ترك المحقق الجيزة، وانتقل الى محافظة الغربية التى شهدت هى الأخرى جريمة أسرية غريبة.. فيها قتل شاب فى العقد الثالث من العمر شقيقه التوأم بسبب الخلاف على 250 جنيها فى قرية «ميت حبيش» التابعة لمركز طنطا.. أما التفاصيل حسبما جاء فى المحضر الرسمى، فقد بدأت بمشادة كلامية بين «ابراهيم»، وبين شقيقه التوأم «محمد»، بسبب الخلاف على دفع قيمة إيصالات الكهرباء التى لا تزيد على 250 جنيها.. تطورت المشادة إثر تدخل زوجتى الشقيقين، الى تشابك بالأيدى واعتدى كل منهما على الآخر بسكين.. غير أن طعنات ابراهيم كانت أكثر قوة وعنفا، فأسقطت محمد قتيلا.. وفى يوم كئيب حزين شيعت القرية القتيل الى مثواه الأخير.. اما القاتل فتم اقتياده الى مركز الشرطة ليواجه مصيره المجهول.. غاب الشقيقان وتركا لأسرتيهما هما وحزنا وألما لن يمحوه الزمن.. وفى مركز شرطة طنطا دار هذا الحوار بين المحقق والقاتل: المحقق: «لماذا قتلت شقيقك؟» المتهم: «لأنه كان يريد ان يقتلنى.. ولو لم أقتله لقتلنى هو» المحقق: «معنى كلامك انك كنت تقصد قتله؟ المتهم: «لا.. لم أقصد قتل توأمى.. فقط دافعت عن نفسى وكنت امنى نفسي ألا تصل الأمور الى هذا الحد» المحقق: «ماذا حدث بالضبط؟» المتهم: «أنا سائق توك توك، واعيش مع شقيقى فى منزل واحد من طابقين.. كل منا مع أسرته فى طابق، وندفع الكهرباء معا.. ويوم الحادث وبمجرد دخولى المنزل عائدا من عملى، فوجئت بشقيقى محمد ينزل من شقته محتدا، وطلب منى 250 جنيها قيمة إيصال الكهرباء.. قلت له إن المبلغ ندفعه سويا كل شهر.. ثار فى وجهى وراح يسبنى ويشتمنى.. بادلته السباب والشتائم، وتدخلت زوجته وزوجتى فى المشاجرة.. وفى لحظات تطور الموقف الى تشابك بالأيدى.. أسرع هو بإحضار سكين حاد، وانا فعلت نفس الشىء.. التحمت معه فى معركة عنيفة وجه لى خلالها عدة طعنات فى الرأس والذراع بسكينه.. أما انا فقد وصلت طعناتى الى صدره، وأحدثت به إصابات قاتلة، وفشلت جهود الأطباء فى انقاذ حياته» المحقق: «هل هذه هى المرة الاولى التى يحدث بينكما فيها خلافات؟» المتهم: «حدثت بعض الخلافات من قبل، بسبب المنازعات المستمرة بين زوجتينا، ولكنها لم تزد عن كونها مشادات كلامية.. وهذه هى المرة الأولى التى اشتبك فيها مع شقيقى» المحقق: « ما هو شعورك الآن بعد ان انهيت حياة شقيقك ودمرت حياتك؟» المتهم: نادماً أشد الندم.