يعد الكاتب والمفكر الراحل ثروت عكاشة، الذى تحلُّ غدا الذكرى الأولى لوفاته، موسوعة ثقافية وسياسية ضخمة؛ حيث قامت على يديه ثورة ثقافية شاملة فى مصر؛ وكان شعار سياسته "الفن الرفيع من أجل بناء مجتمع أفضل". ويعتبر "عكاشة" صاحب رؤية ثقافية سابقة لعصرها؛ فعندما عُين وزيرا للثقافة فى الخمسينيات أسس البنية الأساسية الحقيقية لوزارة الثقافة؛ فهو واضع اللبنة الأولى لهيئات المسرح والسينما والفنون الشعبية؛ وأكاديمية الفنون ومشروع آثار النوبة والمتاحف وهيئة الكتاب وغيرها. عشق ثروت عكاشة القراءة منذ صغره وشجعه والده عليها؛ وكون مكتبة صغيرة من مصروفه؛ وكان لكتاب "على هامش السيرة" للدكتور طه حسين، أثر كبير عليه. كما تأثر بشخصية عمر بن الخطاب، رضى الله عنه؛ وكان يتمنى أن يكتب سيرته بالإنجليزية. تخرج ثروت عكاشة من الكلية الحربية عام ،1939 وتعرف على عبد الناصر أثناء دراسته بكلية أركان حرب؛ وكان عبد الحكيم عامر من دفعته، وكانا صديقين، ونتج عن صداقتهما أن أصبح عكاشة عضوا بتنظيم الضباط الأحرار؛ وبعد ثورة يوليو ألف ثروت عكاشة أربعة كتب عنها؛ كما حصل على دبلوم الصحافة من جامعة فؤاد الأول 1951. كما كلفه عبد الناصر برئاسة تحرير "مجلة التحرير"1953؛ وحين كتب مقالا بعنوان "هكذا قمنا بالثورة"، عن دور سلاح الفرسان الثورة؛ ولم يشر إلى اسم صلاح سالم؛ كانت النتيجة إقالته من المجلة. وعين بعدها ملحقا عسكريا بسفارة مصر فى سويسرا لعدة شهور؛ ثم عين ملحقا حربيا بباريس أربع سنوات ليعود بعد العدوان الثلاثى إلى مصر. وفى عام 1957 عين سفيرا لمصر فى روما؛ وفى أكتوبر 1958 صدر قرار بتعيينه وزيرا للثقافة والإرشاد القومى؛ خاصة وأن عبد الناصر كان معنيا بأمور الثقافة ودعم مشروعاتها؛ وبعد مضى أربع سنوات، وكما ولد فى 18 من فبراير، توفى أيضا فى نفس الشهر، ولكن فى 28 فبراير 2012.