انطلقت فعاليات مؤتمر الإسلام في ألمانيا، اليوم - الثلاثاء - برئاسة وزير الداخلية الألماني الجديد هانز - بيتر فريدريش، والذى يسعى إلى تأسيس نوع من الشراكة الأمنية مع المسلمين المقيمين في ألمانيا، بأن يساعد المسلمون علي التعرف المبكر على المتطرفين الإسلاميين ومنع وقوع هجمات إرهابية في البلاد، وفي المقابل لا تشارك المنظمات الإسلامية بتفاؤل كبير في الدورة الجديدة للمؤتمر الذي تخيم عليه التصريحات التي أدلى بها فريدريش عقب توليه مهام منصبه قبل نحو ثلاثة أسابيع حول الإسلام، والتي قال فيها: إنه لا يوجد سند تاريخي على أن الإسلام جزء من ألمانيا. وعلى الرغم من محاولة فريدريش لتوضيح موقفه، بقوله: إنه تمت إساءة استخدام تلك التصريحات لبث الفرقة بينه وبين المسلمين، مؤكدًا أن المسلمين جزء من المجتمع الألماني.. إلا انه عاد للإعلان قبيل بدء المؤتمر للتشديد على الطابع المسيحي الغربي لبلاده، حيث قال: طابع البلد وثقافته الممتدة عبر عقود كثيرة ومعايير القيم فيه هي مسيحية غربية.. وفي الوقت نفسه دعا فريدريش المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا للاندماج بشكل أكبر في المجتمع وقال: الأربعة ملايين مسلم في ألمانيا ينتمون لها وندعوهم ليرسموا معنا مستقبل هذا البلد. فيما يذكر أن فريدريش يعتزم الدعوة إلى عقد قمة للوقاية من التطرف الإسلامي في مايو المقبل، ومن المنتظر أن يشارك في هذه القمة منظمات إسلامية وأئمة مسلمين، ويضم المؤتمر ممثلين من الحكومة الاتحادية والولايات والمحليات ومنظمات إسلامية وشخصيات عامة. هذا، ويناقش المؤتمر إدخال حصص الدين الإسلامي في المدارس الألمانية وتدريب الأئمة في الجامعات الألمانية، وقبيل بدء فعاليات المؤتمر أعرب رئيس المراكز الثقافية الإسلامية في ألمانيا، مصطفى إيمال، عن عدم توقعه بأن يسفر المؤتمر عن النتائج المنشودة.. وفي هذا الإطار قال إيمال: إن هذا المؤتمر يزاول سياسة رمزية، مضيفًا: كنا نعتقد أننا سنحقق تقدمًا في موضوعات مثل الاعتراف بمؤسسة دينية إسلامية وإدخال حصص الدين الإسلامي في المدارس الألمانية وتدريب الأئمة والتسامح تجاه الإسلام والمسلمين بشكل أكبر مما هو عليه حاليا، وذكر إيمال أنه يريد أن يعطي وزير الداخلية الجديد فرصة في تحقيق ذلك، مشيرًا إلى أن تصريحاته بشأن الإسلام من الممكن أن تكون راجعة إلى نقص المعرفة بالموضوع أو عدم الخبرة كوزير. ومن جانبه، وصف المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، مؤتمر الإسلام بأنه "نادي للجدل" وشبهه ب"نمر بلا أسنان"، وقال رئيس المجلس أيمن مازيك: إن المؤتمر لا يسفر عن نتائج ملموسة، وذكر مازيك أن المؤتمر لم يحقق سوى القليل في قضية المساواة بين المسلمين وباقي فئات المجتمع. موضحاً أن المجلس لم يعد لذلك يشارك في المؤتمر منذ عام. وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الإسلام في ألمانيا عقد لأول مرة عام 2006 بدعوة من وزير الداخلية الألماني الأسبق فولفجانج شويبله؛ ويهدف المؤتمر إلى تعزيز اندماج المسلمين في المجتمع الألماني.