انتقدت الجمعيات الإسلامية الألمانية حملة إعلانية يعتزم إطلاقها "المكتب الاستشاري لمكافحة التطرف الإسلامي" التابع للدائرة الاتحادية للجوء والهجرة في ألمانيا، ورأت فيها تشويها للإسلام والمسلمين في البلاد وقررت مقاطعتها. وذكر موقع دويتشه فيله الألماني أن المكتب ينوي نشر إعلانات رمزية وتوزيعها للتعريف بمهام المكتب وأهدافه على شكل ملصقات وإعلانات شبيهة بتلك التي تنشر للإعلان عن شخص مفقود، لكن المسلمون رأوا فيها تشويها لدينهم ومعتنقيه.
ووفقا للموقع، تحتوي هذه الإعلانات على صورة لشاب ذو ملامح شرقية أو ألمانية أو لفتاة ترتدي الحجاب وتحت الصورة يُكتب: "ابننا أحمد (أو صديقتنا فاطمة) نفتقده كثيرا، لأننا لا نستطيع التعرف عليه من جديد، إذ بدأ الانعزال بنفسه كثيرا وبدأت تطغو عليه علامات التطرف الديني. نحن نخاف أن نخسره بصورة نهائية وأن ينزلق للتيارات الدينية المتطرفة ولتأثير المجاميع الإرهابية..."
وجاءت ردود الجمعيات الإسلامية منتقدا لهذه الإعلانات، ففي برلين وصف رئيس الجالية التركية في المدينة بكر يلماز المبادرة بأنها " تعميم للقضية، لأنها تقدم أن جميع المسلمين بطريقة ما قد يتجهوا إلى التطرف"، وهذا حسب نظره يعبر عن "إذلال للمسلمين الذين يعيشون في برلين وفي ألمانيا" ، موضحا أن "المسلمين لا يشكلون خطرا على المجتمع، بل أنهم من الأكثر المتضررين منه".
وأضاف يلماز "مواطنون ذوو أصول تركية كانوا في السابق ضحايا لعمليات قام بها اليمين المتطرف في ألمانيا في مدن مولن وزولنغين. بالإضافة إلى أن معظم ضحايا عمليات القتل التي قامت بها المنظمة الإرهابية السرية النازية كانوا أيضا من الأتراك".
أما مجلة "MiGAZIN" المختصة بشؤون المهاجرين في ألمانيا فقد ردت على هذه المبادرة بطرحها صورة ساخرة لوزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش في اعلان مشابه مكتوب تحته "هذا وزير الداخلية الإتحادي هانز بيتر فريدريش. نحن لا نفتقده كثيرا، لأننا لا نستطيع التعرف عليه من جديد، إذ بدأ الانعزال بنفسه كثيرا وبدأت تطغو عليه علامات التطرف اليميني. نحن نخاف أن نخسره بصورة نهائية وأن ينزلق للتيارات اليمينية المتطرفة والمجموعات الإرهابية..."
من جانبه حذر بيرول كوجامان محرر المجلة بشدة من هذه الإعلانات الرمزية التي ينوي "المكتب الاستشاري لمكافحة التطرف الإسلامي" نشرها.
وأضاف" الخطير في هذه المبادرة انه هؤلاء الأشخاص الظاهرين في هذه الصور قد يكونوا أحد زملائك في العمل أو في النوادي الرياضية أو أحد جيرانك في المنطقة، أي أنهم يمثلون أي مواطن مسلم في المجتمع. وبذلك وضعنا جميع المسلمين تحت قائمة الاشتباه العام بكونهم أشخاصا يعدون خطرا على المجتمع".
وتأسس "المكتب الاستشاري لمكافحة التطرف الإسلامي" في أوائل العام الحالي كجزء من "مبادرة الشراكة الأمنية" الصادرة من مقررات "القمة الوقائية" التي أقامتها وزارة الداخلية الألمانية منتصف العام الماضي بالتعاون مع الجمعيات الإسلامية في ألمانيا، وتم الاتفاق في هذه القمة على الوقوف المشترك ضد دعوات التطرف والعداء الصادرة من قبل جماعات إسلامية متطرفة في ألمانيا.
وعلقت وزارة الداخلية الألمانية التي تشرف على المكتب الاستشاري بتفاؤل على المبادرة الأخيرة قائلة: تقديم صورة مؤثرة بهذا الشكل يعزز عمل "مبادرة الشراكة الأمنية" ضد التطرف وبشكل كبير.
وصرح المكتب الاستشاري بأنه سيصدر هذه الملصقات بثلاث لغات وهي الألمانية والتركية والعربية ومن ثم سيقوم بتعليقها في المدن الألمانية، وخاصة في المناطق المتخمة بالمهاجرين في مدن برلين وبون وهامبورغ. مواد متعلقة: 1. صحيفة سعودية تنتقد بشدة إساءة القضاء الألمانى للرسول صلى الله عليه وسلم 2. 2500 طالب مسلم يدرسون الدين الإسلامى فى المدارس الألمانية 3. إشادة ألمانية بتدريس الدين الإسلامي وتوقعات بالاعتراف به رسميا