تشهد الولاياتالمتحدةالأمريكية موجة جديدة من المظاهرات للاحتجاج على ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وتصدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعادي للمهاجرين، بقوة من الحرس الوطني الأمريكي الشهير، لتمارس القوة دورها في مجابهة تلك المظاهرات. وعمل الحرس الوطني منذ تأسيسه على قمع السكان الأصليين تارة، وقمع المظاهرات المعارضة للعنصرية تارة أخرى، بجانب دور الحرس في احتلال بلدان الشرق الأوسط، حيث شكلت نصف القوات الأمريكية القائمة بالعدوان على العراقوأفغانستان. وتسرد جريدة الشروق، بمعلومات وردت من أسوشييتد برس، وموقع جامعة كورنيل، وموقع الحرس الوطني الأمريكي، نبذة عن مسيرة الحرس الوطني الأمريكي منذ بداية الميليشيات المكونة للحرس ومشاركتها في قمع السكان الأصليين، وحتى مشاركة الحرس في التصدي للمظاهرات ومحاربة المهاجرين. الميليشيا في خدمة الدولة يتكون الحرس الوطني الأمريكي من تجمع لميليشيات محلية، تعمل كل منها في ولاية بمفردها، ويبلغ عدد مقاتلي الحرس 430 ألف جندي، مقسمين على فرق مشاة ومدرعات، وتختص بالمهمات العسكرية المساندة للشرطة على الأراضي الأمريكية. كانت تلك الميليشيات في بداية ظهورها مجهزة لشن الغارات على قبائل السكان الأصليين المحيطة لغرض إبعادهم عن أماكن سكن الأمريكيين المستوطنين، وكان لكل ولاية الميليشيا الخاصة بها، والتي تضم خليطًا من المقاتلين من أصول بريطانية وفرنسية وإسبانية، وكانت كاليفورنيا أول من شكل ميليشيا محلية، ولكن أول ميليشيا رسمية معترف بها كانت في ماساتشوستس عام 1636، وهو عام ولادة الحرس الوطني الرسمي. شاركت الميليشيات تحديدًا في المعارك مع السكان الأصليين، حيث شكل مقاتلو الميليشيات ثلثي القوات في الحرب الهندية الفرنسية ضد السكان الأصليين، بينما انخفض دور الميليشيات في الثورة الأمريكية على الحكم البريطاني، وكذلك في الحرب الأهلية، حيث هيمنت الجيوش النظامية على المعارك. مستوحى من الثورة الفرنسية يُعتبر مسمى الحرس الوطني مأخوذًا من الثقافة الفرنسية، وكانت ميليشيا نيويورك أول من نال اللقب إبان الاستضافة الأمريكية للقيادي الثوري الفرنسي ماركي دي لافاييت عام 1727، حين تبنت الميليشيات اسم الحرس الوطني، وتم دمج الجماعات المحلية في قوة واحدة باسم الحرس الوطني عام 1903 بموجب قانون أمريكي مخصص. الحرس بين قمع سمر البشرة والمتظاهرين ساهم الحرس الوطني في أعقاب الحرب العالمية الثانية في مساندة أعداء سمر البشرة داخل الولاياتالمتحدة، وكذلك في قمع المظاهرات المعارضة لسياسة الشرطة الأمريكية، ومن تلك الأحداث تصدي عناصر الحرس الوطني لعملية دمج طلاب سمر البشرة في مدرسة لتل روك عام 1957، في مخالفة لقرار الرئيس الأمريكي آيزنهاور آنذاك، ليفرق جنود الجيش الأمريكي، الحرس الوطني، بغرض تنفيذ القرار الرئاسي. وقع ثاني اشتباك للحرس مع سمر البشرة عام 1964 في نيويورك خلال أحداث روشيستر، التي أسفرت عن جرح 300 واعتقال 900، تلاها عام 1965 تدخل الحرس الوطني لتفريق احتجاجات السمر في مظاهرات بلوس أنجلوس، والتي أسفرت عن مقتل 35 شخصًا. وتواصلت الممارسات العنيفة للحرس الوطني، حيث اقتحمت قوات الحرس في أوهايو، جامعة كينت لتفريق متظاهرين معارضين لحرب فيتنام، ما أسفر عن مقتل 5 طلاب وجرح 9 آخرين، وأما خلال مظاهرات 1992 المعارضة لتعذيب الشرطة لأحد المواطنين، فقد أطلق الحرس النار على 5 أشخاص أثناء حظر التجول، ووقعت أحدث انتهاكات الحرس عام 2014 خلال مظاهرات منددة باعتداء الشرطة على شخص يدعى "فريدي"، وفي 2020 خلال المشاركة في قمع مظاهرات جورج فلويد، التي كانت منددة بممارسات الشرطة. الحرس واحتلال أفغانستانوالعراق شكل الحرس الوطني 40% من حجم القوات الأمريكيةالمحتلة للعراق في غزو 2003، وأما في أفغانستان فقد شكل جنود الحرس ثلثي القوات الأمريكية، وقاتل 300 ألف جندي من الحرس في الشرق الأوسط، بينما لا توجد أي فرقة لم تشارك في حروب الشرق الأوسط. الحرس في مواجهة المهاجرين وتصدر الحرس الوطني الخاص بولاية تكساس العناوين عام 2024، وكادت أن تندلع اشتباكات عسكرية بين الحرس الوطني وحرس الحدود، أثناء بناء الحرس الوطني بعض الحواجز لمنع المهاجرين من التدفق لداخل الولاياتالمتحدة، وكان الرئيس دونالد ترامب "ولم يكن في السلطة حينها" من أشد مؤيدي موقف الحرس الوطني في النزاع، وأما فيما يتعلق بالمظاهرات الأخيرة، فقد نشر الرئيس دونالد ترامب 2000 من جنود الحرس الوطني لمجابهة المظاهرات المعارضة لملاحقة المهاجرين، وذلك بالرغم من تخطي ترامب للصلاحيات القانونية التي تقضي بضرورة إذن حاكم الولاية قبل نشر الحرس الوطني.