حذرت وسائل الإعلام الصينية الولاياتالمتحدة مما قالت إنه "فرد العضلات" بعد إعلان الميزانية الدفاعية الأمريكيةالجديدة والتي تضمنت تحول التركيز الدفاعي الأمريكي في اتجاه منطقة آسيا والمحيط الهادي. وقالت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" في مقالة افتتاحية إن توجه الرئيس الأمريكية باراك أوباما لتعزيزالوجود الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادي ربما يكون موضع ترحيب إذا أسهم في تحقيق الاستقرار والرخاء في تلك المنطقة. ومضت الوكالة قائلة "ولكن إذا كان ذلك الوجود عسكريا فإنه قد يولد النوايا السيئة ويعرض السلام للخطر". ويذكر أن الرئيس باراك أوباما يخطط أيضا لتوفير 450 مليار دولار لجعل الجيش الأمريكي "اكثر رشاقة". ومن المتوقع في هذا الإطار أن يسرح الجيش الأمريكي آلاف الجنود على مدى السنوات العشر القادمة وذلك بموجب الخطة الجديدة للإنفاق العسكري ، وهي التي يؤكد الخبراء أنها ستكون عميقة الأثر في قوام وهيكل الجيش الأمريكي لمدة طويلة قادمة. كما يمكن أن يطرأ استقطاع آخر قدره 500 مليار دولار على الموازنة الدفاعية بحلول نهاية العام الحالي بعد أن رفض الكونغرس الموافقة على إجراءات تخفيض العجز بموجب الإتفاق المبرم في أغسطس/آب عام 2008. وصرح الرئيس أوباما في إعلانه عن الاستراتيجية العسكرية الأمريكيةالجديدة أن "موج الحرب آخذ في الانحسار" في أفغانستان وأن على الولاياتالمتحدة أن تعمل على استعادة توازنها الإقتصادي. وقال للصحفيين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إننا "سنعمل على تقوية وجودنا في منطقة آسيا والمحيط الهادي، واستقاطاعات الميزانية لن تكون على حساب تلك المنطقة ذات الاهمية الحيوية". وقالت وكالة "شينخوا" إن الدور الأمريكي قد يكون في مصلحة الصين لأنه قد يسهم في تحقيق "البيئة السلمية" التي تحتاجها الصين لدفع عجلة التنمية الإقصادية. ولكن الوكالة أضافت "في الوقت الذي تعتزم فيه الولاياتالمتحدة تعزيز وجودها العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادي، فإن عليها ان تكف عن سياسة فرد عضلاتها لأن تلك السياسة لن تجدي في حل النزاعات الإقليمية". وأضافت شينخوا أنه إذا عمدت الولاياتالمتحدة وبشكل غير متعقل إلى "عسكرة" المنطقة فإنها ستكون أشبه "بثور في متجر للصيني" وستعرض السلام للخطر بدلا من تعزيز فرص الاستقرار الإقليمي. وقال تشارلس سكانلون المحلل السياسي في بي بي سي إن القرار الأمريكي بالتركيز على منطقة آسيا لم يكن مفاجأة للقادة الصينيين. ومع ذلك فإن البعض في بكين قد يعتبرون أنه استراتيجية جديدة تستهدف واشنطن من ورائها احتواء القوة الصينية المتعاظمة. وفي هذا السياق كتبت الصحيفة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني قائلة إنه لن يكون بمقدور واشنطن أن تمنع بزوغ شمس الصين ، ودعت الصحيفة الحكومة الصينية إلى إنتاج المزيد من الصواريخ الهجومية البعيدة المدى والقادرة على ردع القطع البحرية الأمريكية.