فيما بدأت جولة المفاوضات الدبلوماسية مع إثيوبيا حول مخاطر سد النهضة علي مصر والتي يقودها وزير الخارجية محمد كامل عمرو حاليا بأديس أبابا, أكدت الحكومة مجددا عدم معارضتها أو وقوفها ضد اي مشروع يعود بالنفع علي شعوب دول حوض النيل حيث تدرس مصر حاليا الموافقة علي إنشاء سد كاروما علي نيل كيوجا بأوغندا لإنتاج الطاقة الكهرومائية وسد سيوي بدولة جنوب السودان لتوليد الكهرباء في إطار المنحة المصرية لجونا في مجال المياه والتي تقدر ب27 مليون دولار. وأكد الدكتور محمد بهاء الدين وزير الموارد المائية والري, أن مصر ليست ضد التنمية في دول حوض النيل حيث سبق لها أن وافقت علي إنشاء سد بوجاجالي الاوغندي بعد إجراء الدراسات الفنية التي أكدت عدم تأثر الأمن المائي المصري بإنشائه وهو ما يختلف فيما يخص سد النهضة. وقال الوزير: إن اتفاقية عنتيبي التي ترفض دولتا المصب التوقيع عليها منقوصة ولا يعترف القانون الدولي بها لعدم توقيع مصر والسودان عليها والتي تتمثل في الإقرار بحقوق مصر المائية, مشيرا إلي أن القاهرة أبدت استعدادها للتفاوض حول نقاط الاختلاف إلا أن تصديق إثيوبيا علي الاتفاقية لا يلزمنا في شيء. وأكد وزير الري ضرورة الاستخدام العادل والمنصف لمياه حوض النيل, وهو ما يقتضي أن تدخل جميع الموارد المائية لدول الحوض في الحساب والتقدير سواء مياه سطحية يحملها النهر أو مياه أمطار تسقط بغزارة علي دول المنبع, وان تأخذ جميع الاستخدامات المائية في الاعتبار سواء صناعية أو زراعية أو شربا. وقال بهاء الدين في كلمته خلال ورش عمل إدارة المياه في دلتا النيل في ظل التغيرات المناخية, التي تنظمها الشراكة المائية المصرية بالمشاركة مع الشراكة المائية العالمية والبرنامج الإنمائي الهولندية إن مصر بحكم موقعها داخل حزام المناطق الجافة شديدة الحساسية تجاه مواردها المائية المحدودة والواردة من خارج حدودها الجغرافية حيث إنها تعتمد علي نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه, بينما المتاح من المصادر الأخري لا يتعدي5%, لذا نرفض التوقيع علي اتفاقية عنتيي التي لن يعترف بها القانون الدولي لعدم توقيع دولتي المصب عليها وهما مصر والسودان. وأضاف قائلا: إن صعوبة وحرج الوضع المائي الحالي وفي المستقبل القريب تفرض علينا ضرورة وضع مشاكل قطاع المياه ضمن أولويات خطط التنمية لكل الوزارات والهيئات الحكومية وأيضا منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص بكل إمكانياته التكنولوجية والمالية. من جانبه, أكد المهندس حسام الطوخي المدير العام والمنسق الوطني لمشروعات التعاون الفني مع أوغندا ان الحكومة تدرس حاليا الموافقة علي إنشاء سد كاروما علي نيل كيوجا لإنتاج600 ميجاوات من الكهرباء سنويا اعتمادا علي فرق المناسيب المائية بنيل كيوجا الذي يمرر المياه الي النيل الأبيض بجنوب السودان ومنه الي القاهرة بعد التقائه بالنيل الازرق القادم من الهضبة الاثيوبية بالخرطوم. وأشار الطوخي الي انه يجري حاليا إعداد دراسة جدوي لمشروع سد سيوي في جنوب السودان لتوليد الكهرباء وذلك في إطار المنحة المصرية لجنوب السودان في مجال الموارد المائية والتي تقدر بنحو27 مليون دولار.