سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المسؤول الإعلامي في تنظيم القاعدة ل"الوطن": البرادعي أفضل من مرسي.. والمجتمع المصري جميعه خارج ملة الإسلام قضية "خلية مدينة نصر" ملفقة.. وشحتو مريض لا يقوى على تنفيذ التهم التي وجهت إليه وزجوا به في القضية بسبب أفكاره
عمل لسنوات عدة مستشارا إعلاميا لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، له نظرية يؤمن بها تقول إن المجتمع المصري بطوائفه كافة لا يمت بصلة لملة الإسلام، لتحاكمهم للطاغوت، المتمثل في رئيس الدولة، وتركهم الاحتكام لكتاب الله وسنة نبيه. كانت تلك الآراء هي السبب في خروج القيادي الجهادي الشيخ محمد نجاح الشهير ب "أبو مصعب" من مصر عام 1978، هربا من ملاحقة الرئيس السادات له ولغيره من الجهاديين الذين يعتنقون الفكر نفسه. اتجه أبو مصعب إلى الأردن، ومنها إلى السعودية، ثم ولاية "كوست" بأفغانستان، انضم لتنظيم القاعدة وصادق زعيمهم الراحل أسامة بن لادن، واهتم أثناء جهاده في أفغانستان بإصدار نشرة دورية إعلامية تهتم بأخبار الجهاديين، حتى أصبح مسؤول الإعلام بتنظيم القاعدة، ولقبوه ب"رويترز". أثناء إحدى العمليات الجهادية في أفغانستان تعرض لبتر ساقه اليمنى، وفقد عينه اليسرى، وبترت كف قدمه اليسرى، إثر انفجار لغم فيه أثناء قيامه بإنقاذ مجاهد ليبي أصيب خلال العملية، في العام 1988، ثم انفصل عن تنظيم القاعدة في العام 1992، وعقب تفجير برجي التجارة العالميين في منهاتن تم اعتقاله في أفغانستان عن طريق القوات الأمريكية، وقامت السلطات الأمريكية بتسليمه للسلطات المصرية عام 2001، ووضع بسجن الفيوم، وخرج منه يوم جمعة الغضب في ثورة يناير عام 2011 بعد فتح أبواب السجون، وظل حتى الآن على مبادئه وفكره، حيث اتهم الرئيس محمد مرسى بأنه لم يغير في الأمر شيئا وسار على نفس نهج الطواغيت، حتى دمر البلاد، وساهم في تفكك المجتمع وانهيار مبادئه وأخلاقه. بداية.. معروف عنك أنك دائم الهجوم على التيارات الإسلامية المختلفة وعلى رأسها الإخوان والسلفيون، فما هي الأسباب التي تدفعك للهجوم الدائم عليهم؟ * الإخوان والسلفيون داخل مصر لا يختلفون كثيرا عن العلمانيين والليبراليين، الفرق الوحيد أنهم يتاجرون باسم الدين من أجل اللهث وراء المناصب السياسية الزائفة، الرئيس مرسى والإخوان كذبوا على الناس، ومشروع نهضة غير واضح المعالم، هم في النهاية حزب سياسي يتستر خلف الدين الإسلامي، لايمتلك أي فكر إداري أو رؤية اقتصادية محددة، وهذا ما دفعني من قبل، للقول أنه إذا خيروني بين البرادعى وبين الرئيس محمد مرسى لاخترت البرادعى، لأنه لم يتاجر بالدين، وأكثر وضوحا من مرسى، ولكن ليس معنى هذا أنني مؤمن بأفكار أو تصرفات البرادعى، فهو أيضا كافر بالدين. أنت بذلك كفرت كلا من التيار الإسلامي والتيار الليبرالي، فمن إذن داخل مصر من وجهة نظرك نستطيع أن نطلق عليه أنه بالفعل إنسان مؤمن بالله ورسوله؟ * أولاً، يجب أن نعرف أن المجتمع بالكامل خرج من ملة الإسلام، ولا علاقة لأفراده بالدين، ولست أنا من أحكم عليهم بذلك، فآيات الله هي التي تؤكد هذا الأمر، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم "ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا"، فهذا إنكار واضح وصريح من الله عز وجل بأن كل من ادعى الإيمان بما أنزل الله على رسوله والأنبياء، ومع ذلك يريد التحاكم في فصل النزاعات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله، فقد كفر بما أنزل الله، كما أن الله تعالى يقول "لا إكراه في الدين" فما دام المسلمون قد اختاروا الإسلام عن طيب خاطر فعليهم الاحتكام لكتاب الله وسنة رسوله في جميع الأمور الحياتية، ولكن ما نشاهده الآن هو احتكام لقوانين وضعية تخالف شرع الله وتخرج المجتمع ورئيسه وحكومته من ملة الإسلام. لكن هناك تيارات إسلامية وعلى رأسها الدعوة السلفية تؤكد حرصها على تطبيق الشريعة، وأن دخولها المعترك السياسي وتشكيل أحزاب هي وسيلتهم للوصول لهذا الهدف، ألم يعد ذلك من الضروريات التي تبيح المحظورات؟ * هذا الكلام تتلاعب به الدعوة السلفية بعقول الناس، فقد كانت لهم أفكارهم ومبادئهم التي تربوا عليها وحكموا من قبل بهذه الأفكار على الرئيس السابق مبارك بالكفر، لأنه يستخدم الديمقراطية التي تتنافى مع الدين، وبعد سقوط النظام لجأوا لنفس أسلوب مبارك للبحث عن المناصب الزائلة والتحجج أنهم فعلوا ذلك من أجل تطبيق الشريعة، لذلك أتوقع انهيار الأحزاب السلفية بمرور الوقت، لأنهم عدلوا عن مبادئهم وأفكارهم الإسلامية التي آمنوا بها خلال السنوات التي سبقت الثورة والتي كانت تقوم على التوحيد بالله والكفر بالطاغوت وجنده، وأن العمل بالسياسة والديمقراطية كفر لا محالة، ولكنهم ألقوا خلف ظهورهم بأفكارهم ومبادئهم ووصلت الأمور إلى أدائهم يمين القسم داخل البرلمان بما يخالف شرع الله تعالى، وكله في النهاية بحجة أن الضرورات تبيح المحظورات، رغم أن عددا من قادتهم غير راضين من داخلهم على العمل بالسياسة، وسيحدث انشقاق بين صفوفهم، ووقتها ستنهار الأحزاب السلفية ولن تجد تنظيما سياسيا يتاجر باسم الدين غير جماعة الإخوان المسلمين. أنت بذلك تعترف أن جماعة الإخوان المسلمين الأكثر تنظيما، ومع ذلك نجدها تفشل في إدارة شؤون البلاد وتسببت في جرها إلى الفوضى التي سيطرت على الشارع المصري مؤخراً، أليس هذا تناقضا واضحا في كلامك؟ * أنا أقصد من كلامي أن جماعة الإخوان المسلمين الأكثر تنظيماً في الوقت الحالي، للتماسك الواضح الذي يسيطر على أعضائها ومنحها الفرصة لكي تسطو على الثورة المصرية، والتي أسميها انتفاضة لأنها لم تحقق أهدافها وتركت لفصيل معين الفرصة للقفز على السلطة على جثث شهدائها، ولو كان هناك قائد لهذه الانتفاضة الشعبية ما نجح الإخوان في الوصول لسدة الحكم، فما شهدته مصر في 25 يناير ليست ثورة بالمعنى المعروف، ولكن ما حدث في هذا اليوم ما هي إلا انتفاضة قام بها مجموعة من الشباب أسقطوا مبارك وجاءوا بمرسى الذي لايختلف في شيء عن سابقه، فقد وعد مرسى بتطبيق الشريعة الإسلامية وخدع السلفيين بهذا للحصول على تأييدهم وجرهم للعمل بما يسمى الديمقراطية، وهو في حقيقة الأمر لم ولن يطبق الشريعة تحت أي ظرف، وسينقلب عليه السلفيون عاجلاً أو آجلاً بعد أن يعودوا لصوابهم والأفكار التي ضيعوها بالدخول في المعترك السياسي، وسيكون وقتها الصراع بين الطرفين محتدم للغاية. هل ترى أن المجتمع المصري مهيأ بالفعل لتطبيق الشريعة الإسلامية، ومن ثم إقامة دولة الخلافة التي يحلم بها البعض من التيارات الإسلامية؟ للأسف الشديد هناك انحراف خطير لمفهوم الإسلام في مجتمعنا، حتى لدى الإخوان والسلفيين أنفسهم، وضاعت القيم والأخلاق في الشارع المصري وها نحن نشاهد بين الحين والآخر إسهال من الفتاوى الصادرة ممن يطلقون على أنفسهم علماء الإسلام، دون دراسة أو وعى بالأمور الفقهية، فعلى سبيل المثال خرج علينا شخص يلقبونه بشيخ يدعى محمود شعبان، بفتوى يستحل من خلالها دماء المعارضين وهذا يدل على أنه إنسان جاهل بالفقه ولا يعلم شيئا عن أصول الشريعة الإسلامية، فمفهوم الدولة الإسلامية والخلافة كما يريدها المتمسكون بشريعة الله تعالى انتهى عهدها بعد النبي محمد والخلفاء الراشدين، وانتقلنا بعدهم لنموذج أمير المؤمنين ثم الملكي وأخيرا النموذج الجمهوري، فقد تناسى محمود شعبان وأمثاله أننا نعيش في ظل نظام جمهوري وبرلماني، والرئيس مرسى نفسه ليس له بيعة بإجماع جميع المسلمين، ولا يصلح أن يكون خليفة المؤمنين، لأنه عقب فوزه بالرئاسة أدى يمين القسم على احترام قوانين وضعية تتنافى مع الشريعة الإسلامية. هناك دستور سيطر على صياغته الإسلاميون ومن بينهم عدد كبير من السلفيين، وقالوا إنه أول درجة من درجات تطبيق الشريعة، فهل ترى أن هذا الدستور بالفعل سيحقق لهم ما يريدون؟ * أي دستور وأي إسلاميين الذين صاغوه؟ هو في النهاية دستور وضعي يعتمد في تفسير مواده على قوانين وضعية، فهم للأسف لم يساهموا في وضع أساس للدولة الإسلامية، لكنهم شاركوا فيما يساعد على كفر المجتمع وخروجه من ملة الإسلام، فليس هناك شيء اسمه أهل السنة والجماعة كما يدعون ما دام هناك كتاب الله وسنة نبيه، فالأسباب الرئيسية لضياع الإسلام في وطننا كثرة المذاهب التي لا قيمة لها والحديث عن "الوسطية" التي لاوجود لها إلا في عقول مروجيها، فمن المستحيل أن يكون الأزهر الشريف هو مرجعيتنا الإسلامية، والسبب في ذلك يرجع إلى أن الفاطميين هم الذين قاموا ببنائه والمعروف عنهم الفكر الشيعي، ثم سيطر عليه الأشاعرة وأخيرا جعله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر المرجعية الإسلامية لنا رغم أن المرجعية الإسلامية لكل المسلمين يجب أن تكون كتاب الله وسنة نبيه. أكدت من قبل أنه من الصعب أن تلجأ الجماعات الإسلامية للعنف مرة أخرى في مصر، فبما تفسر ما حدث في قضية "خلية مدينة نصر" وتورط عدد من أعضاء التنظيمات الجهادية في الإعداد للقيام بأعمال إرهابية داخل مصر؟ * قضية خلية مدينة نصر ملفقة، والدليل على ذلك أن عادل عوض شحتو,عضو السلفية الجهادية، والذي يعتبر من المتهمين الرئيسين في القضية، لا يقوى على فعل الاتهامات الموجهة إليه، فقد قضى معظم سنوات حياته في سجون مبارك، ولكنهم قبضوا عليه وزجوا به في القضية بسبب أفكاره فقط، ولكنى أتعجب من إلقاء القبض على شحتو في الوقت الذي تركت فيه الشيخ محمد الظواهري ولم تلقِ القبض عليه أو تتهمه بنفس الاتهامات، علما بأنه من أقرب أصدقاء شحتو، ويعتنقان الأفكار نفسها ويقضيان معظم الوقت معاً. ما رأيك فيما ورد بأوراق التحقيقات الخاصة بهذه القضية من أن العناصر المتهمة تأثرت بأفكار أسامة بن لادن؟ * ربما تكون هذه حقيقة بالفعل، فداخل مصر عدد كبير من الجهاديين يؤمنون بأفكار أسامة بن لادن ولكنهم غير محسوبين بالمرة على تنظيم القاعدة، وهذا التنظيم ليس له تواجد داخل مصر بالمعنى المعروف كما يردد البعض، ولكن هناك عدد قليل من أعضائه يعيشون في أماكن متفرقة بالدولة. كيف ترى تعامل الرئيس مرسى مع قضية العنف في سيناء؟ * الرئيس مرسى لم يتعامل بالعدل في قضية أهالي سيناء، ففي الوقت الذي قامت فيه إسرائيل بقتل مجموعة من جنودنا على الحدود، ثارت الناس وحاصرت السفارة الإسرائيلية في حين صمت الرئيس مرسى تماما ولم يحرك ساكنا تجاه هذا الأمر، ووضع رأسه فى الرمال مثل النعامة، لكن عندما وقعت أحداث رفح الأخيرة وقتل عدد كبير من الجنود أثناء الإفطار في شهر رمضان، عاقب الرئيس مرسى شعب سيناء بالكامل بحجة الحرب على الإرهاب، فأهالي سيناء كانوا في حاجة إلى التعامل معهم بطريقة مختلفة لاسيما بعد التهميش والمعاناة التي تعرضوا لها طيلة السنوات الماضية، ونجاح العدو الصهيوني في اختراق تلك المنطقة واللعب فيها كيفما شاء، وأعتقد أن الرئيس مرسى سوف يدفع ثمن تعامله بوحشية مع أهالي سيناء. كيف تنظر لحالة العنف والفوضى التي أصابت البلاد وفى الفترة الأخيرة والأحداث التي تمر بها مدينة بورسعيد؟ * أولاً يجب أن يعرف الدكتور شوقى إبراهيم عبد الكريم مفتى الديار المصرية أنه سوف يسأل يوم القيامة على الأرواح التي حكم عليها بالإعدام في قضية مجزرة "استاد بورسعيد" لأنه في النهاية موظف سلطوي ينفذ ما يمليه عليه النظام الحاكم، ورأيه يشبه لحد كبير رأى الكنيسة في العصور الوسطى، ومن المخزي أن يتجاهل هذا المفتى الذي يدعى الإيمان أنه يفتى بأمور هي في الأصل، لا ترضى إلا السلطة والحزب الحاكم وتخالف شرع الله تعالى، ولكن ليس معنى كلامي أن من صدر ضدهم الأحكام أبرياء من الاتهام الذي وجه إليهم، فهذا الأمر لايعلمه إلا الله تعالى، ولكنى أسجل فقط موقفي من المفتى سواء في تلك القضية أو غيرها من قضايا القتل التي تتحول أوراقها إليه لإبداء رأيه فيها، وهذا ما يخالف شرع الله تعالى. البعض بدأ في تحرير توكيلات للفريق عبد الفتاح السيسى لتفويضه بإدارة شؤون البلاد حتى تخرج من أزمتها الراهنة، هل ترى أن ذلك هو الحل بالفعل؟ * أنا لاأعتقد أن يقحم الجيش نفسه في الحياة السياسية مرة أخرى بعدما تعرض له من إهانات خلال حكم المجلس العسكري في المرحلة الانتقالية، والتاريخ نفسه يؤكد أن القوات المسلحة لا تصل للحكم بهذه الطريقة، فهي لا تصل للسلطة إلا عن طريق الانقلاب العسكري، وهذا الانقلاب يمثل خطورة بالغة في حالة القيام به في هذا التوقيت الحرج، فإذا كان هناك من يدعم فكرة عودة الجيش للحكم فهناك من يعارضها بقوة ويعلن تصديه لها، كما حدث مؤخراً أثناء إعلان "التحالف المصرى" لبعض التيارات الإسلامية. إذا كان الانقلاب العسكري أمر مستبعد، فكيف يكون السبيل للخروج من الأزمة الراهنة إذا استمرت الفوضى والعنف في الشارع المصري أكثر من ذلك؟ يجب أن نؤمن جميعا بصعوبة الخروج من الأزمة التي تمر بها مصر حاليا في ظل الصراع المحتدم على السلطة بين جميع الأطراف، ووجود تحالف بين قوى تختلف في الأصل فيما بينها في أفكارها وأهدافها، واتضح ذلك بصورة كبيرة بعد الخلاف الحاد الذي نشب مؤخراً بين الإخوان وحزب النور السلفي رغم البون الشاسع في أفكارهما، ونفس الأمر ينطبق على "جبهة الإنقاذ الوطني" والتي تحالفت فيها أيضا مجموعة يختلف أفرادها مع بعضهم البعض في الأهداف والفكر، ومثال ذلك حمدين صباحي ومحمد البرادعى، فكل واحد منهم له فكره السياسي الذي يختلف بصورة كبيرة عن الآخر، ولهذه الأسباب، فإن الصراع الدائر حاليا بين الأطراف المتنازعة سوف يعود بمصر إلى عصر المماليك، البقاء فيها للأقوى وستتحول لدولة مليشيات تشهد شوارعها حرب عصابات. والرئيس مرسى يتحمل على عاتقة المسؤولية الأكبر للحالة التي سوف تؤول لها مصر، لأنه فشل في إدارة البلاد فشاهدنا في عهده سحلا وضرب وقتل للمعارضين، رغم أنه يعلم أن الخلفاء الراشدين أنفسهم كان هناك من يعارضهم وتعاملوا معهم بسماحة الإسلام.