مرت في الأسبوع الماضى ذكرى وفاة أمير الشعراء أحمد شوقى ففى الرابع عشر من أكتوبر عام 1932، توفى أحمد شوقي.. الذي بايعه الشعراء المصريون والعرب عام 1927 أميرا للشعراء في سابقة لم تحدث من قبل ولم تتكرر، ولست في حاجة أن أتحدث عن شوقي، فالرجل يعرفه جميع من دخلوا المدارس منذ المرحلة الابتدائية، فضلا طبعا عن القراء والأدباء ومحبى الأغانى لأم كلثوم أو عبد الوهاب.. المدهش في أمر أحمد شوقى الذي ولد في مصر لأب كردى وأم تركية جركسية أنه وهو الذي تربى في أحضان جدته الوصيفة في قصر الخديو إسماعيل، وكان من البداية مادحا للخديو.. أقول المدهش أنه نفى عام 1915 إلى إسبانيا لموقفه من الاحتلال البريطانى وفرض الحماية على مصر ومؤازرته للخديو عباس حلمى الذي لم يكن يحبه الإنجليز لميوله للخلافة العثمانية، فالرجل وهو يمدح العائلة الخديوية دفع ثمنا على عكس ما يتوقع الجميع. الأمر المدهش الثانى أنه وقد تعرض لنقد عنيف من الشعراء الشباب الثلاثة البازغين في عشرينيات القرن الماضي؛ العقاد والمازنى وعبد الرحمن شكري، بل الذين أقاموا شهرتهم على نقد شعره والشعر العمودى عموما رغم أنهم كتبوا شعرا عموديا لكن كان نقدهم لوحدة البيت الشعرى ونادوا بوحدة القصيدة. ورغم أن هذا صحيح إلا أن الأمر المدهش الثانى في حياته هو أن شعره هو الذي عاش وتغنيه الأجيال وتحفظ الكثير من أبياته إن لم يكن قصائده. لماذا؟ لأن في شعر العقاد مثلا أفكارا تتقدم الصور الفنية، والشعر بالأساس صورة قبل أن يكون فكرا، ومن الصورة يصل إليك المعنى بشكل أعمق وأكثر وصولا إلى الروح.. المازنى كان متأثرا كثيرا بالشعراء الإنجليز، ورغم أن عبد الرحمن شكرى كان ذا موهبة رائعة إلا أن موهبة رفيقيه طغت عليه أو بالأحرى وجودهما الفكري، ومن المذهل أن المازنى اعترف بجانب لم يتصوره أحد في المعركة مع أحمد شوقى وهو أن شوقى وحافظ كانا ملء السمع والبصر، وكانوا هم شبابا لا يعرفهم أحد فكان لابد من المعركة ليصعدوا عليهما ويعرفهم الناس! أحمد شوقى الذي نفى من الإنجليز رغم أنه شاعر القصر وأحمد شوقى الذي هوجم أشد هجوم وخرج منه منتصرا حتى بعد موته، درس عظيم لكل شاعر أو كاتب.. تحية إلى أمير الشعراء أحمد شوقى. مرت في الأسبوع الماضى ذكرى وفاة أمير الشعراء أحمد شوقى ففى الرابع عشر من أكتوبر عام 1932، توفى أحمد شوقي.. الذي بايعه الشعراء المصريون والعرب عام 1927 أميرا للشعراء في سابقة لم تحدث من قبل ولم تتكرر، ولست في حاجة أن أتحدث عن شوقي، فالرجل يعرفه جميع من دخلوا المدارس منذ المرحلة الابتدائية، فضلا طبعا عن القراء والأدباء ومحبى الأغانى لأم كلثوم أو عبد الوهاب.. المدهش في أمر أحمد شوقى الذي ولد في مصر لأب كردى وأم تركية جركسية أنه وهو الذي تربى في أحضان جدته الوصيفة في قصر الخديو إسماعيل، وكان من البداية مادحا للخديو.. أقول المدهش أنه نفى عام 1915 إلى إسبانيا لموقفه من الاحتلال البريطانى وفرض الحماية على مصر ومؤازرته للخديو عباس حلمى الذي لم يكن يحبه الإنجليز لميوله للخلافة العثمانية، فالرجل وهو يمدح العائلة الخديوية دفع ثمنا على عكس ما يتوقع الجميع. الأمر المدهش الثانى أنه وقد تعرض لنقد عنيف من الشعراء الشباب الثلاثة البازغين في عشرينيات القرن الماضي؛ العقاد والمازنى وعبد الرحمن شكري، بل الذين أقاموا شهرتهم على نقد شعره والشعر العمودى عموما رغم أنهم كتبوا شعرا عموديا لكن كان نقدهم لوحدة البيت الشعرى ونادوا بوحدة القصيدة. ورغم أن هذا صحيح إلا أن الأمر المدهش الثانى في حياته هو أن شعره هو الذي عاش وتغنيه الأجيال وتحفظ الكثير من أبياته إن لم يكن قصائده. لماذا؟ لأن في شعر العقاد مثلا أفكارا تتقدم الصور الفنية، والشعر بالأساس صورة قبل أن يكون فكرا، ومن الصورة يصل إليك المعنى بشكل أعمق وأكثر وصولا إلى الروح.. المازنى كان متأثرا كثيرا بالشعراء الإنجليز، ورغم أن عبد الرحمن شكرى كان ذا موهبة رائعة إلا أن موهبة رفيقيه طغت عليه أو بالأحرى وجودهما الفكري، ومن المذهل أن المازنى اعترف بجانب لم يتصوره أحد في المعركة مع أحمد شوقى وهو أن شوقى وحافظ كانا ملء السمع والبصر، وكانوا هم شبابا لا يعرفهم أحد فكان لابد من المعركة ليصعدوا عليهما ويعرفهم الناس! أحمد شوقى الذي نفى من الإنجليز رغم أنه شاعر القصر وأحمد شوقى الذي هوجم أشد هجوم وخرج منه منتصرا حتى بعد موته، درس عظيم لكل شاعر أو كاتب.. تحية إلى أمير الشعراء أحمد شوقى.