الحبُّ كلمة واحدة، لكنها ربما تكون أكثر الكلمات استخداماً فى حياتنا.. وقد حار الناس فى تعريف الحب وأسبابه.. ولكن العلم تدخل فى كل شئون الحياة. والحب كما يقول العلماء هو حالة من التوافق بين تصور عقلانى سابق لشخصية الحبيب.. تصور فيه سمات الشخصية التى إذا وجدت فى شخص ما (وقعت) فى حبه، وهذا الانجذاب الشكلي، أو ما يعرف الآن ب«الكيمياء» ينتج عنه حدوث تغيرات معينة فى كيمياء المخ، حيث تعطى منطقة المخ أوامر كيميائية للغدد الصماء، والجهاز العصبى اللاإرادى بإفراز مادة معينة تحدث تغيرات تؤدى للشعور بمشاعر معينة، وهذه المادة هى هرمون «الدوبامين» المسئول عن الشعور بالسعادة، وهى مادة يزيد إفرازها عندما نرى من نحب. أما مادة «الأدرينالين» فإنها تسبب عند إفرازها تعرقاً فى اليدين، وتوتراً، وتسارعاً فى ضربات القلب والنبض، وهو ما يشكو منه المحبوب دائماً، وفى إحدى مراحل الشعور بالحب يحدث تركيز شديد، وانتباه دائم فى وجود شخصية المحبوب مع نقص الشهية؛ بسبب تغير كيمياء المخ. ومن المعروف علمياً أنَّ الرجال أكثر تأثراً بالمؤثرات البصرية كسبب للحب، ولذلك فهم أكثر إفرازاً للمواد المسؤولة عن الحب. وفى دراسة، أجرت مسحاً بالأشعة المقطعية بالمخ، تبين زيادة فى تركيز «الدوبامين» أثناء نوبات السعادة والشوق التى يعيشها المحبون؛ ما يؤدى إلى دعم الذاكرة قصيرة المدى، ونقص الرغبة فى النوم، وهو ما يؤدى بدوره إلى السهر، والنشاط الزائد، وتحسن السلوك بسبب زيادة التركيز. ويقسم العلماء الحب إلى ثلاث مراحل: أولاها مرحلة النمو الهرمونى المجهزة لحالة الوقوع فى الحب، ثم الانجذاب الناتج عن «الدوبامين»، ثم الارتباط المؤدى إلى زيادة المورفينات الطبيعية المهدئة لحالة الحب والمسئولة عن وجود الشعور بالأمان والهدوء النفسي.