«الصحفيين»: لجنة استشارية تتولى التحضيرات للمؤتمر السادس للنقابة    آمنة: زفتى في اليونسكو.. وعيسى: "شرم الشيخ" على خريطة السياحة    وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفياً من نظيرته الهولندية    حزب الله يعلن لا تفاوض إلا بعد إيقاف العدوان على غزة    «الخطيب» يزور «معلول» بالمستشفى.. ويطمئن على حالته    المندوه: تم تشكيل لجنة لدراسة أحداث ما بعد نهائي الكونفدرالية.. ومن الصعب الاستغناء عن زيزو    كريستيانو رونالدو يوجه رسالة لتوني كروس بعد اعتزاله    الإعدام شنقاً لمدرس الفيزياء قاتل الطالب إيهاب أشرف    توقعات طقس ال72 ساعة المقبلة.. الأرصاد تحذر من ظاهرة جوية مؤثرة    الإعدام لطالب جامعي وعامل والمؤبد لربة منزل في واقعة قتل طفل الشوامي    الأعلى للثقافة يُعلن القوائم القصيرة للمرشحين لجوائز الدولة لعام 2024    عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024.. خليك مميز    خبيرة فلك: كل برج يحمل الصفة وعكسها    تفاصيل الدورة ال40 لمهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط    مدبولي: الحكومة ستعمل جنبا إلى جنب مع القطاع الخاص لتذليل أي عقبة تواجه قطاع الدواء    القافلة الطبية المجانية بقرية أم عزام في الإسماعيلية تستقبل 1443 مواطنًا    البنك المركزي يسحب سيولة بقيمة 3.7 تريليون جنيه في 5 عطاءات للسوق المفتوحة (تفاصيل)    الهيئة الوطنية للإعلام تعتمد 12 صوتا جديدا من القراء بإذاعة القرآن الكريم    أسوان تستعد لإطلاق حملة «اعرف حقك» يونيو المقبل    دعاء اشتداد الحر عن النبي.. اغتنمه في هذه الموجة الحارة    النطق بالحكم على مدرس الفيزياء قاتل طالب الثانوية العامة بعد قليل    "السرفيس" أزمة تبحث عن حل ببني سويف.. سيارات دون ترخيص يقودها أطفال وبلطجية    جيفرى هينتون: الذكاء الاصطناعى سيزيد ثروة الأغنياء فقط    تأجيل محاكمة 12 متهمًا في قضية رشوة وزارة الري ل25 يونيو المقبل    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى.. والاحتلال يعتقل 14 فلسطينيا من الضفة    أبو علي يتسلم تصميم قميص المصري الجديد من بوما    «نجم البطولة».. إبراهيم سعيد يسخر من عبدالله السعيد بعد فوز الزمالك بالكونفدرالية    تعرف على تطورات إصابات لاعبى الزمالك قبل مواجهة مودرن فيوتشر    مصدر سعودي للقناة ال12 العبرية: لا تطبيع مع إسرائيل دون حل الدولتين    كيت بلانشيت.. أسترالية بقلب فلسطينى    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    أمين الفتوى: قائمة المنقولات الزوجية ليست واجبة    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    محافظ أسيوط: مواصلة حملات نظافة وصيانة لكشافات الإنارة بحي شرق    زوجة المتهم ساعدته في ارتكاب الجريمة.. تفاصيل جديدة في فاجعة مقتل عروس المنيا    أفضل نظام غذائى للأطفال فى موجة الحر.. أطعمة ممنوعة    الجامعة العربية والحصاد المر!    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    السيسي: مكتبة الإسكندرية تكمل رسالة مصر في بناء الجسور بين الثقافات وإرساء السلام والتنمية    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    تفاصيل حجز أراضي الإسكان المتميز في 5 مدن جديدة (رابط مباشر)    المالية: بدء صرف 8 مليارات جنيه «دعم المصدرين» للمستفيدين بمبادرة «السداد النقدي الفوري»    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    في اليوم العالمي للشاي.. أهم فوائد المشروب الأشهر    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    وزير التعليم: مدارس IPS الدولية حازت على ثقة المجتمع المصري    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    «ختامها مسك».. طلاب الشهادة الإعدادية في البحيرة يؤدون امتحان اللغة الإنجليزية دون مشاكل أو تسريبات    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    حسم اللقب أم اللجوء للمواجهة الثالثة.. موعد قمة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور ويلبي احتياجات البلاد رغم العقوبات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدستور .. « أم المعارك» وثورة الجياع قادمة
نشر في فيتو يوم 13 - 11 - 2012

يوليو «انقلاب عسكري» وثورة يناير غير مسبوقة في التاريخ
السادات قاد الثورة المضادة على المشروع الناصري ب«كامب ديفيد»
رأيت جاهين ودنقل ومحفوظ وحداد وبليغ في ميدان التحرير!
أصحاب الفكر والعقل والنور الجديد .. سينتصرون فى النهاية ولو تأخر الوقت
الرصيد الإخوانى يتراجع يوما .. بعد يوم
الجيش والأزهر منعا إذاعة «الباقى هو الشعب»
هو الشاعر المتمرد، الثائر، يكتب بمداد دمه، يطلق صرخاته عسي أن يستفيق الوطن، ومع أنه انضم للإخوان في بداية حياته، إلا أنه ينتقد أداءهم، ولأنه ذاق مرارة الحبس والاعتقال، فقد خرج من هذه المحنة ذهباً براقاً، يشع بنور شعره في أرجاء الوطن، إنه الشاعر سيد حجاب، الذي التقت به «فيتو» في هذا الحوار
طفولتك «إخوانية» .. كيف ترى الإخوان اليوم؟
- ببساطة شديدة كان انضمامي للإخوان في زمن الطفولة، وكنت من جيل يبحث عن الخلاص الذاتي والمجتمعي لوطنه ونفسه، وتحركت - مع جيلي - كثيراً بين تنظيمات ذلك الوقت أما الإخوان الآن فإن سلوكياتهم عبارة عن ضجيج عيال.
انتقدت الأنظمة السابقة فما نقدك للنظام الحالى؟
- بصراحة لم نؤسس -بعد- نظاما من اجل ان انقده، نحن مازلنا فى النظام القديم، ولكن بوجوه جديدة ، وما يزعجنى اكثر ما نعيشه الآن من اللخبطة والفوضى ، واحب ان اقول لهؤلاء المسئولين عن الحال الذى وصلنا له، ألم تسمعوا بابى الطيب " المتنبى" الذى قال ضاحكا عندما زار مصر" وكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكاء! " وأكثر ما يثير الضحك المبطن بالبكاء فى زماننا هذا ،ان بعض من عادوا الينا من كهوف الماضى المظلمة ، يطرحون سؤالا فية من قساوة البداوة ومن غباوة الجاهلية الكثير عن الهوية المصرية ، و يعاودون طرح السؤال عن هذه الهوية المؤكدة التى تعرفها مصر ويعرفها المصريون من قبل الديانات الابراهيمية، والتى بسببها استقبلنا الديانات الابراهيمية جميعا ، ولم نفقد من خلالها هويتنا المصرية، والآن حين يطرح على الساحة من يتناسى او ينسى او يجهل هذه الحقيقة ،أراه يحاول العودة بنا الى زمنا مضى ولن يعود.
عاصرت ثورتى يوليو ويناير ..ما الفارق بينهما؟
- لا يمكن مقارنة 25 يناير بأى ثورة سابقة، فثورة يوليو لم تكن ثورة بل كانت انقلابا عسكريا قاده مجموعة من الضباط الاحرار، واحتضنه الشعب، وصدرت قرارت ثورية بطرد الملك واعوانه ، والشعب كان يعلم جيدا ان الضباط الاحرار هم فئة وطنية مستنيرة شكلت فى وقت ما طليعة العمل الوطنى ، حين استولت على السلطة وتابعتها الجماهير لتحتضن اجراءتها وقراراتها والنظام الذى بدأ تاسيسه فى ذلك الزمان ،اما ثورة يناير فاعتبرها ثورة غير مسبوقة فى تاريخ الانسانية لا فى تاريخنا فقط ، فهى اول ثورة شعبية فى عصر المعلوماتية، والمد الثورى الثالث لنضال المصريين عبر عصور وعصور .
ايضا هى نضال فى مصر الحديثة ،يمتد منذ عهد محمد على ورفاعة رافع الطهطاوى ، الذى حلم بان يكون الوطن محلا للسعادة المشتركة بين بنيه لكى يبنوه معا على المدرسة والمصنع، مرورا بالمشروع الناصرى الذى حلم ببعض العدالة الاجتماعية ، وهذه الثورة جمعت الشعب وتعد اول ثورة شعبية بالمفهوم الدقيق لكلمة شعبية ، لأن عدد من شاركوا فى هذه الثورة يفوق اى حشود بشرية شهدتها الثورات السابقة بما فيها ثورة الصين ذات المليارات من السكان، وايضا هذه الثورة فجرها طليعة شباب تعيش فى عصر المعلومات ، وطرحت دمجا لكل احلام المصريين خلال نضالاتهم الماضية ، كما حلمت وقدمت طرحا مهما لدولة مدنية كما حلم رفاعة الطهطاوى، وفى نفس الوقت قدمت طرحا آخر لعدالة اجتماعية كما قدم عبد الناصر فى مشروعه الاستراتيجى، وان ثورة الشباب دمجت بين الحلمين ، كما قدمت للعالم كله حلما ان نعيش فى عصر المعلومات وعصر الحكمة بعد ان نتجاوز عصر الرشد فى قيم ومعايير انسانية جديدة هى قيم هذا العصر .
صرحت بأنك سعيد بوجودك فى الحياة لترى الدولة المدنية التى كنت تحلم بها..هل نحن بالفعل نعيش فى ظل دولة مدنية؟
- نحن بالضرورة فى الطريق إليها ، ولا يمكن إعادة الزمن الى الوراء ، وهؤلاء الذين يحاولون ان يرجعوا بنا الى زمن مضى لن يقدموا بعد حلولا لزماننا ، او طرحا صالحا او رؤية مفيدة تساعدنا على الاستمرارية وعلي تحدى الصعاب ، وهم الآن يحاولون ان يؤسسوا للدستور ويكرسوا نوعا من الاستبداد الجديد باسم الدين والعسكر، وهذا الطرح علينا ان نسقطه فى الشارع اذا لم نستطع ان نجهضه عبرالمحكمة، وذلك من اجل ان نؤسس دستورا للحريات وللعدالة الاجتماعية ونحميه فى وطننا، ولو حدث ذلك تكون الثورة بدأت تؤسس لدولتها ، واظن حتى تؤسس الثورة لدولتها ، نحن نعيش "مخاض مؤلم" .
اتهمت فى عصر عبد الناصر بقلب نظام الحكم واعتقلت ..حدثنا كيف خرجت من هذه المحنة؟
- لم تكن محنة قاتلة ، وكالمثل القديم "الضربة التى لا تقتلك تقويك" ، المعتقل والسجن مثل النار بالنسبة للمعادن، ولو ان هذه المعادن ذهب حقيقى فالنار تنقيه من الشوائب ، اما اذا كانت هذه المعادن من النوع "الفالصو" فسوف تنتهى وتذوب ولا تصلح، وما حدث اننا اتهمنا ككل الجماعات والفصائل الثورية حينذاك بتشكيل تنظيم لقلب نظام الحكم ، وهذا لم يكن صحيحا ،لأن الحكم والسلطة وقتها كانا قويين بما لا يسمح بوجود مجموعات صغيرة تقلب الحكم، ولكن الحقيقة كنا نمتلك فكرا نقديا للمشروع الناصرى ، وكنا نري انه مشروع وطنى، ولكنه ليس اشتراكيا ، وان القيادة التى تقود الدولة هى من الطبقة المتوسطة الصغيرة، والتى تعلمناها من "ماوتسى تونج" زعيم الحزب الشيوعى ورئيس دولة الصين الشعبية ،يمكن ان تتحالف وتستنبط الجماهير الشعبية فى مواجهة الاستعمار ، لكنها يمكن ان تنقلب على جماهيرها الشعبية ، اذا هاجمت الاستعمار، كما كانت قراءتنا للواقع ان هناك نظاما وطنيا قائما ،لكننا نحمل كثيرا من الاعتراضات عليه بنوع من المحبة له وفى داخله فى كثير من الاحيان، وكان انتقادنا الاساسى له حول الديمقراطية ، واذكر انه حدث فى نهاية فترة المعتقل جاء فى زيارة الى مصر الفيلسوف جان بول سارتر هو وزوجته ، واثاروا قضيتنا مع السلطات المصرية فاستدعانا شعراوى جمعة امين تنظيم الاتحاد الاشتراكى ووزير الداخلية حينذاك فتم لقاء بيننا وبينه، وتناقشنا معه فى تحفظاتنا على النظام ، وكان من المدهش ان ينصت لنا ويبلغنا ان الرئيس يوافقنا على هذه التحفظات ، ولكن اوضح لنا ان الظروف التى تمر بها البلاد تقتضى حسم بعض الامور خوفا من حدوث مشاكل لا يستطيعون ان يسيطروا عليها ، وبعد هذا اللقاء ببضعة ايام خرجنا من المعتقل ونحن اشد اقتناعا بما نؤمن به ، وبما دخلنا المعتقل من اجله.
"ملعون فى كل كتاب ياعار الخيانة، اللعنة والنار ع اللى خانوا الامانة، عاشوا على موتنا وموتهم حيانا، عليهم اللعنة ف ترابنا وسمانا" ..اهديت الاغنية للسادات .. من وجهة نظرك ما هى الأمانة التى خانها السادات؟
- لم اهدها الى السادات، وانما كانت الاغنية جزءا من نسيج الفيلم للمؤلف اسامة انور عكاشة ، ورصد فيها الصعود بطبقة جديدة هاجمت الشعب، ولذلك كتبت الاغنية لهذه المناسبة، ومع ذلك حين اغتيل السادات كنا نقوم بتصوير مسلسل "وقال البحر" وهناك من فسر اغنيات كثيرة غناها مطربون فى المسلسل على انها موجهة الى السادات بشكل مباشر متعلقة بالخيانة ، لكن من وجهه نظرى ما فعله السادات هو بداية الثورة المضادة على المشروع الناصرى الذى حرر مصر من الهيمنة الاستعمارية ، فعاد السادات يلحق مصر بالمشروع الصهيو امريكى باتفاقية السلام "كامب ديفيد" التى عقدها مع اسرائيل، وتعد هذه الاتفاقية انقلابا على الامانة التى اولاها له جمال عبد الناصر ، وايضا انقلب السادات على المشروع الناصرى فى مسألة العدالة الاجتماعية ، وبدأت خلال حكمه، واستمر بعد ذلك صعود طبقات راسمالية كانت ترى ضرورة ارتباطها بالراسمالية العالمية من خلال الشركات متعددة الجنسيات ، وللأسف كان هذا تكذيبا كاملا للحلم الاشتراكى، ونتيجة لذلك وصلنا فى النهاية لما واجهناه فى 25 يناير.
بين المبدع وجمهوره لغه سرية.. ما تعليقك؟
- هذه العبارة صحيحة الي حد كبير، فهي تصح للمبدع المنتمى لجماهيره ، ولا تصح على المبدع المنتمى لصانع القرار او لسلطة الحاكم، وانا هنا اكتب اشعارى متصورا اننى واحد من الناس الذين هم جزء من شعب هذا الوطن الذى هو جزء من شعوب الانسانية، كما اكتب ايضا من هذا الموقع من اجل مواجهة الاستبداد والقهر والظلم والفساد ، ايا ما كان عنوان هذا الظلم والفساد، واعتقد ان ما اكتبه ينبع من قلبى الذى تعلم الكثير من ابناء وطنى البسطاء واعرف اشعارهم ومشاعرهم ، ومن هنا جاء الارتباط السرى والفهم بالمؤامة، لاننا من نفس العجينة ومن نفس الطين،وهذا كان يساعدنى كثيرا فى تمرير الكثير فيما اقوله من اشعار من تحت الرقابة.
"عيش حرية عدالة اجتماعية" شعار رفعه شباب الثورة ..من وجهة نظرك ما هو شعار "الاخوان المسلمين" بعد ركوبهم واستيلائهم على الثورة؟
- الاخوان سلوكياتهم اعلى ضجيجا من شعاراتهم ومما يزعمون ، والناس اصبحت الآن تفهم وتقدر وتفرز وتصنف جيدا ما يحدث امامهم ، لقد بدا الاخوان والتيارات الاسلامية الاخرى فى انتخابات مجلس الشعب الماضية وفى جيوبهم ما يزيد علي 13 مليون صوت انتخابى ، ثم تناقص ذلك فى انتخابات مجلس الشورى الى 5 ملايين ، ثم ارتفع قليلا فى انتخابات الرئاسة ، ثم ارتفع اكثر بالتصويت العقابى لمن يمثل الدولة العميقة وصوت الشعب ضدها وارتفعت النسبة لاكثر من حقيقة الامر، واعتقد انه بعد الاداءات المترددة التى تتسم بالتهور والجبن وبالاندفاع ثم التقهقر مرة تلو الاخرى ، ان رصيدهم يقل يوما بعد يوم.
الثورات يقوم بها المخلصون ويجنى ثمارها الانتهازيون .. ما تعليقك؟
- هذا قانون قديم لكني لا اعتقد انه ينطبق على ثورة يناير ، وما نراه الآن من الاعيب الانتهازيين ومن محاولات من لا يحملون روح الثورة وروح الميدان للاستيلاء على السلطة ، وانا فى اعتقادى انها تصفيات رياضية بين منتخبات قديمة ذات عقل ومنهاج وقيم قديمة ، والذى سينتصر فى النهاية هم صانعو هذه الثورة من شباب يحمل فكرا وعقلا ونورا جديدا سوف يملا مصر وإن تاخر الانتصار لبعض الوقت.
ما رأيك فى زيارة المبدعين والمثقفين للروساء والحكام؟
- انا ضد هذه الزيارات وعلى المبدعين والمثقفين الا يعقدوا صلات مع حاكم كائنا من كان هذا الحاكم ، لأن مهمة المثقفين والمبدعين ان يتحاوروا مع مجتمعاتهم وان ياخذوا بايدى غير القادرين من ابناء مجتمعهم الى النور، واعتقد ان الزيارة الاخيرة التى تمت بين مرسى والفنانين كانت نوعا من الاعتذار للفنانة الهام شاهين.
هناك اتهام للمثقفين بانهم رضخوا للامر الواقع فى عصر مبارك ، واستسلموا ورفعوا الرايات البيضاء ، ولم يكن لهم دور فى الثورة..ما تعليقك؟
- دائما موقف المثقف ملتبس ومهزوم، بمعنى ان المثقف والمبدع بشكل عام ليس طرفا فى الصراع الاجتماعى بين من يملكون وبين من يعملون، وفى نفس الوقت يربحون على كل الاحوال اذا كانوا فى صف من يعملون او اذا كانوا فى صف من يملكون، ومن هنا تاتى ازمة المثقف لأنه اول من يصل الى الوعى فى اطار مجتمعه ، لأنه مهموم بالعمل الفكرى ،وهو اول من يصل الى المعرفة والفهم والوعى ، ويكون عليه فى ذلك الوقت بناء على انتمائه، اما ان يرى انه جزء من لسان شعبه ، واما ان يرى انه على "رأسه ريشة"، وهؤلاء الذين يرون انهم على رأسهم ريشة يعقدون موقفا واضحا سعيا وراء مصالحهم ينتمون الى من يحكم، وهؤلاء من يرون انفسهم فى صف شعبهم يعقدون موقفا من اثنين، الاول يرفض الارتباط بالسلطة، والثانى يحاول ان يقترب من دائرة صانعى القرار، ليقدم الخير لشعبه، مثل على مبارك واحمد بهاء الدين او العديد من المثقفين المستنيرين الذين اقتربوا عن اقتناع وعن يقين بان الحاكم فى صف الشعب ،وانما باقترابهم من الحاكم يمكن ان يعملوا لصالح شعوبهم، هذا هو الموقف باختصار ، ومن يرون على رءوسهم ريشة ينتمون غالبا الى صفوف الحاكم سعيا وراء مصالحهم الشخصية ، " وخليها تولع".
هل تعتقد بوجود صفقة بين الاخوان والمشير طنطاوي تقضي بخروج آمن للعسكر؟
- ليس لدى معلومات جازمة بذلك ، ولكن الملاحظات الدقيقة لما حدث منذ لقاء المرشد العام بعمر سليمان قبل تنحى المخلوع تقول إن الفترة الانتقالية باكملها اديرت برعاية الراعى الاقليمى الوهابى سواء السعودى او القطرى مع الراعى الاقليمى الصهيونى الاسرائيلى ومن خلفهم جميعا الراعى الدولى الامريكى، واعتقد ان كل الفترة الانتقالية تمت بمواءمات بين هؤلاء جميعا وبين القوى القديمة والتى كانت بينهم الاخوان المسلمين فى مصر.
من وجهة نظرك هل المجلس العسكرى تورط فى ضياع الثورة من شبابها الحقيقى، وسلمها يدا بيد للاخوان؟
المجلس العسكرى لم يكن جزءا من الثورة ، والاخوان فى البدايات لم يكونوا جزءا من الثورة ، ثم اتبع قيادتهم شبابهم والتحقوا بصفوف الثورة، لكن ادبيات الاخوان طوال تاريخهم لا تقول بكلمة الثورة بل تقول بكلمة الاصلاح، وهنا وجد الراعى الدولى "امريكا" بديلا لحسنى مبارك يمكن ان يسانده او يرتب معه اوضاع مصر بحيث لا تخرج على المصالح الامريكية والصهيونية فى المنطقة، واعتقد ان هذا تم بمواءمة وباتفاق رأيناه كثيرا فى التطمينات التى قدمتها اتجاهات الاسلام السياسى من تطمينات لاسرائيل، لدرجة ان احد السلفيين ظهر فى اذاعة الجيش الاسرائيلى مبشرا بالسلام القادم ومتمسكا باتفاقية السلام، وكثير من القيادات الاخوانية قدمت تطمينات عديدة ، واعتقد ان السيدة "كلينتون" كانت على علم بكل ما حدث.
هل احدثت اغنية «الباقي هو الشعب» التى كتبتها منذ سنوات عديدة أزمة بينك وبين الجيش؟
انا من اشد الفخورين بالجيش وبالعبور وبهذه المعجزة التى قدمها الشعب المصرى من خلال جيشه ، لكننى كتبت "الباقى هو الشعب" كى أؤكد أن القريب من السلطان يصبح اكثر تسلطنا وتسلطا من السلطان نفسه، والحقيقة كان فيه لجنة فى الاذاعة هى التى تختار الاغانى يراسها "بابا شارو" فاقترب واحد من إياهم وهمس فى اذنه حين اذيعت الاغنية التى يقول مطلعها" الباقى هو هو الشعب ، والبانى هو هو الشعب، ولا فى قوة ولا فى صعب،يصد زحف الشعب شعب" وهنا همس فى اذن بابا شارو وقال له إن سيد حجاب والطويل وعفاف راضى بيقولوا ان الباقى هو الشعب ، وان ده معناه ان الجيش انتهى واتخذ قرار بوقف الاغنية، وذهبت انا وكمال الطويل رحمة الله عليه والمطربة عفاف راضى لمقابلة بابا شارو لايضاح حقيقة كلمات الاغنية ، وتفهم المعنى الحقيقى لها واذيعت الاغنية مرة اخرى، الى ان جاء نفس الصوت وهمس فى اذن بابا شارو من جديد ، واعلمه بأن الأزهر حزين بسبب مقطع "الباقى هو الشعب" مع ان الباقى هو الله ، وتم وقف الاغنية نهائيا.
كيف تقرأ المشروع «الصهيو- أمريكي» في المنطقة العربية؟
- المشروع "الصهيو –امريكى" للشرق الاوسط الجديد تعثر فى العراق وانهزم فى لبنان على يد حزب الله بقيادة السيد حسن نصرالله مرتين الاولى كانت سنة 2000 حين انسحب يجرر وراءه الخيبة متخليا عن جيش "لحد"، والمرة الثانية حين انسحب من الجنوب بعد ان كان ينتوى ان يدمر حزب الله والمقاومة فى لبنان ، وبعد هاتين المرتين ارتفعت اصوات المقاومة فى المنطقة ، اصوات الشعب المصرى مع نشاة حركة "كفاية" ومقاومة مشروع التوريث التى انتهت بانفجار ثورة 25 يناير،وحينما بدأت الثورات العربية لاحظنا ارتباكا امريكيا كبيرا فى تونس ومصر، يقول "ناعوم شومسكى" المفكر اليهودى الامريكى المعادى للصهيونية، ان الخطة الامريكية دائما تساند الديكتاتور الى آخر مدى، ثم يرون انه لا فائدة ولا جدوى من مساندته اكثر من ذلك ، فيبعثونه الى مكان اخر ، وذلك رأيناه فى حالة الرئيس التونسى السابق" زين العابدين بن على" سافر الى السعودية، وفى حالة الرئيس المصرى المخلوع سافر الى شرم الشيخ،وبعد ذلك يقولون كلاما طيبا عن الديمقراطية وحقوق الانسان، ثم يبحثون عن ديكتاتور جديد يساعدهم على تنفيذ سياستهم القادمة.
نحن على مشارف الدخول فى دولة الدستور الاستبدادى .. ما تعليقك؟
نحن نعيش فى مرحلة إما ان نؤسس فيها دستورا استبداديا يكرس الاستبداد باسم الدين او باسم العسكر او باسمهما معا بطريقة باكستان وتركيا،واما ان نؤسس دستورا قائما على الحريات لهذا الشعب بعدالة اجتماعية ، واعتقد ان هذه المعركة هى ام المعارك التى سوف تعنى اما ان الثورة قد بدأت تؤسس لدولتها دستورا من الحريات ،او ان الثورة ضاعت الى اجل غير مسمى او ربما تنفجر منها ثورة جياع جديدة.
من هم المبدعون الذين رحلوا وكنت تود رؤيتهم في ميادين الثورة؟
كل المبدعين الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن كنت اتمنى وجودهم معنا فى هذا الحدث العظيم ، وفى الميدان رأيت صلاح جاهين وفؤاد حداد وبليغ حمدى ،وسمعت اغانيهم الرائعة يشدو بها شباب الثورة، كما تمنيت وجود رفيق العمر والمشوار اسامة انور عكاشة، والشاعر امل دنقل الذى بشر بالمقاومة منذ زمن بعيد بقصيدته الشهيرة " لا تصالح"، والشاعر عفيفى مطر،وايضا نجيب محفوظ والذى اعتبره قطعة خالدة من روح مصر.
الثورة افرزت شعراء كثيرين.. ما هو تقييمك لهم؟
الثورة افرزت طاقة خلق عبقرية لدى المصريين، تمثلت فى اليافتات والشعارات والمشاهد التمثيلية فى المحاكم الشعبية التى قامت فى الميدان فى الكثير من الاغنيات والشعارات التى اطلقها المبدعون العفويون ومن الشباب من كل الطبقات وكل الاعمار، والحقيقة.. الثورة كانت :مهرجان خلق" شارك فيه كل الطبقات وبين هؤلاء الخلق من يحملون نوايا شعرية عند بعضهم،وكان منهم من كتب الشعر قبل الثورة وبشر بها مثل عبد الرحمن يوسف ومصطفى ابراهيم ومحمد طه،ومن الملاحظ بشكل عام خلال الثورات لا تولد الاعمال الفنية والابداعات الحقيقية ، والثورات بحاجة الى اشعار تحريضية بسيطة تمس الناس وتحركهم تجاه مطالبهم الشرعية، واعتقد ان فن الثورة الحقيقى قادم لا محالة حين تكتمل الثورة فى النفوس نجد مسرحا جديدا نرى بشائره الآن فى الشوارع، وسينما جديدة نرى بشائرها الآن فى فيلم "سهر الليالى" وفيلم" ليلة سقوط بغداد"، وفى السينما التسجيلية التى شاهدناها ترصد احداث الثورة.
هناك اتهام موجه الى جيلك من الشعراء بأنهم اغلقوا على انفسهم ولم يعطوا مساحات لآخرين من الشعراء الجدد ما دفاعك ؟
اعتقد ان هذا لا ينطبق على، وانا ابن كل من اخذ بيدى ، انا ابن محمد مندور الذى قدمنى شاعرا للفصحى ،وانا ابن صلاح جاهين الذى قدمنى شاعرا بالعامية فى مجلة صباح الخير فى 27 يوليو1971 ، واعتقد انى احفظ جميل هؤلاء ،وتعلمت منهم ان امد يدى للراغبين فى طلب العون، وفى سنة 1958 قدمت انا واصدقائى الثوريين "جاليرى" قدمنا فيه اصواتا كثيرة، وفى بداية السبعينيات توليت فى مجلة الشباب الاشراف على قسم الفن والادب وكنت اقيم ندوة اسبوعية قدمت فيها جيلا سمى بعد ذلك ب"جيل السبعينيات" وقدمت حلمى سالم ورفعت سلام وطلعت شاهين وحسن طلب وماجد يوسف وغيرهم، وعندما تفرغت لحياتى الادبية وتركت العمل الادارى ظللت على تواصل مع الشعراء الذى كنت ارى فيهم جذوة الموهبة ، والى الآن اتواصل مع كل الاجيال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.