مقامات الأولياء مهددة بالاختفاء التام من بر مصر, تلك حقيقة أفرزتها الأشهر الماضية, حيث اختفى فى ظروف غامضة عدد من الأضرحة القديمة والأثرية فى غير محافظة دون إعلان أي جهة بأنها المسئولة عن الأمر.. اتهامات كثيرة طالت التيار السلفي لكنه التوقع لا اليقين.. فى الإسكندرية اتهمت مشيخة الطرق الصوفية مديرية الأوقاف بالتعتيم على هدم وإزالة آثار عدد كبير من أضرحة ومقامات رموز صوفية بمدينة الثغر, وأبدت المشيخة تخوفها من يوم يختفي فيه مقام سيدي المرسى أبو العباس ابرز مزارات عروس البحر المتوسط. مصطفى عزت, حفيد الشيخ عبد الغنى الشاذلي, صاحب المقام بشارع سوق السمك بحارة اليهود, قال ل«فيتو»: ضريح جدي تعرض للهدم على أيدي احد سكان الشارع, و هو أيضا من قام بالاستيلاء على رفات جدي التى كانت بقبره ,والكارثة الأكبر أن الضريح لم يكن مجرد مقبرة, بل أثرا إسلاميا تم بناؤه قبل 003 عام عقب وفاة صاحب المقام والذي كان قاضى قضاة الإسكندرية. مواصلا, يضيف عزت: المسجد الذي طمست معالمه كان يضم رسومات وزخارف نادرة وكان مصنوعا من أخشاب نادرة أيضا, و سبق أن ذكر بالكتيب الذي صدر عن المحافظة عام 8002 باعتبارها عاصمة الثقافة الإسلامية, باعتباره أثرا مهما. جابر قاسم, وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية لديه هو الآخر تفاصيل واقعة مشابهة فيقول: فى الورديان سهل إمام مسجد سعد الدين لبعض من المنتمين للتيار السلفي بهدم المسجد و المدرسة والجمعية والضريح , وجميعها يخص العلامة الراحل محمد مصطفى جاد , شيخ الطريقة الأحمدية الشاذلية المرازقة, والمتوفى عام 9791, و الغريب أن تلك المنطقة التى أزيلت بكاملها بني عليها برجا سكنيا ضخما تباع فيه الوحدة السكنية بمئات من آلاف الجنيهات. قاسم أكد أن المنتمين للتيار السلفي هم من يقفون وراء هدم واختفاء الأضرحة, مبررا : لأنهم يرون فيها كفرا و يقولون إن زيارتها شرك بالله الواحد الأحد. واقعة ثالثة يكشفها رئيس الإدارة المركزية لشئون الوجه البحري بوزارة الأوقاف, عبر تقرير أكد فيه أن مسجد الحلوجى بحي الجمرك تعرض لجريمة بشعة بهدمه من الداخل مع الحفاظ على جدرانه الداخلية, رغم أن المسجد مدرج بقائمة الآثار الإسلامية بالإسكندرية ,ومسجل ضمن الأماكن المحظور هدمها بموجب قرار من رئيس مجلس الوزراء. القائمة تضم أيضا أضرحة ومساجد طالتها معاول الهدم و طمست معالمها الأثرية ومنها مسجد و ضريح سيدي محمد التركي,وكذا مسجد و ضريح القاضي سند بشارع السكة الجديدة, والذي أنشئ قبل نحو 009 عام. وفى الدقهلية كان للظاهرة شكلا آخر, فقد تم تحويل عدد كبير من المساجد والأضرحة والمقامات إلى محال تجارية, خاصة فى شارع بورسعيد و هو الأشهر فى المنصورة. لطفي أبو السعود, 95 عاما, من سكان الشارع قال ل«فيتو» : ضريح الشيخ مصطفى الطوان,و كان قاضيا شرعيا و رجلا صالحا , استولى عليه البعض وحولوه إلى محال ألبان وأحذية و ملابس! مضيفا , يقول أبو السعود: الشارع يعج بالأضرحة مثل الكيانى و العريان و عبد القادر و على أبو زيد و ياسين, و للحق أقول إننا لا نعرف الكثير عن أصحاب المقامات لكننا نتبرك بهم, ولم يعتبر ضريح الشيخ حسين هو الوحيد الذي يأتيه الزوار بصفة مستمرة حتى اليوم. صاحب تجارة لبيع الأحذية ممن نشروا بضاعتهم داخل الضريح أشار إلى انه يعمل بالمنطقة منذ 03 عاما , مضيفا: و طوال تلك الفترة لم نرى زوارا للأضرحة أو أى مسئول يهتم بها , لذلك نحن أولى بها كي نسترزق خصوصا أنها أماكن مباركة يكثر فيها الرزق!