لا أنسى قول قداسة البابا شنودة حول تحركات بعض أقباط المهجر: إنهم يعملون لحساب أنفسهم ولمصالحهم الشخصية وليس لصالح وطنهم الأم مصر وأن كل المصريين أقباطا ومسلمين لا يقبلون الاستقواء بالخارج ولا التدخل فى الشأن الداخلى لمصر والمصريين. ولم ينكر البابا شنودة شيئا من القضايا التى تشغل الإخوة الأقباط فى مصر ونحن معه ومنها القانون الذى يقيد بناء الكنائس، والأعراف التى تقيد تعيين الأقباط فى بعض المناصب. وهذه أمور نستطيع أن نعالجها وأن نزيل أية حساسيات تحيط بها، ولسنا فى حاجة إلى معاونة آخرين من خارج مصر، سواء كانوا من الذين ينتمون إلى قوى سياسية عالمية، أو ممن ينتحلون الجنسية المصرية التى تركوها من أجل التجنس بجنسيات أخرى تُنعم عليهم بجوازات سفر أجنبية. ويتطلع كل مصرى إلى من سيخلف البابا شنودة ويراودهم الأمل فى التزامه بنهج البابا شنودة، كما أن العالم كله يتطلع إلى أسلوب البابا القادم فى التعامل مع المنظمات الدولية والحكومات الأجنبية ومن يتصفون بأنهم أقباط المهجر. وهذه الأمور تتشابك مع منظمات المجتمع المدنى وبعض الجمعيات الأهلية التى تتلقى تمويلا من خارج مصر،ومنها من يتلقى أموالا بالدولار واليورو بصور غير شرعية، ودون إخطار السلطات المصرية رغم علمهم أن القانون يلزمهم بالشفافية والإعلان عن مصادر تمويلهم. والعجيب أن الذين يقومون بتمويل تلك الجمعيات هم أكثر من يتحدثون عن الشفافية ويتباهون بتمسكهم بها، فى حين يتورطون فى دفع الأموال بطرق ملتوية بعيدة كل البعد عن الشفافية. ولا تزال بعض قضايا التمويل غير الشرعى منظورة أمام المحاكم فى مصر. وقد كان البابا شنودة ممن يستنكرون ذلك، وقد رفض استقبال بعض الذين يتسمون باسم أقباط المهجر خلال وجوده فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعدها أطلق تصريحه الذى لن ننساه حول رفضه تدخلهم فى الشأن الداخلى لمصر، بما فى ذلك ما يتعلق بقضايا الأقباط. وهناك أكثر من تسجيل تليفزيونى لقداسة البابا شنودة يتضمن تلك التصريحات،وقوله إن المصريين قادرون على مواجهة مشاكلهم والعمل على حلها، وأن الأقباط لن يقبلوا تدخلا فى ذلك يأتى من خارج الحدود. وأتمنى أن يطلع البابا القادم على هذه التسجيلات، وأظنه يعرفها أكثر منا جميعا، وأنه سيتمسك بقيم البابا شنودة وسيسير على نهجه مستلهما طريق البابا شنودة. ونسأل الله لنا وله العافية..