هل يتوقع أحد براءة المتهمين في حادث مدينة نصر ? وهل تصريحات جهات أمنية بعثورها على متفجرات وقنابل وأسلحة بالشقة كانت عارية تماماً عن الصحة؟ وما مدى صدق تهديدات السلفية الجهادية باغتيال الرئيس مرسى؟.. أسئلة كثيرة وجهناها للشيخ مجدى سالم،قائد تنظيم طلائع الفتح، والمحامى المدافع عن متهمى حادث مدينة نصر. وهذا نص ما دار معه من حوار: من هم مرتكبو حادث رفح وتفجير مدينة نصر؟ - هناك حقيقة يجب الاعتراف بها، وهى أن العنف أو التشدد أو الإرهاب موجود فى كل دول العالم، وللأسف بمجرد وقوع أى حادث فى مصر، تلصق التهمة بالإسلاميين، وفور وقوع أحداث رفح بادرت بالاتصال بالأخوة فى سيناء، للتأكد من عدم وجود صلة لهم بالحادث، وقد أصدروا بياناً بذلك المعنى، ولكن هناك اصرارا من جانب بعض الأشخاص فى الدولة وخارجها، يحاولون الإساءة للرئيس محمد مرسى، لأنه صاحب مشروع إسلامى، للإيعاز بأنه مستهدف من بعض فصائل التيار الإسلامى، الأمر الذى يضع العراقيل أمام مشروعه النهضوى الذى تؤيده الفصائل الجهادية، واستمرت جهات معينة فى محاولاتها للوقيعة بين الإسلاميين والدكتور محمد مرسى حتى وصلت لحادث مدينة نصر، فضلا عن الإساءة للتيار الجهادى من خلال أجهزة الأمن للإيعاز بأن دورها ضرورى، ولابد من عودة جميع الامتيازات التى كانت مخصصة لها فى نظام مبارك، وظهر هذا بوضوح فى حادث خلية مدينة نصر. وهل تعتقد أن هناك قوى خارجية ساهمت فى وقوع هذه الحوادث؟ - دون شك، فالخارج يريد زرع الشك والريبة بين التيارات الإسلامية والدولة المصرية الجديدة، وكثير من هؤلاء يتمنون عودة النظام السابق بكل أشكاله وأساليبه، وبدون شك، ربما يحدث خطأ، ولكننا لا نقبل أسلوب الترويع مثلما حدث فى مدينة نصر. بما أنك تمثل الدفاع عن عدد من المتهمين فى خلية مدينة نصر، هل لديك حقائق ستبنى عليها دفاعك؟ - نعم بالتأكيد، فالمتهمون جميعا أكدوا عدم وجود رابطة تنظيمية بينهم وهذا باختصار يعنى عدم وجود تنظيم، كما أكدوا جميعا أنهم لا يعرفون أحدا يريد الإثارة والفزع وعدم الاستقرار فى هذا التوقيت، وأن الجيش المصرى والشرطة ليسا هدفاً لهم، وبالتالى فليس هناك مبرر لاتهامهم، أضف إلى ذلك أن قصة العنف مرتبطة من الناحية التاريخية بالتضييق الأمنى على الدعوة والدعاة، وهذه الممارسات انتهت مع النظام السابق، إلى جانب ذلك نجد أن فكرة العنف السياسى غير مطروحة لدى عموم التيار الجهادى، فضلاً عن أننا ننظر بشك لما حدث بالنسبة لشقة مدينة نصر، فقد قيل إنه قتل بداخلها ليبى، ومعه ثلاثة متهمين، ثم فوجئنا بأنه مصرى، ولم يكن معه أحد، وطالعتنا الصحف باستنكار سكان المنطقة لطريقة تعامل الأمن عند اقتحام الشقة، وأكد معظمهم التعامل العنيف مع ساكن الشقة، ولو أرادوا القبض عليه لتم لهم ذلك دون استخدام العنف أو السلاح، وبالتالى القضية تثير الشكوك، وهناك العديد من المفاجآت والأسرار التى سأكشفها فى حينها أمام المحكمة. كيف تثير الشكوك وقد تم الاعلان عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والقنابل بالطابق الأرضى بالعقار؟ - هذا الكلام عار تماماً من الصحة فمثلاً المتهم الذى قيل إنه المتهم الرئيسى الرائد طارق أبوالعزم «بالمعاش» فقد تم إلقاء القبض عليه فى منزله بعد اقتحامه وترويع أطفاله وزوجته، بشكل يذكرنا بأساليب النظام السابق، وكان بإمكانهم ارسال طلب المثول للتحقيق، ولم يجدوا معه أى نوع من السلاح، بل أنه لم يبد أى مقاومة لقناعته أن تلفيق الاتهامات والتعذيب قد ولي بلا رجعة، ولكن خاب ظنه.أما المتهم الآخر وهو عادل عوض شحتو، فهو من المتهمين الرئيسيين فى القضية، وقبض عليه أثناء توجهه لواحة سيوة، عندما علم بوجود طرق لعلاج فيروس «c» الذى يعانى منه، ولم يكن معه أيضاً أى سلاح، وهذان الشخصان لا توجد بينهما علاقة، مع أنهما التقيا أثناء فترة اعتقالهما فى عهد مبارك. هل أخبرك المتهمون بتعرضهم للتعذيب؟ - بلا شك تعرضوا للتعذيب، كما أن التحقيق مع المقبوض عليهم تم بنفس الأساليب القديمة، فمثلاً عندما طلب طارق أبو العزم إظهار إذن الضبط كان عقابه السب والإهانة، ثم فوجىء - حسب كلامه - بوضع عُصابة على عينيه، واصطحابه إلى مكان مجهول، حيث تم صعقه بالكهرباء، مثلما كان يحدث فى سلخانات أمن الدولة السابق، وذكر ذلك فى التحقيقات، وهناك طارق هليل الذى تم ضربه، وقد ناظر وكيل النيابة «المحقق» الآثار الناتجة من الاعتداء عليه، ولذلك فإننى أنتظر الدفوع والاجراءات، وسأعلن عن المفاجآت فى حينها. ما حقيقة الخلايا النائمة التى كثر الحديث عنها خاصة فى سيناء؟ وهل لها علاقة بتنظيم القاعدة؟ - الخلايا النائمة مسألة مبالغ فيها جداً، والدليل على ذلك أن البلاد مرت بفترة طويلة من الثورة حتى الآن ولم تشهد البلاد أى حادثة من هذا النوع، وهنا يظهر ما أشرنا إليه من افتعال هذه الحوادث، وهدفها الإساءة للتيار الإسلامى عامة والجهادى خاصة، والعنوان العريض لذلك هو إسقاط الدكتور مرسى. يبدو أنك لا تتعامل مع الواقع، وهناك تهديدات صريحة للرئيس مرسى من جانب السلفية الجهادية بالخروج عليه ما ردك؟ - إذا كنت تقصدتصريحات عادل شحتو، فكل من يعرفه وكذلك أجهزة الأمن تدرك أنه رجل انفعالى، وربما تحدث بانفعال لا يعبر عن مواقفه الفكرية، والأهم هنا فى مسألة الاتهام أن يكون قد ارتكب فعلا ما يؤدى إلى إدانته، وهو ما لم يحدث فى حالته، حتى أننى أزعم أنه ربما لا نجد له تصريحا واضحا يحرض فيه على القيام بمثل هذه الأفعال، وهو نفسه أكد ذلك فى أكثر من مناسبة، وأنه يرفض القيام بأى أعمال عنف داخل مصر. هل هذا يعنى إنكارك وجود جماعات عنف تنتمى إلى تنظيم القاعدة فى سيناء؟ - لا أقصد ذلك، لأن هذه الجماعات التكفيرية والسلفية الجهادية موجودة، و هناك بعض الذين ينتمون إلى تنظيم القاعدة يعيشون فى سيناء وباقى محافظات مصر، كما يوجد مثل هؤلاء فى كل مكان من العالم الإسلامى، بل العالم ككل. إذا كنت تسلم بوجود القاعدة فى مصر، فما رأيك حول تصريح د. أيمن الظواهرى بدعوة المصريين للتظاهر ضد «مرسى»؟ - لم أسمع من الدكتور أيمن الظواهرى نفسه أن «مرسى» رئيس غير شرعى، وربما فهم البعض التصريحات بأنه جاء بشكل غير شرعى، على اعتبار أنهم يرون أن الانتخابات ليست الطريقة الشرعية لاختيار الحاكم، وهذا الفهم لا يؤدى بالضرورة إلى تجاوزهم للخروج عليه.