صداع نصفى احتل رأسى بمجرد علمى بأن صديقى الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية ذهب للقدس فى زيارة مفاجئة دون «إحم أو دستور».. انتظرت حتى عاد مولانا من رحلته المقدسة وذهبت إليه مسرعاً فرحب بى إلا أننى قلت له: لا سلام ولا كلام قبل أن أفهم ما جرى.. قال الرجل مندهشاً: كل الحكاية يا بنى أننى ذهبت لإسرائيل قصدى للقدس كى افتتح كرسى الإمام الغزالى للدراسات الإسلامية.. قلت: يعنى إيه تفتتح كرسى يا عم الشيخ؟! قال: اسكت يا غبي!! قلت: ماشى يا عم الشيخ.. أكمل كلامك فإنك تشعرنى بأنك فتحت عكا. قال: يا بنى يجب أن نصل القدس ولا نقطعها، فما يفعله الناس من مقاطعة هو ما تريده إسرائيل لكى تصبح مقدساتنا مهجورة وتفعل بها ما تشاء، فيجب أن نزورها بالملايين فالقدس تنادى «وين ملايين الشعب العربى وين» ووقتها سيكون هناك حديث آخر من الجميع. قلت: أيوه أيوه «خش» عليا «خش» يا عم الشيخ.. يعنى حضرتك تحاول جرجرة أرجلنا للتطبيع مع إسرائيل.. إذن كنت خدت لك صورة بجوار حائط المبكى قال: لهجتك لا تعجبنى يا سحلول وأرى فيها جرأة زائدة عن الحد!! قلت: ألا تعلم أن البابا شنودة كان قد أصدر قراراً بمنع الأقباط من الذهاب إلى القدس طالما أنها محتلة؟!! قال: وما علاقتنا نحن المسلمون بذلك؟!! قلت: ما كان على علمائنا أن يذهبوا لهذا المكان أبداً طالما أنه محتل يا شيخنا!! قال: لكن البابا كان معارضاً للنظام السابق وقال هذا التصريح نكاية فى نظام مبارك المطبع مع إسرائيل.. قلت له: وأنت طبعاً كنت جزءاً من النظام السابق يا شيخنا!! قال: إلزم الأدب فى حوارك أيها الفشار. قلت: لكنك لا تمثل نفسك يا شيخنا وكان يجب أن تستقيل من منصبك ثم تفعل بعد ذلك ما يحلو لك. قال: هذا المنصب ورثته من «سي» حسنى مبارك وسوزان هانم ولن أتركه إلا بأمرهما!! قلت: آه سوزان هانم التى كانت تفتى بالخلع وعدم ختان الإناث وحضرتك «تبصم» بالعشرة أليس كذلك؟ ألم أقل لك إنك جزء من النظام السابق؟ قال: لا تتجاوز يا سحلول وإلا أصدرت فتوى بإهدار دمك قلت: لكن الإخوان المسلمين اعترضوا على رحلتك هذه ووصفوها بالعار يا مولانا.قال: يا بنى الإخوان يذهبون للحج فى البيت الأبيض ليضعوا خططهم هناك مع أسيادهم أما أنا فذهبت للبيت المقدس كى أصلى هناك فأيهما أفضل؟!! قلت: طبعاً دخلت بالتأشيرة الإسرائيلية؟ قال: يا بنى الزيارة كانت تحت إشراف السلطات الأردنية.. قلت: بدون إذن إسرائيل يا مولانا!! قال: طبعاً لابد أن يكون هناك تنسيقاً قلت: إذن سلملى على التنسيق يا عم الشيخ قال: سوف أقرأ آية الكرسى ولا أريد أن أرى وجهك بعد أن أفرغ منها يا سحلول وإلا ستندم .. وهنا أخذت وضع «للخلف در» وخرجت مسرعاً.