ورد سؤال إلى "بيت العز" من إحدى القارئات تقول فيه: أبلغ من العمر 35 سنة تقدم لى شاب أحبه جدًا ورفضه والدى؛ لأنه لا يليق بمستوانا الاجتماعى، ولم يقدر على تلبية تكاليف الزواج، والآن يعرض علىّ الزواج العرفى ومعه الشهود حتى يكون شرعيًا.. أنا لا أعرف أن أعيش من غيره.. ماذا أفعل؟ يجيب عن السؤال الدكتور تامر ممتاز، خبير العلاقات الأسرية، قائلًا: للوالدين دائمًا نظرة تجاه المستقبل وخبراتهم لا تضاهى خبراتنا بالحياة، التى تنطوى عليها بعض من العواطف الجياشة التى تسيطر على قلوبنا. وأضاف: لا تعطى الفرصة للعقول أن تلقى بكلمتها وتترك للعواطف التى تتغير يومًا بعد يوم، تبعًا لظروف الحياة أن تتحكم وحدها حتى تلغى العقل ويجنى الإنسان منا ثمرة بها مرارة فى المستقبل. وتابع: لو كان هذا الشاب احترم البيت ولم يعرض عليكِ الزواج العرفى لكان مدعاة أيضًا للاحترام، وإنما رد فعله أن يتزوج بهذه الطريقة يعكس فى شخصيته، أنه ليس بأمين على الأمانة ولديه استعداد للتحايل على العقبات ليس بالمواجهة الإيجابية بقدر الخديعة، وهو ما ينعكس على حياتك فى المستقبل، وقت أن تكونى ضعيفة ولا تقدرين على مواجهة مخادعته ومؤامراته. واستكمل قائلًا: أعلم أن السن زادت وقد يؤلمك ذلك وربما لا يجىء شخص آخر يستحوذ على قلبك ومشاعرك ورغبتك فى بناء بيتك، إلا أن العقل يحتم علينا التحكم فى كل رغبة جارفة، وإلا لو استجبنا لها دون تفكير تكون حياتنا تعاسة ليست سنوات أو عقود وإنما حكمنا على أنفسنا بالإعدام، ونحن أحياء فى كنف إنسان لا يعرف قيمة زوجته. واستطرد: لو قبلتى بالزواج العرفى يدنى من قيمتك أمامه؛ لأنه لو كان يحبك بصدق لأثبت أمام والدك أنه جدير بالثقة، بدلًا من أن يدمر أسرتك الآن ويدمرك أنتى فى المستقبل.