حكمة اليوم: خد بالك.. على الأرض هناك كائن حي.. وكائنة «حية»! دنيا جديدة علينا أن نعترف أن الدنيا تغيرت بعد ثورة 52 يناير.. ومن ملامح التغيير ما طرأ على مفردات التعامل اليومي.. قبل الثورة كنت استوقف صديقى وأصافحه وأجذبه عنوة تجاه بتاع عصير القصب، وإذا لم أجد العصير جاهزاً، أبادر صاحب المحل قائلاً: «افتح لنا عودين قصب» بسرعة يا معلم.. الآن أجذب صديقى إلى كشك بميدان التحرير أو شارع محمد محمود وأقول لصاحب الكشك افتح لنا «قزازتين مولوتوف» وحياتك يا ريس! آخرة جديدة!! اعتدت الوقوف طويلاً أمام صفحة التعازى الشهيرة ب«الأهرام» ليس من أجل التعرف على آخر المغادرين من منفذ الدنيا، وإنما لشعورى بأن محتواها هو المادة الصحفية الأصدق على الإطلاق.. وقد لفت انتباهى مؤخراً أمر مهمه آراه فى إطار التغيير الذى أشرت إليه بعد الثرة، وهو أن جرعة النفاق للمسئولين فى أمواتهم قد خفت حدتها رويداً رويداً، إلى أن اختفت تماماً، وربما هذا ما يحسب لنتائج الثورة الجميلة.. وأنا هنا لا أتجنى .. ذلك أن النفاق فى مقام جلال الموت كان قد بلغ حداً لايطاق خارج حدود المنطق والمقبول.. كنت أقرأ لأحد كبار المنافقين وقد كتب عزاء فى زوجة لأحد كبار المسئولين يقول فيه: توفيت إلى رحمة الله تعالى حرم سيادة اللواء فلان الفلاني، ونتقدم بالعزاء إلى ابن خال سيادته، وزوج أم سيادته، وابن عم مرات ابن اخت سيادته.. لدرجة أننى كنت أتصور من فرط الدهشة البالغة أن يصاب ذلك المنافق بعمى البصيرة فيقول وندعو بالرحمة لمعالى الفقيدة الغالية «أطال الله فى عمرها»!! واللهم أسكن قمامتها فسيح جناتك!! عالم خنقة على سيرة مود التعازي.. انتهيت من تقديم واجب العزاء فى وفاة أحد سكان الحي، وغادرت السرادق.. استوقفنى صديق وسألنى عن المتوفي، قلت له عمك عبده تعيش أنت.. فعاد وسأل: هو من الحتة؟ قلت أيوه.. عمك عبده يا أخي.. فمد يده فى جيبه وأخرج منديلاً تظن للوهلة الأولى أنه «وش لحاف» فاعتقدت أنه سيبكى حزناً على فراق عم عبده، لكنه استخدمه لغرض آخر غير البكاء لا داعى لذكره، ثم قال مجدداً: يعنى عم عبده هو اللى مات؟ قلت نعم، فقال ما اعرفوش!!، وهنا قررت قطع هذا الحوار الممل من صديقى «الخنقة» فقلت له عموماً لو شفته هاتعرفه.. العجيب أنه رد قائلاً: أكيد لو شفته ها عرفه طالما من الحتة!!. عالم رايقة تعالوا نخرج من مود العزاء والعكننة إلى مود «رايق شوية» فى عالم التأمين تفاصيل بعضها غريب، وبعضها طريف مثلما سمعت عن التأمين على «فردتي» سيقان الراقصات الشهيرات، وهو تأمين مرتفع التكاليف والأقساط حسب نوع وعيار الفردتين!!.. هذه الكلفة التأمينية المرتفعة قد لا تكون فى متناول راقصة مبتدئة لذا أنصحها بتوقيع بوليصة تأمين على «فردة واحدة» فى بداية مشوارها!!. هام للصعايدة خبر ربما يدخل الراحة والبهجة على قلوب الصعايدة.. الخبر يقول: قبضوا على «فلاح من بحري» وبحوزته 007 جنيه مزورة .. أما سبب ظنى أن الخبر مبهج للصعايدة فهو سيناريو لحظة اكتشاف النقود المزورة، عندما آراد ترويجها بالطريقة المعتادة فى مثل هذه الجرائم، شرب صاحبنا «الفلاح اللى من بحري» حاجة ساقعة ثم مد يده بال007 جنيه وقال للبائع: هات باقى 007 جنيه