ذهلت الأم عند زيارتها مع ابنها المراهق للطبيب النفسي لتشتكي له من تأخر ابنها دراسيا وكثرة اللامبالاة والكسل والخمول، بعد حديث الدكتور مع الشاب المراهق الذي يبلغ 17 سنة من العمر، حين طلب الدكتور منها إجراء تحليل مخدرات للابن، وللأسف ظهر التحليل إيجابي، تعاطي مادة THC المخدرة وهي المادة الفعالة لمخدر الحشيش، ووجد أيضا إيجابي لتعاطي مادة "الترامادول"، وهي حبوب مخدرة مكونة من الأفيون المصنع والمنتشر الآن بين فئات عديدة من الشباب، نظرا لرخص سعره وسهولة الحصول عليه. هذا المشهد لم يعد غريبا على مجتمعنا، وإن كانت تسكت عنه بعض الأسر، أو لا تكتشفه إلا في وقت متأخر بعض الأسر. يشير محمد حمزة أخصائي الإرشاد النفسي وعلاج الإدمان إلى أن من أصعب الأمور على الأهل تصديق أن ابنهم أو حتى ابنتهم مصابين بمرض لا شفاء منه ونهايته إما السجون أو المصحات أو الموت.. أو العلاج منه، فالعلاج أصبح الآن سهلا وممكنا، وسنتعرف عليه. ويؤكد أخصائي الإرشاد النفسي أنه لا بد في البداية لابد أن نتعرف على طرق اكتشاف إدمان المراهق، والمسألة ليست صعبة، فقط تحتاج لبعض التركيز على سلوكيات المراهق، وتتمثل الأعراض في الآتي: - أولا ستجدينه دائما مشغولا أو مشغولة البال. - يميل للسرية والخصوصية المفرطة - غير قادر على مواجهة الحياة بشروطها - طريقة صرفه للمال نسبيا غير منطقية - كثير الكذب - يلجأ للعزلة كثيرا وانطوائي - يثور ويلجأ للعنف لأسباب بسيطة - اختفاء أشياء من المنزل لاحتياجه للمال - يبتعد عن أصدقاء الطفولة ويقترب من أصدقاء السوء - ينام لفترات طويلة ويصعب إيقاظه، على غير العادة. - يبتعد عن النشاطات الاجتماعية والرياضية والدراسية، مما يؤدي لحلقات من الفشل في العلاقات، أو الدراسة أو الرياضة. - يبتعد غالبا عن الطقوس الدينية. ويوضح محمد حمزة أنه قبل الهلع والخوف لا بد أن تعي كل أم أن الإدمان مرض يمكن السيطرة عليه، وهو ليس عيبا أخلاقيا، فهو مثل مرض السكر أو الضغط مع الفارق، كذلك قد لا يكون ليس لك ذنب في هذا المرض، فلا داعي للإحساس بالذنب أو الخزي، فالإدمان حتى الآن مرض ليس معلوما بالتحديد، كيف يأتي، ولكن معلوم كيف يعافى، فمهما كانت الأسباب ليست هي المهمة، ولكن الأهمية في كيفية العلاج.