بعد أن استقال من منصبه عام 2003، يخرج أحد أفراد المطبخ السياسي البريطاني عن صمته ليفضح مخدومه السابق توني بلير رئيس الوزراء البريطاني المستقيل لتوه، ويقول أيضاً إنهم جعلوا منه كبش فداء، وفي كتاب يحمل مذكراته اختار له عنواناً يقرأ: "سنوات بلير" عن دار نشر "نووف" البريطانية. صاحب المذكرات التي انتظرتها بريطانيا طويلاً هو آليستر كامبل مستشار بلير الإعلامي، ومدير الإعلام والاستراتيجية في حكومته، والمتحدث باسمه، ومخطط حملاته، ومسوق سياساته، الذي كان يتمتع بنفوذ رهيب لدى مخدومه، ويوصف بأنه "نائب رئيس الوزراء غير الرسمي"، و"سلطان الدعاية"، و"ملك الاحتيال السياسي"، والذي لم يسلم أيضاً من تهمة الاشتراك معه في تضليل البريطانيين، وتزييف مبررات دخول بريطانيا الحرب الأمريكية على العراق!. يقول كامبل في بداية كتابه وفقاً لجريدة "الوطن" السعودية إن مذكراته تعتمد على مليونين ونصف مليون كلمة هي سدس ما سجله - يوماً بيوم - خلال سنوات عمله مع بلير، الذي رافقه على مدى 12 عاماً، منذ فوزه بزعامة حزب العمال عام 1994، ثم رئيساً للوزراء فيما بعد، وتكشف كل ما يتعلق بشخصية الأخير كسياسي شاب، وكزعيم للمعارضة، وصعوده قمة الهرم السياسي في بلاده، ثم أسرار فترة حكمه، وكيفية تعامله مع الأزمات الدولية، التي شهدها العالم إبان وجوده في منصبه!. وكان كامبل الذي ولد عام 1957، وتخرج من "كامبريدج" ثم عمل صحفياً، قبل استعانة بلير به، قد اضطر إلى تقديم استقالته من منصبه في شهر أغسطس عام 2003، بعد اتهامه بفبركة الوثيقة الشهيرة التي كانت تؤكد قدرة العراق على استخدام أسلحة دمار شامل في غضون 45 دقيقة!. ويعود كامبل ليقول في كتابه كما جاء "بالوطن": ولكن سنواتي مع بلير لم تجلب لي سوى الإحباط والمعاناة لي ولأسرتي، ويتهم بلير بأنه: "ممثل ومخادع، ومشكلته أنه كان يبحث عن دور تاريخي، واعتقد أن بوش هو بوابته لدخول التاريخ، فذهب به إلى الجحيم، ودفع الشعب البريطاني للمطالبة برحيله في النهاية". وحول السؤال: لماذا ذهبنا للحرب؟ يقول كامبل إن قرار الحرب على العراق تم اتخاذه يوم 11 سبتمبر عام 2001، ويروي كيف انجر بلير وراء بوش إلى الهاوية، ليشترك في الحرب على أفغانستان والعراق، ويقول إن هناك دولة ثالثة كان مقرراً شن حرب عليها بعدهما هي إيران، ويقول كامبل: لقد حذرت بلير - بشدة - من أن يسير كالأعمى في ركاب بوش، ومن أن يجاريه، أو يوافقه، أو يشاركه استخدامه تعبير "محور الشر" الذي أطلقه بوش!. ويقول كامبل إنه كان حاضراً المكالمة الهاتفية، التي أبلغ بوش فيها بلير بأنه يعد العدة للهجوم على "محور الشر" بدءاً بأفغانستان ثم العراق، وأن هناك دولة ثالثة سيهاجمها - فيما بعد - من دون أن يذكر اسمها , قبل أن يبلغه في مرحلة تالية أنها إيران، ويقول كامبل إنه فوجئ ببلير يندفع كالأهوج في هذه المكالمة، هو يتحدث إلى بوش، ويرد عليه قائلاً "سنكون معك في كل شيء تقرره"!.