زمان وأنا صغير "ماكنتش" بحلم أبقى كبير خالص.. عارفين ليه؟.. لأنى أنا كبير منذ أن كنت رضيعا.. فأنا الابن الأول لوالداى وقبل أن أُفطّم وضعت والدتى شقيقى الأصغر فصرت أنا الابن الكبير.. وكان والدى هو كبير القرية التي ولدت بها وكان أهل القرية يلقبونه بالكبير وكنت أنا ابن الكبير ولما احترفت الفشر وأتقنت فنونه ورثت لقب كبير الفشارين في مصر والوطن العربى من عمنا "أبو لمعة" ربنا يبشبش الطوبة اللى تحت دماغه. يعنى أنا عايز أقول إنه لو كان المستمع عاقل يبقى المتحدث أكيد مجنون.. واللى جننى بقى هو لقائى بالصدفة مع الأمير "تميم بن حمد" أمير قطر أثناء زيارته للعاهل السعودى الملك "سلمان بن عبد العزيز آل سعود" منذ أسبوعين تقريبا حيث كنت أنا في ضيافة ملك السعودية الجديد نتباحث هموم الأمة ويأخذ عنى بعضا من كواليس الرؤساء والحكام العرب تناولت المباحثات بينى وبين الملك سلمان محاولاتى لتقريب وجهات النظر بين المشير عبد الفتاح السيسي والملك السعودى الراحل عبدالله بن عبد العزيز لدعم الشعب المصرى في التخلص من حكم الإخوان وبالفعل مع أول جلسة بينهما تمت عن طريقى صارا صديقين ونشأت بينهما علاقة حب واحترام متبادل ظهرت جليا في الفترة قبل وفاة الملك. وكذلك تباحثنا موقف دولة قطر المعادى لمصر عقب سقوط حكم أصدقائها الإخوان. وفى آخر أيام الزيارة قمت بعمل "شوبنج" بأسواق السعودية وبعد أن انتهيت اتصلت بالملك سلمان لأبلغه تحياتى قبل العودة إلى مصر إلا أنه دعانى لتناول طعام الغداء معه على شرف ضيفه الأمير تميم. في البداية "تململت" وقلت له: يا ملك الملوك أنا لا أحب الجلوس مع هذا الأمير "ابن أمه" فأنا منذ نعومة أظافرى كبير لا أجالس سوى الكبراء لكننى سآتى تلبية لدعوة معاليك فأنا لا أستطيع أن رفضها أبدا. ذهبت إلى القصر الملكى وهناك استقبلنى الملك بحفاوة وعرفنى على الأمير القطرى الذي قال لى: هو انت عمو أبو طقة ؟! فقلت له: أيوه أنا عمو أبو طقة يا روح عمو إنت يا صغير ! قال: أنا أسمع عنك كثيرا وقرأت لك كثيرا وكثيرًا ما قصت لى والدتى بعضا من مغامراتك يا عمنا.. إنها فرصة سعيدة ! اتجهنا جميعا لتناول الغداء ثم جلسنا نشرب القهوة التركى ودار بينى وبين تميم هذا الحوار: قلت: هو انت ليه دائما معاد للنظام المصرى وتتعاطف مع الإخوان على حساب علاقاتنا الدولية ؟! قال: أنا معرفش حد في النظام المصرى يا عمنا ولم أعاده أو أحبه.. كل الحكاية إن ماما هي اللى عايزه كده ! قلت: لكن والدتك الشيخة "موزة" قضت نصف عمرها في مصر ولم تكن يوما تحب الإسلاميين باعتبارها سيدة "مودرن" ودلوعة خالص ! قال: إحم إحم يا عمنا.. لاحظ إنك بتتكلم عن ماما ! قلت: يا حبيب ماما إنت.. دى ماما موزة اسم على مسمى.. الله يرحم أيام زمان بقى يا تميم يا ابنى ! قال: احكيلى عن مغامراتك مع ماما يا عم أبو طقة.. احكيلى احكيلى والنبى لتحكيلى ! قلت: لكن قل لى يا ابنى قبل أن أحكى.. ما سياستكم القادمة مع مصر عقب إعلاننا الحرب ضد الإرهاب ؟! قال: معرفش والله ياعمو ! قلت: طب إنت هنا ليه ؟! قال: معرفش برضو يا عمو.. أنا ماما قالتلى إن فيه دعوة من الملك السعودى لنتباحث موقف قطر الخليجى فجأة حسب الدعوة إلا أن عمو الملك السعودى عمال يشخط فيا منذ وصولى ويقول لى لا بد أن يتم التصالح مع مصر ودعمها ضد الإرهاب الذي ينهش في المنطقة ! قلت: وماذا قلت له ؟! قال: عادى يا عمنا أنا قلت حاضر وعند عودتى سأبلغ الشيخة ماما بما حدث وسوف نرى منها كيف سيكون موقف قطر. قلت: لكن قائد قوات المارينز الأمريكية موجود الآن في قطر.. فكيف تكون أنت هنا.. أليس من الواجب أن يلقى الأمير ؟! قال: أنا برضو شعرت إن ماما موزة بتزحلقنى.. لكن عادى يا عمنا ففى النهاية هي صاحبة القرار وأنا أعلم سبب زيارته لقطر دون أن أحضر ! قلت: وما سبب زيارته لكم ؟! قال: أنا طلبت من ماما أسطول طائرات مثل التي تعاقد عليها الرئيس السيسي مع فرنسا.. فاتصلت هي بقائد المارينز الأمريكى ووعدها بتنفيذ طلبها وجاء خصيصا للتعاقد والتباحث مع والدتى لذلك أصرت هي على أن آتى إلى السعودية في ذلك الوقت ! قلت: ده انت "هارش" كل حاجة أهه ! قال: طبعا.. بس عامل نفسى مش فاهم.. دى ماما برضو وليها عليا إنها تزحلقنى.. ماهو أنا ياما زحلقتها أيام الشقاوة يا عمنا !