويورك حول سياسة الحكومة الأمريكية بشأن آسيا، وقال إن تغيير القيادات في الصين واليابان وكوريا الجنوبية هذا العام يمثل نقطة حاسمة في مستقبل الدبلوماسية الآسيوية ودور الولاياتالمتحدة في المنطقة، وشدد على أن الولاياتالمتحدة تعيد التوازن تجاه منطقة آسيا، التي تعرف بالمحور، بما يعكس رؤية والسياسة الخارجية للرئيس أوباما منذ ولايته الأولى، والتي سيتم الالتزام بها في ولايته الثانية. وقال دونيلون: "كان واضحا في عام 2009 أنه هناك اختلالا في التوازن فيما يتعلق بالتصورات وتركيز قوة الولاياتالمتحدة.. وقد رأي الرئيس أوباما أن تواجدنا أكثر مما يستدعي الأمر في بعض المناطق والأقاليم، بما في ذلك ما يتعلق بأنشطتنا العسكرية في الشرق الأوسط.. وفي نفس الوقت فإن تواجدنا في مناطق أخرى أقل مما ينبغي مثلما هو الحال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.. وهذا هو ما نعتقد أنه يمثل الاختلال الجغرافي الرئيسي لدينا. " وأوضح دونيلون أن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى المستقبل الذي تريد بناؤه، ومد الحرب ينحسر، وتركيز أمريكا الجديد على منطقة آسيا والمحيط الهادئ يعكس حقيقة أساسية، وهو أن الولاياتالمتحدة ستكون دائما أمة من أمم المحيط الهادئ. وحول سياسة أمريكا تجاه آسيا، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض توم دونيلون : "هذه الاستراتيجية لا تعني التقليل من العلاقات مع شركاء مهمين في أي منطقة أخرى.. إنها لا تعني احتواء الصين أو تسعى إلى إملاء شروط على آسيا.. إنها ليست مجرد مسألة وجودنا العسكري.. أنها محاولة لتسخر والاستفادة من جميع عناصر القوة الأمريكية العسكرية والسياسية والتجارية والاستثمارية والتنموية والقيمية". كما شدد على أن التزام واشنطن بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لن يتأثر بالمشاكل المالية التي تعاني منها الولاياتالمتحدة أو التخفيضات في انفاق الدفاع نتيجة للتخفيضات التلقائية في الانفاق، ووعد بالوفاء بتعهد وزير الدفاع السابق ليون بانيتا بالحفاظ على نشر 60 في المائة من الأسطول البحري الأمريكي بمنطقة المحيط الهادئ بحلول عام 2020، ووعد بأن الولاياتالمتحدة ستعطى الأولوية للمنطقة عندما تنشي منشآت عسكرية جديدة وتطبق تكنولوجيات جديدة. وقال دونيلون: "في هذه الأوقات المالية الصعبة، أعلم أن البعض تشكك فيما يتعلق بما إذا كانت عملية إعادة التوازن ستكون مستدامة.. وبعد عقد من الحرب، فمن الطبيعي أن يتم تخفيض ميزانية الدفاع في الولاياتالمتحدة.. ولكن لا يخطئ أحد فيما يتعلق بأن الرئيس وباما قد أكد بوضوح على أننا سنحافظ على وجودنا الأمني والمشاركة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.. وعلى وجه التحديد، فإن الإنفاق على الدفاع وبرامجه سوف يواصل دعم أولوياتنا الرئيسية- بداية من وجودنا الدائم في شبه الجزيرة الكورية وحتى وجودنا الاستراتيجي في منطقة غرب المحيط الهادئ".