● كنا نأمل أن تحقق الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الجامعات في مواجهة عنف الإخوان والأساتذة المحرضين النتيجة المرجوة في وقف الشغب وعودة الاستقرار للحرم الجامعي.. لكن البداية لا تسر. صحيح أن المظاهرات لم تستغرق وقتًا طويلًا كما حدث في العام الماضي، لكنها للأسف حققت الغرض الدعائى منها، بإظهار مصر في موقف الدولة المضطربة، وهو الهدف المعلن للتنظيم الدولى للإخوان الذي تمثل له الجامعات وطلابها وقودًا للعنف والتخريب، وأداة لإرهاب الدولة والمواطن.. صحيح أن تنظيم الإخوان فقد القدرة على حشد الشارع وإشعاله، وفهم المواطن البسيط أغراضه ومبتغاه وتصدى له بقوة.. لكن بقيت الجامعات معقلًا أخيرًا للإخوان، يحاولون استغلال طلابها وتابعيهم والمغرر بهم في إثارة الفوضى والتخريب والعنف !! ● كنا نتمنى أن تشهد بداية العام الجامعى منظومة جديدة للتطوير «تطوير المناهج وطرق التدريس والمنتج الجامعي»، بما يؤهل جامعاتنا لخدمة مجتمعها أولًا، والعودة إلى قائمة أفضل 500 جامعة عالميًا بعد إذ خرجت منها العام الماضى جراء عدم الاستقرار أو عدم انتظام الدراسة نتيجة عنف طلاب الإخوان وأسباب أخرى لا مجال لسردها هنا. ● ما يحدث من فوضى دون رادع يتطلب من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات تطبيق أقصى درجات العقوبة، حتى إن وصلت إلى الفصل النهائى لمثيرى الشغب والعنف. ● إنجاح العام الجامعى تحدٍ خطير واختبار صعب لحكومة محلب، لكن الاختبار الأهم ألا تأتى فاتورة الأمن بسبب شغب حفنة قليلة على حساب مصلحة السواد الأعظم من الطلاب، وألا يتأثر مستوى الأداء العلمى والخدمات والأنشطة، وأن يعود الدور التنويرى والعلمى للجامعات، وتخليصها من التجاذبات والتحيزات السياسية والأيديولوجية، وأن تتواصل منتديات الحوار بين الأساتذة وطلابهم لاستيعاب المعارضين من الطلبة من غير الممارسين للعنف. تقاليد الجامعة ينبغى أن تعود وإذا كان ردع المخالفين ضروريًا فتوفير الأجواء المستقرة وحماية الطلاب الراغبين في التعلم غير المنخرطين في العنف لا تقل أهمية.. باختصار مطلوب إعادة الجامعة إلى دورها في زيادة الوعى ونشر العلم والأخلاق والفضيلة وحب الأوطان ونبذ الإرهاب ودحر الإرهابيين.. ولكن السؤال: كيف ومتى..؟! ● من يخلصنا من هذا المشهد العبثي.. ؟!