خطوة أخرى تخطوها مصر في ملف حوض النيل، خاصة مع اقتراب استقبال كافة الاقتراحات للدول التي تقوم بالتقييم النهائي لسد النهضة، حيث تحاول الدولة المصرية تحسين علاقتتها مع كافة الدول سواء التي وقعت على اتفاقية عنتيبى أو تلك الدول التي لم توقع لإعادة دور مصر التاريخي في القارة الأفريقية. جنوب السودان "بداية" وكانت بداية التعاون الأفريقي المثمر مع دولة جنوب السودان بعد أن قامت وزارة الري بتوقيع بروتوكول تعاون من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين أعقبها زيارة لسلفاكير رئيس دولة جنوب السودان مع الرئيس عبدالفتاح السيسي. كما تضمنت الاتفاقية منحا وقروضا لدولة جنوب السودان بمبلغ 80 مليون دولار لاستخدامها في عدد من المشاريع منها تطهير بحر الغزال وإنشاء محطات توليد كهرباء وتدريب عدد من المهندسين في سبل إدارة المياه. 20 مليون دولار منحة لأوغندا بعد توقيع الاتفاقية مع جنوب السودان اتجهت الدولة مرة أخرى إلى التعاون الأفريقي ولكن تلك المرة من خلال دولة أوغندا بعد أن أعلن المهندسين أحمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل أن وزارة الري ستقدم منحة لأوغندا بمبلغ 20.4 مليون دولار من أجل استخدامها في مجالات لتنمية المياه. وطبقا لما أعلنه المهندس بهاء الدين، فإن المنحة ستستخدم في عدد من المشروعات منها إنشاء 12 سدا وخزانات أرضية بجانب تطوير شواطئ 28 قرية من القرى الواقعة على ضفاف البحيرات، بجانب إنشاء مزارع سمكية تنفيذا لرغبة الجانب الأوغندي وأولويات احتياجاته. كما ستشمل المنحة أيضا إنشاء مراسى نهرية وإنشاء أرصفة نهرية وتدريب وتشغيل أكثر من 100 مهندس وفنى لاستخدامهم في كيفية إدارة الموارد المائية ومجال إدارة التحكم في الحشائش المائية لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في أوغندا. وتنقسم المنحة التي تقدمها الجانب المصرى إلى ثلاث مراحل على أن تكون كل مرحلة من أجل مشاريع بعينها. خطوة في الطريق الصحيح من جانب رحب الدكتور مغاورى شحاته خبير المياه بالجهود التي تبذلها وزارة الرى في إعادة دور مصر لقيادة القارة الأفريقية في هذا الوقت الحرج خاصة أن تلك الجهود سيكون لها الأثر الطيب في أي نزاع حول دول حوض النيل. فيما أعتبر الدكتور ضياء القومي خبير المياه الدولي، أن على مصر السير في تلك الطرق خاصة أنه لا مناص من تحسين العلاقات مع الدول الأفريقية في الفترة المقبلة حتى لا يكون هناك فرص للدول التي تريد نشوب حرب على المياه.