سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"بون" من مدينة الموسيقى والرومانسية إلى معقل للسلفية الجهادية.. مساجد السفارات العربية بالمدينة تحت سيطرة المتشددين.. "بكاي حراش" أول من زرع الإرهاب بالمدينة.. نشاط لأكاديمية الملك فهد لتحسين الصورة
مدينة "بون"، العاصمة الألمانية السابقة، التي ارتبط اسمها بالموسيقى، ومهرجان بيتهوفن، ورومانسية نهر الراين الذي يخترقها، أصبحت محط اهتمام وسائل الإعلام ولكن ليس لشيء مما ذكر، بل لارتباط اسمها مؤخرا بما يسمى بالجهاديين" وبالسلفية وبالتطرف الإسلامي. وتأكد هذا الأمر أكثر بمثول أحد المتطرفين الإسلاميين الألمان من ساكني المدينة أمام محكمة مدينة "دوسلدورف" لبحث مدى تورطه في محاولة تفجير فاشلة لمحطة القطارات الرئيسية هناك. فرانك فيلاندر المحرر في صحيفة "بونر أنتسايجر" والمتخصص في شئون الإرهاب في مدينة بون، يؤكد أن موضوع ربط الإرهاب بالمدينة بدأ بعد التهديدات التي أطلقها "بكاي حراش" المشهور "بأبي طلحة"، والذي قتل عام 2010 في أفغانستان، حيث توعد ألمانيا، ودعا للجهاد ضدها". التطرف الإسلامي مدينة بون أصبحت كما يبدو مركز جذب للحركات السلفية وللمتشددين، وهو ما يقلق مسئولة دمج الأجانب في المدينة "كوليتا مينامان"، التي تؤكد أن "من الأسباب الرئيسية لوجود المتطرفين في المدينة هو كونها العاصمة السابقة لألمانيا، ما أدى إلى تركز كبير للأجانب فيها، وما تبعه من انتشار للمساجد في أنحائها، حيث حرصت السفارات العربية على إقامة مساجد لتسهيل العبادة للدبلوماسيين وعائلاتهم، ما أدى إلى استغلال بعض المتشددين لهذه الأمكنة وتحويلها إلى أماكن لنشر الأفكار المتطرفة". اللغة الثانية وتضيف مينامان أن "اللغة العربية هي اللغة الثانية المستخدمة في بون بعد اللغة الألمانية، وفي بعض أحياء المدينة مثل "باد غوديس بيرغ" يستطيع كل من يجيد العربية التحرك بسهولة والقيام بكل أموره من شراء واستئجار بيوت للسكن، وتنتشر المحال العربية على مرمى البصر، حتى أن إعلانات السكن الخاصة هناك مكتوبة أيضا باللغة العربية، وهو ما يعد أمرا جذابا للعرب للتجمع هناك، خاصة لمن لا يجيد الألمانية وهو الأمر الذي دفع بعض السياح العرب الذين يأتون للعلاج إلى السكن فيها، للأسف هذه العوامل نفسها جذبت أيضا المتطرفين الإسلاميين للمدينة، خاصة بعد إغلاق مراكز تجمعهم السابقة في مدينتي هامبورج وأولم وهو ما دفعهم لاختيار أماكن جديدة". أكاديمية الملك فهد وفي أطراف "باد غوديس بيرج" تقع أكاديمية الملك فهد ببنائها الخارجي الذي يشبه المساجد، وقد تكون المدرسة السعودية من الأمور المختلف عليها في المدينة، والتي يلمّح البعض إلى تورطها في دعم التطرف في المدينة، حيث إن المتطرف "بكاي حراش" كان أحد طلابها في السابق، وهو ما يحاول مدير المدرسة "مقرن بن إبراهيم المقرن" نفيه ساعيا منذ أربع سنوات -وهي مدة إدارته للمدرسة- لتبديد هذا الانطباع حسب قوله. وأكد أنّ المدرسة بالإضافة إلى تدريس المنهج السعودي المعتمد، فإنها تحتوي على مناهج تدريس معترف بها دوليا للمرحلة الثانوية وهو ما يسهل على الطلاب الالتحاق بالجامعات في ألمانيا وخارجها. الحوار الأسلوب الأمثل وتقدّم المدرسة نفسها اليوم بصورة مغايرة باعتبارها مؤسسة منفتحة وشفافة وتشارك بفعالية في أنشطة ثقافية كمهرجان تشجيع القراءة كما لجأت إلى سياسة الباب المفتوح حيث تخصص أياما لزيارتها والتعرف عليها وتشجيع الحوار مع المجتمع المحيط بها ومع الديانات الأخرى كما يقول القائمون عليها. ومن يراقب المدرسة من الداخل يلحظ كبر المساحة المخصصة بالنسبة لعدد الطلاب، فالمكان يتسع لنحو 600 طالب بينما عدد الطلاب الحاليين هم 150 طالبا فقط وهذا راجع للتشدد الألماني في منح الاستثناءت، التي تجيز استبدال المنهج الألماني الإلزامي للطلبة الألمان. إلا أن العائلات المتدينة وأطفالهم لا تزال في بون، الأمر الوحيد المختلف هو أنهم غيّروا مدارسهم والتحقوا بالمدارس الحكومية الألمانية حيث يشكل الطلاب المسلمون في بعضها الأغلبية، كما هو الحال مع إحدى المدارس التي تجاور أكاديمية الملك فهد والتي فاقت نسبة الطلاب المسلمين فيها 80 %، وبوسع الزائر في يوم الباب المفتوح أن يلمح نساء محجبات بالكامل (منتقبات) يجلسن مع أطفالهن. مديرة المدرسة تؤكد أهمية الحوار بين الأمهات والمعلمين، وتؤكد أنها تشجع الحوار بين الأهل والطلاب من جهة وبين الهيئة التدريسية من جانب آخر، وأنها تتعمد إقحام مواضيع قد تكون حساسة بالحوار مثل الدين والسياسة، وما يجري بالعراق وسوريا، وأمور التطرف الإسلامي، وما يمكن أن يسمعه الطلاب من مصادر خارجية، كالمساجد والجمعيات الإسلامية. مديرة المدرسة أكدت أهمية الحوار للإلمام بجوانب الموضوع المختلفة، لأن الحوار وعدم تبسيط الأمور المعقدة بسطحية، وإلباسها نفس الثوب، هو الطريق الأمثل للتغلب على التشدد بالأفكار وثقافة التطرف على حد تعبير.