كلمات قالها السفير مجتبي أماني رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة يراها البعض بادرة يستحق الشكر عليها ويراها البعض الآخر بأنها مقدمة لادخال مصر عش الدبابير حيث قال في الاحتفال بالذكرى الثانية والثلاثين للثورة الايرانية بأن بلاده مستعدة لوضع خدماتها تحت تصرف الحكومة المصرية حال تعرضها لابتزاز أمريكي، فيتو التقت به في حوار صريح حول قضايا المشهد الراهن فإلى نص الحوار: كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية على ضوء تهديدات واشنطن للقاهرة؟ - كثير من الباحثين والقوى السياسية بمصر يريدون اعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ونفس الاتجاه موجود عندنا والحكومة الإيرانية نفسها تريده، والأمر متروك لمصر خاصة وأن بها حكومة انتقالية الآن، وأتوقع أن تكون العلاقات متميزة بعد الثورة، والعلاقات حالياً موجودة لكنها قليلة في الاطار الحكومي وكثيرة في الاطار الشعبي وأتمني بعد تشكيل المؤسسات المصرية فتح باب العلاقات الرسمية بيننا لفتح آفاق التعامل بين الشعبين لأنها ستكون مفيدة كثيراً لاستقرار المنطقة وازدهارها في المستقبل ونطمح أن يكون هناك تعاون اقتصادي، وإيران مستعدة لوضع خدماتها للحكومة المصرية وتقديم المساعدة والمساندة لها في حالة التعرض لابتزازت أو تهديدات امريكية كقطع المعونة السنوية عن القاهرة. تقيمون علاقات مع دول عربية لها علاقات بإسرائيل وتقطعونها مع مصر لذات الشىء فما تعقيبك؟ - العلاقات المصرية الإيرانية قطعت بسبب اتفاقية «كامب ديفيد» واستضافة السادات لشاه ايران رضا بهلوي، وايران قطعت علاقاتها مع بعض الدول العربية بسبب الحرب العراقية الإيرانية، ونحن لا نقطع علاقتنا مع أي دولة لها علاقات مع إسرائيل، وحاولنا التقرب إلي مصر ولكننا فوجئنا بتعليمات من الرئاسة المصرية قبل الثورة، بقطع العلاقات وإرجاء كل شئ، والحوار بهذا الشأن بين القاهرةوطهران مستمر من خلال زيارة وفود وحوارات بين الطرفين، وبعد قطع العلاقات 03 عاماً في ظل حكم مبارك سمعنا من مسئول اسرائيلي ان مبارك كان كنزاً استراتيجياً لإسرائيل. بما تفسر التناقض الإيراني في تأييد ثورة البحرين ودعم نظم بشار الأسد لقمع الثورة السورية؟ - لا يوجد تناقض، فهناك ثورات عربية في دول عربية تقع داخل المنظومة الامريكية ولذلك نؤيدها، أما سوريا فهي خارج السياق الامريكي، ونري أنها تتعرض لمؤامرة غربية، فالدول الغربية تركت اليمن ومسكت في سوريا، وايران تريد حل مشكلة سوريا بأسلوب عقلاني بعيداً عن التدخلات الخارجية وطهران لا تدعم نظام الأسد ضد الشعب. ما هي التنازلات التي يمكن أن تقدمها إيران لإقامة علاقات جيدة مع الدول العربية.؟ - آمل ألا يتحدث العرب عن التنازلات لأننا قدمنا أموراً واشياء كثيرة وتنازلنا عن بعض مبادئ الثورة الإيرانية فماذا قدم العرب لنا وهل التنازلات تكمن في موقفنا مع سوريا، وأؤكد هنا أن الدول العربية مهمة ويمكن التنسيق معها ووضع آلية لمستقبل العلاقات، ومستقبلها يتوقف علي تجاوز الصورة الذهنية الماضية وانتقاء مواقف الاتفاق والبناء عليها، ولدى تفاؤل بعلاقات طبيعية متميزة مع العرب برغم الخلاف على الجزر الإماراتية الثلاث ولا تنسي أن هناك دولاً عربية بينها مشاكل والعلاقات بينها موجودة ومشكلة الخلافات الحدودية لإيران مع الدول العربية موجودة وتطرح للنقاش في ظل علاقات هادئة وطبيعية ونبذل محاولات كثيرة لحل مشكلاتنا مع الآخرين . تعليقك على تهديد إيران بضرب دول عربية مجاورة لها حال تعرضها لهجمة عسكرية أمريكية؟ سألتنى عن شىء مهم أحب توضيحه فهذا التهديد جاء في شكل تصريح لمسئول إيراني قال فيه: «في حالة الهجوم علي إيران فإن أي طائرة ستقلع من أي قاعدة عسكرية من أي دولة عربية فإن الدولة التي ستنطلق منها الطائرة ستصبح عدواً لإيران، وبالمناسبة إيران لم تساعد امريكا علي احتلال العراق واحتلاله جاء بتنسيق مع دول عربية. وهل ترون الظروف مهيأة الآن لتطوير العلاقات العربية الإيرانية؟ - نعم.. فالثورات العربية جاءت بقرارات الشعوب وكانت ضد تعسفات حكوماتها تجاه ملفات بعينا ونحن متفاؤلون جدا بأن مستقبل العلاقات سيكون أفضل وكل أبواب التعاون مفتوحه علي ايران والعرب ولكن علينا جميعا أن ننأى بأنفسنا عن تأثيرات القوي الخارجية الرامية للفتنة وأن نتخذ قراراتنا بارادتنا وباستقلالية. وكيف تتغلبون على مشكلة التشكيك العربي حيال النوايا الإيرانية ؟ - أعتقد أنه لا يوجد تشكيك في النوايا فبعد الثورة الإسلامية وضعنا الموضوع العربي الفلسطينى علي رأس أولوياتنا الخارجية وتم إغلاق سفارة إسرائيل وفتح السفارة الفلسطينية وإقرار الدستور الإيراني كلغة ثانية للبلاد وعلى فكرة نحن في الفترة الاخيرة عرضنا أشياء كثيرة لطمأنة دول الخليج منها اقامة منظومة دفاعية مشتركة. ما رأيك في إقحام أمريكا لإيران في مخطط قتل السفير السعودي وتهديدها لطهران بالضربات العسكرية؟ - أعتقد انها كانت تريد القيام بعمل مسرحية داخل المنطقة باتهامها لإيران بقتل السفير السعودي بواشنطن، خاصة وأن هذا الاتهام أعقبه تهديد صهيوني لايران وتقرير صادر عن الوكالة الدولية يدين ايران على خلاف الواقع في الملف النووي ولكن مسرحيتها فشلت وأنا استبعد اي هجوم امريكي أو صهيوني علي إيران لأنهم يعرفون جيدا قدرة طهران، وأعتقد أنها تهديدات دعائية.