كشف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، اليوم الخميس، عن قيام السلطات باعتقال عدة أشخاص على خلفية المجزرة التي استهدفت صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، أمس الأربعاء، وراح ضحيتها 12 شخصًا من بينهم شرطي مغربي مسلم. وذكرت تقارير إعلامية أن 7 أشخاص تم توقيفهم في إطار البحث عن منفذي الهجوم الذين لاذوا بالفرار بعد أن اقتحموا مقر الصحيفة الأسبوعية الساخرة وأطلقوا النار على الصحفيين بداخلها وعلى رجال الأمن. ويأتي ذلك بعد أن قامت الشرطة الفرنسية فجر الخميس بنشر صورتين لشقيقين يُعتقد أنهما نفذا الهجوم وصدر بحقهما قرار للقبض عليهما في إطار التحقيق. ويتعلق الأمر بالشقيقين شريف وسعيد كواتشي، وحسب الشرطة الباريسية فإن الأخ الأصغر "شريف جهادي" معروف لدى أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية، وخصوصًا أنه أدين للمرة الأولى في عام 2008؛ لمشاركته في شبكة كانت ترسل مقاتلين إلى العراق. وولد شريف على غرار أخيه سعيد في باريس ويحمل الجنسية الفرنسية، كما أنه يلقب ب"أبي حسن" وكان ينتمى إلى شبكة كانت مهمتها حسب الأجهزة الأمنية الفرنسية إرسال جهاديين إلى العراق للانضمام إلى فرع القاعدة في هذا البلد والذي كان يتزعمها آنذاك أبو مصعب الزرقاوي، واعتقل قبيل توجهه إلى سوريا ثم إلى العراق، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات منها 18 شهرًا مع وقف التنفيذ. وبعد عامين، ورد اسمه من جديد في محاولة لتهريب الإسلامي إسماعيل عيط على بلقاسم من السجن، وكان الأخير عضوًا سابقًا في المجموعة الإسلامية المسلحة الجزائرية وحكم عليه عام 2002 بالسجن مدى الحياة لارتكابه اعتداءً في محطة مترو إقليمية في باريس (موزيه دورساي) عام 1995 أسفر عن 30 جريحًا. ونشرت الشرطة الفرنسية صورة لشريف كواتشي تظهره حليق الرأس، محذرة من أنه يكون على غرار شقيقه "مسلحًا وخطيرًا"، وحسب جريدة "ليبراسيون" الفرنسية، فإن منفذي الهجوم على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" تركوا بطاقة هوية داخل سيارة بعد فرارهما في شمال شرق باريس. وذكر شهود عيان أن هناك شخصًا ثالثًا كان بالسيارة وساعد المسلحين أثناء هجومها على مقر الصحيفة الساخرة، ما دفع الشرطة إلى اعتماد فرضية أن 3 أشخاص نفذوا الهجوم، وقد سلم الشريك الثالث المفترض نفسه إلى الشرطة مساء أمس الأربعاء، في شمال شرق فرنسا، وهو حميد مراد (18 عامًا) صهر شريف كواتشي. وسلم الأخير نفسه للشرطة في مدينة شارلوفيل-ميزيير "بعدما لاحظ أن اسمه يرد على الشبكات الاجتماعية"، وفق ما أوضح مصدر قريب من الملف لفرانس برس، وكان ناشطون قالوا إنهم رفاق لمراد ذكروا عبر موقع "تويتر" أن الأخير كان يحضر دروسًا معهم في المدرسة لحظة وقوع الهجوم، مؤكدين براءته. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل