دع الخلق للخالق، كفايانا فرجة على خلق الله بقا وخلونا نركز في نفسنا شوية، فهناك حقيقة واحدة تخص المصريين أثبتها التاريخ على مر آلاف السنين، وهو ما أكدته الفلسفة الشعبية للمصريين، المترسخة في الأمثال والحكم.. «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب»، من أشهر الأمثال المصرية فبها بدأ عصر «الفهلوة» حتى أصبحت سمة الشعب المصري الوحيدة، التي لا يحوق فيها عين حسود ولا حقد حاقدين.. بمناسبه اسأل مجرب، تجد أن الموضة هي التي تسود في أي مكان، لكن المصري دائما لازم يحط التاتش بتاعته، فالموضة في مصر لم تقتصر يوما على الملابس أو الأحذية أو المظاهر، لكنها تحدد مصير الملايين من المصريين، فبسببها أصبحت كلية التجارة هي كلية الشعب، وكورس الإنجليزي بقا أهم من الشهادة نفسها.. لكننا لم نرَ يومًا من رأي عالم أو أديب أو طبيب وتسابق الكثيرون ليصبحوا مثله، وكأن المصريين يعملون حينها بمبدأ «إللي تعرفه أحسن من إللي ما تعرفوش»، أمركم عجيب أيها المصريون.. فمن أهم أسباب ضعف الدولة المصرية عدم التخصص، الجميع يرى من هو الأبرز في المحيطين به ويريد أن يكون مثله فقط، حتى لو لم يكن مؤهلا له، حتى ولو بدأ ولم يستطع أن يكمل الطريق، فالتقليد الأعمى هو من يقودنا، ومن يقوده شيء غير عقله اعلم أنه يسير إلى طريق مسدود، فإن أردنا حقًا بناء مصر قوية سيجب أن نعمل بحديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه»..