قبل أسبوعين.. دخلت «فاطمة» مركز شرطة ديرمواس بالمنيا للإدلاء بشهادتها حول مقتل زوجها على يد 3 مجهولين.. بعد ثلاثة أيام من التحقيقات أحيلت الى النيابة العامة بتهمة الاشتراك مع عشيقها فى قتل الزوج.. رفضت أسرتها هذا الاتهام وتجمهرت مع عدد كبير من أهالى قرية «دلجا» أمام مركز الشرطة محاولين اقتحامه وحرقه، وأكدوا أن ضباط الشرطة بدلا من البحث عن الجناة الحقيقيين لفقوا هذه التهمة البشعة لابنتهم.. على الجانب الرسمى قدم 55 شخصا من ابناء القرية بلاغا الى النيابة العامة، اتهموا فيه الأجهزة الامنية بتعذيب «فاطمة» بطرق وحشية حتى اعترفت كرها بجريمة لم ترتكبها.. محقق «فيتو» فى المنيا قرر البحث بنفسه فى هذه القضية ويرصد ما توصل اليه فى السطور التالية: بدأ المحقق بحثه من داخل مركز شرطة ديرمواس.. وبحسب المحضر اعترفت «فاطمة.ع» -26 سنة- بقتل زوجها المدرس «أبوالمكارم.ش» -48 سنة- بالاشتراك مع عشيقها «عبده.م» وهذا ما أكدته تحريات المباحث.. وعلم المحقق ان المتهمة فى بادئ الامر لم تعترف، بل اكدت أن ثلاثة مجهولين اقتحموا منزلها فجرا وقتلوا زوجها وسرقوا مبلغا من المال وفروا هاربين، ثم غيرت أقوالها لتعترف بارتكاب الجريمة.. واصل المحقق بحثه وتوصل الى ان مسئولى مركز الشرطة احتجزوا المتهمة عدة أيام ومنعوا اهلها ومحاميها من زيارتها أو التحدث معها، وبعد محاولات مستميتة سمحوا لأمها فقط بزيارتها. انتقل المحقق الى قرية دلجا وهناك التقى بوالدة المتهمة وتدعى نفيسة وسألها عما قالته ابنتها فأجابت: «ما إن شاهدت فاطمة حتى لاحظت آثار التعذيب على وجهها وجسدها.. سألتها عما حدث فأكدت لى ان الضباط أذاقوها أقسى أنواع التعذيب، سواء بالضرب او الصعق بالكهرباء، وغيرهما من الأساليب البشعة، وفى النهاية اضطرت للاعتراف بجريمة لم ترتكبها، بل لوثوا سمعتها وسمعة زوجها».. الأم أضافت أنها أخبرت أولادها وأقاربها بما حدث، فخرجوا ومن خلفهم المئات من أهالى القرية، وتجمهروا أمام مركز الشرطة مطالبين بإخلاء سبيل فاطمة ورفع الظلم عنها، ولكن قوات الأمن اطلقت عليهم القنابل المسيلة للدموع ووقعت مصادمات بين الطرفين أسفرت عن إصابة ضابط وعدد من المجندين. أما شقيقة المتهمة وتدعى «نعمة» فقد أكدت للمحقق أن اختها تعرضت لظلم بين، وتعذيب بشع أجبرها على التوقيع على اعترافات بجريمة لم ترتكبها وقالت: «علمنا أن هناك أبعادا أخرى للحادث، خصوصا وأن مسئولا كبيرا بجهاز أمن الدولة المنحل تدخل بقوة للتستر على جريمة السرقة التى أكدتها شقيقتى فى اقوالها الأولى بعد ان تبين تورط أبناء مسئولين كبار فيها»..أما أهالى القرية فقد أكد عدد كبير منهم أن المتهمة حسنة السير والسلوك ولم يسمع أحد شيئا عن تورطها فى علاقات غير مشروعة، وأن الاتهامات الموجهة إليها محض افتراء. على الجانب الآخر علم المحقق أن المستشار تامر فاروق المحامى العام لنيابات جنوبالمنيا، قرر التحقيق فى اتهام ضباط ديرمواس بتعذيب المتهمة وانتزاع الاعترافات منها، كما قرر نقل جميع التحقيقات الخاصة بمقتل زوجها الى نيابة المنيا الكلية.. من جانبه قال منتصر الزيات محامى المتهمة للمحقق إنه قدم مذكرة تفصيلية للمحامى العام تضمنت الإجراءات القانونية الخاطئة فى القضية، والتي تستوجب إخلاء سبيل المتهمة فورا، وفتح التحقيق فى واقعة تعرضها للتعذيب.