كثير ما يتمادى الوالدان في تدليل طفلهم، خاصة عندما يكون أول طفل، أو آخر العنقود، الأمر الذي تظهر نتائجه السلببية كلما كبر الطفل، وعندما يحاول الوالدان إصلاح ما أفسداه يجدان الوقت قد فات. وتشير الخبيرة النفسية سهام حسن، إلى أن التدليل الزائد مفسدة لمستقبل الطفل، والطفل الوحيد غالبًا ما يكون مدللًا وأنانيًا، ديكتاتورا يحب السيطرة على كل من حوله. وتضيف سهام، أن للتدليل عواقب سيئة عديدة لا يدركها الوالدان، التي يجب أن نضعها بين أيديهم للحد من تدليل أبنائهم. تدليل الأطفال يقضي نهائيًا على فرصة تكون الإرادة فيهم، وليس معنى ذلك أن تكون الشدة هي الضمان الأمثل لنشأة هؤلاء الأطفال نشأة سليمة فخير الأمور أوسطها. التمييز في معاملة الأبناء يخلق ويربي مشاعر الكراهية والحقد، ثم يصاب الأطفال المهملون بالأمراض النفسية. العاطفة الفياضة تجعل الطفل عاجزًا عن الارتباط بأقرانه؛ حيث إنه يشعر بتشبع شديد من عاطفة الأسرة فلا يميل إلى الآخرين، وذلك ينمي داخله الوحدة والانطواء. الطفل المدلل هو طفل قلق بطبعه يستعجل الأمور، ويحكم على المواقف بسرعة دون تفهم، وعلى مستوى شخصي وليس المستوى الموضوعي المطلوب. إن اهتمام الأسرة بطفل دون آخر من شأنه أن يزرع الغيرة والحقد في نفس الطفل المهمل وإهانة كبريائه، ومن ثم تتحول طباعه بحيث تتسم بالشذوذ والغرابة والميل إلى الانتقام من أفراد المجتمع المحيط به. تسيطر على الطفل المدلل الأنانية وحب السيطرة على إخوته، والعنف في تصرفاته معهم لإحساسه بالتميز عنهم. الطفل المدلل لا يستطيع الاعتماد على نفسه أو مواجهة متاعب ومصاعب الحياة معدوم الشخصية. وتنصح سهام كل أم وأب، بأن يضعوا في الحسبان النصائح التالية عند تربيتهم للطفل، خاصة مع أول طفل. الاعتدال في تربية الطفل وعدم المبالغة في الحماية والتدليل أو الإهمال على حد سواء. حينما نمنع بعض الأشياء عن الطفل فليس ذلك معناه حرمانه، بل المقصود تنشئته تنشئة صحيحة. يجب على الآباء والأمهات، العمل على غمس الطفل في أنشطة رياضية أو ذهنية تعمل على استغلال طاقته، والبعد التام عن تفضيل أحد الأخوين على الآخر أو الإسراف في تدليل أحدهما على حساب الآخر. محاولة إرضاء الطفل وتلبية طلباته على الفور قد يسعد الطفل ويسعد الأم في الوقت نفسه، حينما تراه راضيًا ضاحكًا، ولكن هذه السعادة لن تدوم حينما تتعارض رغباته فيما بعد، مع المحظورات. الأسلوب السليم في التربية يكون بالمنح والمنع، الشدة واللين، وعلى الأسرة أن تختار متى تمنح ومتى تمنع.