ما بين «المرشح البهلوان» و«الأسطورة» دارت خلال الأيام القليلة الماضية تروس الآلة الإعلامية في مصر، الظروف المحيطة أكدت أن ما حدث بين الاثنين لا يمكن وصفه إلا بالحرب غير متكافئة الأطراف, ف«سعد الصغير» الذي أعلن عن رغبته في الترشح للرئاسة عرف الطريق الصحيح لجذب الإعلام وقنواته الفضائية المختلفة، قال: «لماذا لا أترشح إذا كان القهوجي قام قبلي بسحب الأوراق»، أما السير الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب العالمي والذي اختارته جمعية القلب الأمريكية بشيكاغو ليفوز بلقب أسطورة الطب في العالم ضمن أكبر خمس شخصيات طبية أثرت في تاريخ الطب فالتزم «الصمت» وبادلته وسائل الإعلام الصمت تجاهلا. أحضر «المطرب الشعبي»30 ألف نموذج تأييد (توكيل)،وقال إنه سيجمع أكثر من 55 ألف توكيل وسيتقدم بعدها بأوراقه للترشح للرئاسة في فيلم هابط حيث تبين أن ما فعله سعد لم يكن سوى جزء من أغنية عن الانتخابات كتبها له أيمن بهجت قمر. التوكيلات لم تكن الأداة الوحيدة التي استطاع بها «سعد»إنهاء المباراة من الجولة الأولي لكنه بادر بتسديد اللكمات لتاريخ الجراح العالمي حيث قال : برنامجي الانتخابي طموح ويشمل العديد من الأولويات التي تهم المواطن المصري البسيط وفي مقدمتها تأمين صحي شامل لجميع المواطنين,مشيرا إلى أن مصر حكمها منذ 30 عاما طيار فما المانع أن يحكمها طبال أو زمار؟!. في المقابل لم يعلن «يعقوب» انه سيترشح للرئاسة ولم يطلب أو يطلب منه أن يتحدث عن اللقب الجديد الذي أضافه لألقاب عدة لم يصل إليها أحد من قبله، وكانت المفاجأة أيضا أن يحتل «الصغير» غالبية فقرات برامج «التوك شو» الليلية والصباحية، وتكتفي جميع وسائل الإعلام بخبر صغير في نهاية فقرة أو صفحة تتحدث فيه بإيجاز مبالغ فيه عن حصول الدكتور مجدي يعقوب على لقب «الأسطورة»، وهو ما دفع عدداً لا بأس به من متابعي إنجازات يعقوب للتأكيد على أن حالة التجاهل تلك ذكرتهم بالنعي الشهير الذي أوردته صحيفة المقطم وكانت نهايته «إذا كان له مكان »...!