وقّع الكاتب البريطاني أليستر كامبل، المدير الإعلامي لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير سابقًا، كتابه "سنوات بلير" Blair Years، الذي يتناول تجربة سنوات حكم توني بلير، وذلك في ركن التواقيع بمعرض الشارقة الدولي للكتاب. ويركز الكتاب على الفترة التي قضاها توني بلير في مقر رئاسة الحكومة البريطانية بلندن، "داونينج ستريت"، وهو مبني على مذكرات أليستر كامبل، الذي يعتبر حافظ أسرار رئيس الوزراء السابق، خلال فترة وجوده في مقر رئاسة الوزراء، بعد أن عمل آنذاك مديرًا للماكينة الإعلامية البريطانية، والمذكرات عبارة عن يوميات كتبها كامبل أثناء عمله متحدثًا رسميًا ثم مديرًا للإعلام، وكان يسجل تلك الأحداث والمعلومات بشكل يومي. وكشف الكتاب عن حقائق عدة، أثارت جدلًا في بريطانيا، حيث طغت شخصية بلير بشكل كامل على توجهات بريطانيا خلال السنوات الماضية، وكشف كامبل بصفته المستشار الأكثر قربًا من بلير، عن الكثير من الخفايا والأسرار على مدى السنوات التي أمضاها في داونينج ستريت. وفي هذا الكتاب خرج كامبل عن صمته، معتبرًا أن بلير كان كبش فداء لما حدث على مدى السنوات الماضية جراء اضطراره إلى الاستقالة من منصبه عام 2003 بعد اتهامه بفبركة الوثيقة الشهيرة التي كانت تؤكد قدرة العراق على استخدام أسلحة دمار شامل في غضون 45 دقيقة. ويبدو أن كامبل أراد الإشارة إلى أن ما قدمه في مذكراته ليس سوى نذر يسير مما في جعبته، حيث يذكر في المقدمة أن الكتاب يعتمد على مليونين ونصف المليون كلمة هي سدس ما سجله يومًا بيوم خلال سنوات عمله مع بلير، الذي رافقه على مدى 12 عامًا، منذ فوزه بزعامة حزب العمال عام 1994، ثم رئيسًا للوزراء فيما بعد، وتكشف كل ما يتعلّق بشخصية الأخير كسياسي شاب، وكزعيم للمعارضة، وصعوده قمة الهرم السياسي في بلاده، ثم أسرار فترة حكمه، وكيفية تعامله مع الأزمات الدولية، التي شهدها العالم إبان وجوده في منصبه. وتحتل قضية الحرب على العراق القسم الأكبر من المذكرات، ويحمل الكثير من الحكايات حول الشكوك والتردد التي سبقت الهجوم على العراق. ويروي كامبل أن بلير عندما كان زعيم حزب العمال عام 1994، وكان يرتدي الجينز والتي شيرت، طلب منه العمل في منصب المستشار الإعلامي، وكان ذلك الحوار على رصيف محطة مترو أنفاق لندن، حيث طلب بلير من كامبل بكل حماسة الشباب العمل معه كمستشار إعلامي، على أساس أنهما سيغيران معًا وجه السياسة البريطانية والعالم.