مع أن ملامحها بريئة إلا أنها شرسة فى الدفاع عن رأيها، «فيتو» استضافت الإعلامية رولا خرسا، تحدثت بصراحة ووضوح عن شخصيات استضافتها فى برامجها، وعن شخصيات رفضت الظهور معها، وعن الشأن العام والأحداث الحالية بمصر، فماذا قالت؟ صعود الإسلاميين لا يمثل مشكلة لى على الإطلاق، والإخوان ظلموا كثيرا وتم إقصاؤهم تماما عن الظهور فى البرامج التليفزيونية قبل ثورة 52يناير، وهم جماعة منظمة للغاية، لكن لدى بعض التحفظات على آدائهم كتبتها فى مقال بعنوان «لا للاستحواذ والإقصاء والانتقام»، فليس معنى أنك ظلمت أن تظلم الآخرين، وأعتقد أن الإخوان أذكى من أن يسقطوا فى فخ 4591. ولكن الفضيحة تكمن فى اختيار أعضاء البرلمان لكتابة الدستور، فالمفترض أن يقوم بهذا المتخصصون، كما أن ترشيح الإخوان لخيرت الشاطر فى انتخابات رئاسة الجمهورية «عيب»، فلا يجوز أن يتراجعوا عن وعودهم للشعب مهما تكن الظروف. نظرية المؤامرة وما يحدث على الساحة السياسية فى مصر الآن يؤكد أن لإسرائيل يدا فيه، فليس من المنطقى أن تقف اسرائيل مكتوفة الأيدى والوضع فى مصر يسمح لها بالتلاعب، وعلى فكرة أنا أؤمن تماما بنظرية المؤامرة. وعن رأيها فى مرشحى الرئاسة تقول: أيمن نور شخص مثقف ومهذب ويعلم توجهاته جيدا ويعلم لمن يتوجه، وعبدالمنعم أبو الفتوح يمكن أن تتفق أو تختلف معه بسبب خلفيته الإسلامية، لكنه مؤمن تماما بها، وهو صادق جدا، وسليم العوا رجل قانون ومتفتح ومفكر بمعنى الكلمة، وهو لا يقول إلا الشىء المقتنع به، وحمدين صباحى رجل مناضل منذ زمن طويل وهو يهتم بالفلاحين والفقراء، أما خيرت الشاطر وأحمد شفيق فلم ألتق بهما لكى أحكم عليهما. فيروز وعرفات وعن الشخصيات التى تأثرت بها تقول: شخصيات كثيرة ألتقيتها وتركت بصمة جيدة فى نفسى، منهم ياسر عرفات الذى يتمتع بذاكرة حديدية ويتذكر كل من قابله وأيضا مكان اللقاء حتى لو بعد سنوات، رحمه الله، وأيضا نزار قبانى، كثيرون قالوا لى إنه لن يجرى حوارا معك، وعثرت على هاتفه، وفور اتصالى به رحب للغاية وقال: فى انتظارك غدا فى السادسة مساء، وهو متواضع للغاية ولا يتكبر على أحد، رحمه الله، أما فيروز «جارة القمر» فشخصيتها رائعة، أما الشيخ محمد حسان فقد رفض ظهوره معى فى برنامج لأننى لا أرتدى حجابا، وهذه حريته الشخصية مع احترامى الشديد له. المدينة الفاضلة وتقول عن الديمقراطية ونزاهة الانتخابات : الديمقراطية حلم نسعى جميعا لتحقيقه، أشبهها بالمدينة الفاضلة فى الفلسفة اليونانية القديمة، وأتذكر أننى حضرت مؤتمرا صحفيا لبيل كلينتون وتونى بلير، وفوجئت أنه كان يتم اختيار الصحفيين الذين يوجههون الاسئلة، وبالطبع لم أتمكن من توجيه سؤال لأى منهما، لكنى أؤكد أن أوروبا بها انتخابات نزيهة وحرية تعبير، أما التجاوزات كشراء الأصوات وتوزيع الأموال فهى ظاهرة عالمية حتى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وإلا لم يكن جورج بوش «الابن» قد نجح وتولى رئاسة أمريكا، ومع هذا فإننى أعذر المصريين الذين يقبلون الأموال مقابل أصواتهم لأن الفقر شىء صعب للغاية. مصائب وفوائد وعن نقطة انطلاقها تقول: صدقت مقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد»، فقد كانت تغطيتى لجنازة الليدى ديانا ونقل مراسم الجنازة على الهواء مباشرة، كان محددا لى نقل عشر دقائق فقط، لكن طالت فترة البث المباشر، والحمد لله أننى كنت أقيم فى لندن ولدى معلومات غزيرة عن الأميرة ديانا. ولست من أنصار حيادية الإعلام، فالإعلامى الحيادى «بغبغان»، يقرأ ما يكتب له، لكن الإعلامى الناجح يجب أن تكون له وجهة نظر دون التحامل على بعض الشخصيات لوجود عداوة معها. وأسألها: لماذا لم تكتمل تجربتك مع عمرو أديب فى برنامج «مباشر»؟ تجيب: هى تجربة جيدة ومهمة وأعتز بها، لأنها حققت نسبة مشاهدة عالية جدا آنذاك، ولكن عمرو أديب شخصية صعبة التعامل وله طريقة مختلفة، له مدرسته ولى مدرستى، ولكنها كانت تجربة جيدة. أمن الدولة والقس هل كنت تتلقين أوامر باستضافة شخصيات من الحزب الوطنى فى برنامجك؟ - لم يحدث هذا طوال مشوارى الإعلامى فى التليفزيون المصرى أو فى قناة «الحياة»، ولكن طلب منى أحد المسئولين استضافة شخصيات محددة، ولم أفعل، وهو لم يعاتبنى أو يعاقبنى، وعلى العكس، فقد استضفت بعض الشخصيات من الإخوان المسلمين بالتليفزيون، فى الوقت الذى كان محظورا عليهم دخول مبنى الإذاعة والتليفزيون، ولم يحتك أمن الدولة بى، إلا عندما كنت أقوم بتغطية جريمة قتل «قس» بالصعيد، فطلب أمن الدولة مشاهدة الحلقة فى مبنى التليفزيون قبل إذاعتها، وقد حدث. ماذا عن الاتهامات الموجهة لزوجك الإعلامى عبداللطيف المناوى؟ - فخورة جدا بأننى زوجة عبد اللطيف المناوى، فهو شخصية وطنية ومحترم لأبعد الحدود، والزوجة يجب أن تكون فى السراء والضراء مع زوجها، وهو تحدث كثيرا عن الاتهامات الموجهة له، وقام بتأليف كتاب بهذا الخصوص، أوضح فيه الكثير من الحقائق، فقد تم التآمر عليه، مع أنه رمز من رموز الإعلام المصرى، والمناوى برىء، وقد أطلق البعض شائعات بخروج فيديوهات الثورة من التليفزيون، وأؤكد أن هذه الفيديوهات موجودة ونحن على استعداد للمواجهة. هل تعود رولا للتليفزيون المصرى؟ - لا أستطيع العودة الآن. ولماذا تحمل برامجك توقيعك؟ - أحب أن يحمل البرنامج ملامحى، وأنا أول مذيعة قمت بهذه التجربة والتوقيع على برامجى، فهذه البرامج جزء من شخصيتى. من يجذب المشاهد.. المذيع أم المضمون؟ -أصبحنا فى عصر المذيع النجم والضيف النجم، والشعب يرتبط أكثر بالمذيع وليس المضمون، فيسرى فودة وعادل حمودة ومنى الشاذلى يحرص المشاهدون على متابعة برامجهم لثقتهم بهم. هل يتحكم الرأسماليون فى الإعلام الآن؟ - طوال مسيرة عملى لم يتدخل أى صاحب قناة فى الموضوعات أو الضيوف الذين اختارهم، وقد ظهر نجيب ساويرس فى أكثر من حوار يقول فيه إنه غير مسئول عما تقوم به ريم ماجد ويسرى فودة وأنه لا يعلم ما يحدث فى «VT NO». وعن نفسى لا أدافع عن محمد أبوالعينين، فلم يصدر حتى الآن حكم فى القضية المتهم فيها «موقعة الجمل»، ومع وافر الاحترام والتقدير لكل رجال الأعمال، فلو بحثت وراء كل واحد منهم سوف تجد ملفا، فهل يجلس الإعلاميون فى بيوتهم! وما سر انتقالك من قناة «الحياة» ل«صدى البلد»؟ - كانت تجربتى فى قناة «الحياة» ناجحة واستفدت منها كثيرا، فقد حققت من خلالها نسبة مشاهدة عالية جدا، وقاعدة جماهيرية كبيرة، بالاضافة إلى أنه أول برنامج «توك شو» أقدمه بشكل يومى فى حياتى، وهى تجربة جميلة وسعيدة بها، لكن ما حدث أن قناة «الحياة» لم تجدد عقدى، فقد عرضوا شروطا للتجديد رفضتها، وكان من المفترض استمرار العقد حتى شهر أكتوبر، ولكنهم أوقفوا برنامجى قبلها بثلاثة أشهر، وللأمانة فقد دفعوا لى أجرى حتى نهاية العقد المتفق عليه، وبعد أن ظهر د.السيد البدوى مع عادل حمودة، بعدها سألت عادل عن سبب توقف برنامجى، فقال إنه ظهورى مع «إنجى على» فى برنامج «يامسهرنى» وكنت أتحدث عن أنس الفقى وأسامة الشيخ وقلت بالحرف الواحد «ربنا يفك ضيقتهم إن كانوا مظلومين»، وهذه الجملة أثارت حفيظة الثوار وأثارت ضجة كبرى على «تويتر» كأننى أمجد رموز النظام السابق.