قضت المحكمة الإدارية لرئاسة الجمهورية، برئاسة المستشار طارق نعمان الفيل، نائب رئيس مجلس الدولة، بتأييد فصل الملازم "ع.ع.م"، من الخدمة لعدم الصلاحية في دعواه التي حملت رقم 63 لسنة 61 قضائية والتي اختصمت كلا من وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة. وقالت المحكمة في حيثياتها إن الضابط كان يشغل وظيفة ملازم بإدارة شرطة تأمين الطرق والمنافذ، وإنه بتاريخ 20 أكتوبر 2011 صدر ضده حكم من محكمة جنايات القاهرة في الدعوى رقم 994 لسنة 2011 كلي، بمعاقبته بالحبس سنة مع وقف التنفيذ لما نسب إليه من اشتراكه مع آخرين بسرقة سيارة، وبناءً على ذلك أصدر مساعد أول وزير الداخلية القرار رقم 94 لسنة 2012 بفصله لعدم الصلاحية. وأضافت المحكمة أنه بتاريخ 18 يناير 2012، وافق المجلس الأعلى للشرطة على مد فترة اختباره لمدة ستة أشهر أخرى اعتبارًا من 1 فبراير 2012، وذلك لإحالته إلى المحاكمة التأديبية بتاريخ 16 نوفمبر 2011، عن واقعة إدانته بجريمة السرقة بالإكراه المشار إليها. وأوضحت المحكمة أنه بمناسبة قرب انتهاء فترة الاختبار الأخيرة في 31 يوليو 2012، فقد أفاد قطاع التفتيش والرقابة بعدم صلاحية المدعي للتعيين نهائيًا استنادًا إلى أن ما نسب إليه في الواقعة التي أحيل بسببها للمحاكمتين الجنائية والتأديبية (سرقة بالإكراه) يشير إلى اعوجاج وتدني سلوكه وانزلاقه إلى هوة الانحراف ضمن زمرة الخارجين عن القانون، وعليه قد صدر قرار مساعد أول وزير الداخلية رقم 94 لسنة 2012 متضمنًا إنهاء خدمته تنفيذًا لقرار وزير الداخلية رقم 1420 لسنة 2012 بفصله لعدم الصلاحية اعتبارًا من 27 يوليو 2012 بعد موافقة المجلس الأعلى للشرطة بتاريخ 25 يوليو 2012.
وحيث إن سلوكه الذي استندت إليه جهة الإدارة في إصدارها قرار إنهاء خدمته لعدم الصلاحية المطعون فيه، يكشف بجلاء عن عدم صلاحيته وعدم استحقاقه للتثبيت في الوظيفة المعين عليها. وقالت المحكمة إن الضابط المفصول نعى على قرار فصله لصدوره بالمخالفة للقانون حيث إنه ظلم في اتهامه بواقعة السرقة المشار إليها حيث إنه تصادف أن التقى أحد أصدقائه الذي لم يقابله منذ سنوات بعيدة والذي تصادفت مقابلته مع تلك الأحداث المؤسفة التي كانت تحدث في الشارع المصري بعد أحداث يناير 2011، حيث إن الواقعة التي اتهم فيها وصدر بناءً عليها الحكم بإدانته حدثت في اللقاء الثاني له مع هذا الصديق مع آخرين حيث إنهم توجهوا لشراء بعض المأكولات من أحد المحال، وكان خلال ذلك قد وضع سلاحه الميري أسفل مقعد السيارة قيادته خوفًا وحرصًا من أن ينال بسببها مكروها، إلا أن عين الشيطان الذي تسلل بين الصديقين كانت ناظرةً لسلاحه الميري ومتعقبةً له حيث في غفلة منه تم انتزاع السلاح وفر تجاه إحدى السيارات وقام بمحاولة سرقة سيارة في الطريق العام مطلقًا أعيرةً نارية في الهواء، ما أثار الذعر بين المواطنين.