هى واحدة من أغرب الجرائم التى شهدتها مصر فى الفترة الاخيرة.. فيها اشتركت سيدة فى العقد السادس من العمر مع ابنتها الشابة فى قتل زوجة ابنها.. وبالفعل نفذتا جريمتهما بطريقة بشعة ثم صعقتا الجثة بالكهرباء وتخلصتا منها بدفنها فى حظيرة المواشى على طريقة عصابة «ريا وسكينة».. ولأن الجريمة مليئة بالأحداث والتفاصيل المثيرة فقد قرر محقق «فيتو» الانتقال الى القرية التى شهدت الحادث بمحافظة البحيرة وكشف أدق أسرارها من خلال الاستماع لشهود العيان. كانت عقارب الساعة تشير الى السادسة مساء، عندما وصل المحقق الى قرية كوم أبو خليفة التابعة لمركز أبو حمص، ليفاجأ بعدد ضخم من قوات الأمن يقف على جميع مداخلها واستطاع اختراق الحصار بطرقه الخاصة..داخل القرية سأل أحد الاهالى ويدعى «محمد محسن» عن سبب وجود كل هذه الحشود الأمنية فأجاب باقتضاب: «البلد مولعة بسبب جريمة القتل التى شهدتها.. عائلة القتيلة رفضت تقبل العزاء وأقسمت على أخذ ثأر ابنتهم».. قال المحقق «وما هى قصة جريمة القتل تلك؟».. قال الرجل: «هى حكاية طويلة.. بدأت عندما فوجئنا بحريق فى احد المنازل، وهرعنا جميعا لإطفائه، ونقلنا صاحبة المنزل وابنتها الى مستشفى حوش عيسى إثر إصابتهما بحروق مختلفة». التقط شاهد عيان آخر طرف الحديث موضحا: « بعد الحريق بيوم واحد عاد ايهاب الشريف -20سنة- فوجد آثار الحريق على منزله وأخبره الجيران أن والدته وشقيقته فى مستشفى حوش عيسى، أما زوجته فلا يعلم احد عنها شيئا. بدأ الشك يتسرب الى قلب إيهاب واعتقد ان عصابة اختطفت زوجته، وبدأنا جميعا رحلة بحث طويلة عنها فى كل مكان وفى القرى المجاورة فلم نعثر لها على أثر». انتقل المحقق الى شاهد عيان ثالث وسأله عما حدث بعد ذلك فقال: « بدأت الشرطة بحثها المكثف فى القضية، وتوصلت الى معلومة مهمة مفادها أنه ليلة الحريق حدثت مشاجرة عنيفة بين الزوجة «عزة عبدالحميد» -19 سنة- وبين حماتها وشقيقة زوجها، بسبب الخلاف المستمر على عمل البيت.. توجه ضباط المباحث الى شقيقة الزوج وواجهوها بالتحريات وشهادة الشهود.. حاولت الانكار فى البداية ولكنها انهارت واعترفت بالاشتراك مع والدتها فى قتل زوجة شقيقها». سأل المحقق: «وماذا قالت فى اعترافاتها؟».. أجاب شاهد عيان آخر: «قالت أن الخلافات تجددت يوم الحادث، فاعتدت هى وامها على القتيلة بالضرب المبرح، حتى سقطت على الأرض مغشيا عليها، فقامتا بخنقها بإيشارب حتى تأكدتا من وفاتها.. وقالت: « اقترحت أمى دفنها فى حظيرة المواشى وبالفعل حفرنا قبرا لها بعمق متر ونصف المتر، ثم ربطنا الجثة بحبل وجررناها ودفناها ووضعنا على قبرها كمية من روث الماشية حتى لا تتسرب رائحتها بعد التحلل، وأطلقنا البخور فى كل مكان».. قاطعه المحقق متساءلا: «وما حكاية الصعق بالكهرباء؟».. استطرد الشاهد: « اقرت شقيقة الزوج بأنها ووالدتها فكرتا فى طريقة جهنمية لإخفاء معالم الجريمة.. حيث قامتا بصعق الجثة بالكهرباء حتى تبدو الوفاة وكأنها ناتجة عن ماس كهربائى، وأثناء صعقهما للجثة حدث ماس بالفعل تسبب فى اندلاع حريق وأصيبتا بحروق مختلفة». سأل المحقق شهود العيان الذين التقى بهم داخل القرية عن أحوال الزوج فأكدوا انه يعيش حالة نفسية سيئة للغاية.. ففى لحظات فقد عائلته كاملة.. أمه وشقيقته ذهبتا الى السجن، اما زوجته الشابة فقد قتلت غدرا وبطريقة بشعة.. ليس هذا فحسب بل ان عائلة زوجته رفضت تقبل العزاء، وعقدت العزم على الأخذ بالثأر.