أكد الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز اليوم الجمعة بباريس أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن يعد شريكا للسلام مع إسرائيل. وقال بيريز - فى مؤتمر صحفى مشترك بالاليزيه مع نظيره الفرنس فرانسوا هولاند عقد فى ختام جلسة مباحثاتهما - أن أبو مازن "شخص مسئول" ولديه رغبة حقيقية فى إقامة السلام مع اسرائيل . ومن ناحيته..أعرب الرئيس الفرنسى عن آسفه للمأزق الحالى الذى توجد به الأزمة السورية. كما عبر أولاند عن اسفه أيضا من أن الجانب الروسى لا يقوم بإقناع (الرئيس السورى) بشار الاسد بالرحيل للسماح ب"التحول السياسي" فى سوريا..مشيرا الى انه سيحاول إقناع المعارضة السورية بأن اجراء نقاشات مع الأطراف "غير بشار الأسد" هو أمر ممكن. وأضاف الرئيس الفرنسى أن باريس قامت مؤخرا باجراء اتصالات مع مختلف الشركاء بما فى ذلك الولاياتالمتحدة، "لضمان نجاح فكرة الوساطة التى تنبع من سوريا ". وأوضح أنه اقترح خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو أن يكون هناك شخص أو أشخاص يتم اختيارهم لمناقشة ضمان الانتقال السياسي، على أن يكونوا مقبولين من جانب النظام و المعارضة..مشددا على أن فرنسا تعتبر أن هذا الشخص "لايمكن أن يكون بشار الأسد". أكد الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز على أهمية الزيارة القادمة للرئيس الأمريكى باراك أوباما لإسرائيل كونها "فرصة جيدة" لإعادة إطلاق عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. واضاف بيريز - فى مؤتمر صحفى مشترك بباريس مع نظيره الفرنسى فرانسوا أولاند - "ننتظر قريبا جدا زيارة الرئيس أوباما..ونحن نعتبره صديق، وأعتقد أنها ستكون فرصة جيدة لإحياء عملية السلام". ووجه بيريز الدعوة للرئيس الفرنسى هولاند للقيام بزيارة رسمية لاسرائيل "فى أقرب وقت ممكن"..كما دعا أولاند من جانبه شيمون بيريز بزيارة فرنسا مرة أخرى قبل نهاية ولايته فى منتصف العام القادم 2014. وفيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى..أكد الرئيس الفرنسى أن فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووى تعد أداة "فعالة" ولكن يجب "تعزيزها". وأشار هولاند إلى احتمال فرض المزيد من العقوبات على طهران التى يجب أن تقتنع بالالتزام بالمفاوضات بأقصى قدر من الجدية وأيضا بإيجاد حل يسمح بأن تعطى إيران وهى دولة كبرى كل الضمانات بعدم حصولها على الأسلحة النووية. بدوره..قال بيريز ان بلاده تعتبر العقوبات على إيران ذات فاعلية ولكنها غير كافية..معربا عن سعادته لإعلان نظيره الفرنسى التخطيط لاتخاذ خطوات إضافية. وحذر الرئيس الاسرائيلى من انه اذا لم يتم وضع حدا لهذا الخطر (إيران) "دون اللجوء إلى الاستخدام العسكري، سيكون من الأفضل.. ولكن هم (الايرانيون) ينبغى أن يعلموا أن أى شيء يمكن أن يحدث " فى إشارة إلى إحتمال توجيه ضربة عسكرية ضد إيران. وأكد الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز أن تحقيق السلام فى الشرق الأوسط ما زال أمرا ممكنا..مشددا على ضرورة دفع عملية السلام بين الجانبين على أساس حل الدولتين "دولة عربية حى فلسطين، ودولة عبرية وهى إسرائيل". وقال بيريز انه لا يعتقد أن فرصة اقامة السلام انتهت، بل إن هناك فرصة جديدة للبدء بمفاوضات حاليا فى إشارة إلى الفترة التى تتلو الانتخابات فى إسرائيل والولاياتالمتحدة. وردا على اسئلة الصحفيين.. أكد الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند من جانبه أن بلاده تعتبر دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط من الأولويات من أجل إقامة السلام فى المنطقة. وأضاف أن هناك رغبة مشتركة من جانب باريس وواشنطن للعمل على إستئناف المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية بعد تشكيل الحكومة الجديدة فى تل أبيب..معتبرا أن المفاوضات تعد خطوة مهمة فى مسار عملية السلام. وتعهد الرئيس الفرنسى بمواصلة الجهود من أجل دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلي. وقال أولاند انه بحث مع نظيره الاسرائيلى علاقات الصداقة القوية التى تربط بين البلدين إلى جانب سبل دفع عملية السلام واستئناف المفاوضات..مشيرا إلى موقف باريس الثابت منذ عدة سنوات والذى يقوم على ضرورة الوصول إلى حل الدولتين وضرورة الانتهاء من عملية السلام. وأضاف أولاند أنه وبيريز ناقشا ايضا التطورات فى المنطقة والتى وصفها بانها "مقلقة للغاية" لاسيما فيما يتعلق بالوضع فى سوريا..موضحا أن باريس تؤكد انها ستعترف بالحكومة الانتقالية التى يجب ان تشكلها المعارضة وضرورة أن تحظى بدعم المجتمع الدولى بهدف الوصول إلى الانتقال السياسى بالبلاد. وأشار إلى أن مباحثاته مع الرئيس الاسرائيلى تناولت كذلك الملف النووى الايرانى حيث أن إمتلاك طهران للأسلحة النووية لا يمثل خطرا على اسرائيل فحسب بل على المنطقة والعالم أجمع..مضيفا انهما ناقشا كذلك الوضع فى لبنان مع تأكيد ضرورة الحفاظ على وحدته وسيادته. وقال انه استعرض خلال اللقاء دوافع التدخل العسكرى الفرنسى فى مالى والذى يهدف فى المقام الأول إلى استعادة كامل الاراضى ومواجهة الارهاب. ومن جانبه...أشاد الرئيس الاسرائيلى بمستوى العلاقات التى تربط بين بلاده وفرنسا..موضحا أن موقف باريس واضح بالنسبة للملف النووى الايرانى الذى يمثل خطورة على الأمن والتنمية والسلام فى المنطقة والعالم. وأعرب عن اعتقاده بوجود إتفاق بين واشنطن وأوروبا بشأن عدم السماح لطهران بامتلاك الأسلحة النووية..معتبرا أن طهران لاتحترم القانون أو حقوق الانسان وأيضا السلام "ولكنها تمثل تهديدا للعالم أجمع". وأكد أهمية معارضة إنتهاكات إيران لحقوق الانسان حيث يتم اصدار أحكام بالاعدام بدون محاكمات ويتم حبس الصحفيين ويمارس التمييز ضد المرأة فضلا عن سعى إيران "لتوزيع الأسلحة" إينما استطاعت ذلك لضمان عدم الاستقرار فى المنطقة على حد قوله. وفيما يتعلق بعملية السلام..أوضح الرئيس الاسرائيلى انه بعد تشكيل الحكومة الجديدة فى تل أبيب وسيتم ذلك فى غضون أسبوع سيكون هناك فرصة لاستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطينى بهدف الوصول إلى حل الدولتين اللتين تعيشان جنيا إلى جنب فى سلام. واستعرض بيريز ما قامت به اسرائيل من أجل السلام خاصة فيما يتعلق بالموافقة على وجود سلطة فلسطينية وإنسحاب اسرائيل أحادى الجانب من قطاع غزة. وبالنسبة للمستوطنات..أوضح أن اسرائيل قامت بتفكيك 22 مستوطنة فى قطاع غزة واسنحبت منها لكى تتمتع باستقلالها ولكن "للاسف فور انسحابنا وصلت حركة حماس إلى السلطة وحولتها إلى قاعدة للإرهاب..ولا نعلم لماذا تطلق حماس النار على اسرائيل.. ولكن على الرغم من ذلك فنحن نلتزم بمواصلة المفاوضات مع محمود عباس/أبو مازن/".. مشددا على انه ليس هناك بديلا عن حل الدولتين. وأعرب الرئيس الاسرائيلى عن اعقتاده أن المشاكل العالقة بين الجانبين يمكن حلها عبر المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل. وفى سياق آخر..حذر الرئيس الاسرائيلى من خطورة حزب الله اللبنانى على السلام فى المنطقة..مشيرا إلى أن حزب الله له تدخلات كثيرة وخطيرة للغاية ويسعى إلى امتلاك الصواريخ كما انه يقيم دولة داخل دولة. واعتبر بيريز أن حزب الله يمثل خطرا على وحدة لبنان وهويتها..داعيا فرنسا إلى تحمل مسئوليتها حيال لبنان لتحريره من "خطر لافائدة منه". وذكر الرئيس الاسرائيلى أن السلطات البلغارية فتحت تحقيقا فى حادث قتل فيه خمسة اسرائيليين قبل أشهر وتبين أن حزب الله هو مرتكب العملية "وعلى باريس أن تتحرك (فى هذا الصدد) من أجل السلام والتعايش". وقال الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز انه بحث مع نظيره الفرنسى فرانسوا أولاند الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط حيث إن هناك العديد من المسلمين يعتبرون أن الديمقراطية لا تتماشى مع الإسلام "وبالطبع لا يجب فرض أى شىء عليهم" ولكن ينبغى دعمهم علميا وتكنولوجيا حيث انه يوجد مئات الالاف من الشباب المتعلم لا يجدون فرص عمل ويتعين على أوروبا دعم الأجيال القادمة لمساعدتهم على تحقيق التغيير فى الدول العربية. ومن جانب آخر..أثنى الرئيس الاسرائيلى على القرار "السريع" الذى اتخذه نظيره الفرنسى للتدخل عسكريا فى مالي..مشيرا إلى ما عانته منطقة الشرق الأوسط بيين الارهاب وأن افريقيا تعانى حاليا من نفس الظاهرة. وأضاف أن إرسال جنود فرنسيين إلى مالى يضمن مستقبل عدة بلدان افريقية كالسنغال وكوت ديفوار..موضحا أن باريس تساعد القارة الافريقية على مواجهة مشاكلها.