أكد محللون سياسيون صينيون أن الصراع المحتدم والاحتقان السائد بين النخبة السياسية فى مصر، بشأن تداعيات الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى والدعوة لإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور يوم 15 ديسمبر الجارى، يضع مصر أمام مستقبل غامض ربما قد يؤثر، على منطقة الشرق الأوسط بأسرها. وذكر المحللون، فى عدد من المقالات التحليلية بالصحف الصينية الصادرة، اليوم الثلاثاء،، أن التطورات الأخيرة فى مصر جاءت نتيجة طبيعية "لإستراتيجية محددة" يتبعها الرئيس محمد مرسى، ولحالة الشد والجذب بين السلطة والمعارضة التى تترقب أية غلطة يرتكبها الرئيس لتحقيق مكاسب سياسية قبل أن ينقشع غبار الاضطراب السياسى، فمن جانبه، قال لى شاو شيان، الخبير فى شئون الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الدولية المعاصرة فى الصين، إن "توسيع الصلاحيات وإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور والإعلان الدستورى الجديد، ما هى إلا خطوات متتالية ضمن استراتيجية الرئيس مرسى التى تهدف فى نهاية المطاف إلى التحكم فى عملية صياغة الدستور". وأشار لى شاو شيان الخبير فى شئون الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الدولية المعاصرة فى الصين، إلى أن مرسى مستعد على الأرجح لسيناريوهين أحدهما يتمثل فى تمرير الإعلان الدستورى الجديد فى الاستفتاء، والآخر يتعلق برفض مشروع الدستور الجديد، إذ ستسير عملية صياغة الدستور على كل حال وفقا لطريق رسمه مرسى، وبما أن هناك كثيرا من المؤيدين لمرسى وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، يعد تمرير مشروع الدستور أمرا مرجحا، غير أنه إذا تم تمرير المشروع بالفعل، فقد تشهد مصر احتجاجات واضطرابات مستمرة". ولفت الخبير الصينى لى وى جيان، رئيس مركز دراسات غرب آسيا أفريقيا بمعهد الدراسات الدولية بمدينة شانغهاى، الصينية إلى أن "تأثير الأزمة السياسية الجارية فى مصر على المنطقة يتركز على جانبين، أحدهما يتمثل فى الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى، حيث من المعروف أن وساطة مصر الأخيرة بين الطرفين أسهمت بصورة مباشرة فى إنجاح التوصل إلى هدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال النزاع العسكرى الأخير فى غزة، لكن هذا التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يزال قائما، لاسيما بعد أن ارتقت مكانة فلسطين وأصبحت دولة مراقبة فى الأممالمتحدة، وهو أمر رفضته إسرائيل بشدة". وأوضح الخبير الصينى أن "الصراع السياسى الجارى فى مصر حاليا قد يؤدى لتغيير الغرب من نظرته بعدما اعتبر مصر نموذجا ناجحا لحركات "الربيع العربى"، عندما تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك طواعية عن السلطة، ولم تحدث فى مصر اضطرابات أو حرب كالتى شهدتها ليبيا، على سبيل المثال.