سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسرار انتشار أغاني الأندرجروند.. ثورة يناير روجت لها.. يغلب عليها الطابع الثوري.. ترصد هموم الشباب وأحلامهم.. تعتمد على اللحن السريع.. "صوت الحرية" أشهرها.. والحب الصوفي يجمع نجومها
يبدو أن الملل اجتاح قلوب الجمهور من رتابة واعتيادية الألحان والنغمات التي توارثها جيل بعد جيل، فخرج من عباءة الاعتيادية إلى أفق واسع يمده بما يشتهي من النغمات، فلجأ إلى أغاني الأندرجراوند. ويعتبر جمهور الأندرجراوند ذا طابع خاص ونكهة مختلفة، تراه تارة متذوقا الكلمات وتارة ثوريا في الميادين وتارة عاشقا في رحاب الله، وهائما في آفاق الدنيا. الأغاني الثورية فمنذ ظهور الأندرجراوند في العالم العربي صار لدينا حصيلة أسباب تجذب هذا الجمهور إلى موسيقى وأغاني الأندرجراوند وهي تتمثل أولاها في نوعية الأغاني الثورية، فقبل إنطلاق الثورات العربية في الميادين كان هناك عدة محاولات مستقلة لمطربي الأندرجراوند لإطلاق أغان ذات طابع ثوري مثل أغاني فرقة كاريوكي المصرية، والتي استمرت بصمتها إلى مابعد الثورة المصرية، فصارت أغانيهم بمثابة نشيد وطني لكل ميادين مصر وكانت أشهر أغانيهم هي صوت الحرية التي دخلت كل بيت مصري خلال الثورة. فالطابع الثوري في أغاني الأندرجراوند بات أكثر الأسباب أهمية لجذب الجمهور، خاصة فئة الشباب، وأكثر ما تميل إليه أذنك هي أغنية تقاوم الأنظمة والحكومات، وتكشف ما يحاولون ستره، وتعارض ما خاف الناس معارضته، فحمية الشباب الموجودة داخل قلوب مطربي الأندرجراوند جعلت أغانيهم شظية مستعرة أو سلاحا يتسلح به مستمعوها. فالغناء الطربي التقليدي يميل إلى مهادنة الأنظمة كي لا يثير الغضب العام عليه، أما مطربو الأندرجراوند فلا يهتمون بهذه الأنظمة من الأساس، لأنهم يرون فيها الحاكم المستبد الذي يسرق ويهدم أحلامهم ويحيلها رماد. الألحان يبقى اللحن هو سيد الأغنية وقائدها، فإن كان اللحن جذابا، تبقى الأغنية فترة أكثر من المعتاد، وفي ظل تغيير المجتمع المستمر من الرتابة إلى الحداثة، كان لابد للألحان أيضًا أن تعايش ذلك التغير، وهو ما التفت إليه الشباب المطربون، إذ تحولت ألحانهم إلى طابع خاص تعرفه إذا سمعته. تنقسم الألحان في عالم الأندرجراوند، إلى ألحان ذات "رتم" سريع، وإما ألحان تختلط بين الطرب العربي والآلات الغربية، ليصنعوا مزيجا بين الحضارتين، فيتميزون به عمن سواهم. محاكاة الواقع وبرعت أغاني الأندرجراوند في رصد المشاكل والوقائع المحيطة بالناس، إما بأسلوب ساخر، أو أسلوب البكي على الأطلال، فهو تارة يستهزئ من المشاكل ليقلل وقعها الأليم ويواسي القلوب ببسمة، وتارة يبكي ويحاكي هموم الشباب في العالم العربي ويعرض مشاكلهم بكلمات قوية تكشف مدى الصراع النفسي الذي يتعرض له الشباب بين أحلامهم التي رسموها في الخيال وبين الواقع الذي يكسر قوة أحلامهم ويتعارض معها على الدوام. الحب وفي عالم محبي الأندرجراوند تتباين صفات ودرجات الحب من الكلمات وأبعادها، فكثير منهم يميلون إلى الألحان الصوفية التي تحلق بهم إلى الأجواء العلوية وتبعدهم عن واقع مرير لطالما حلموا بالابتعاد عنه. فالصوفية ليست بالنهج بالجديد، ولكنها ربما تكون جديدة على عالم الأغاني الشبابية، إذ تتوجه قلوب فئة كبيرة من الجمهور إلى سماع أغانٍ راقية الكلمات، تارة تكون من أشعار الحلاج – كبير الشعراء المتصوفة – وتارة من شعراء جدد يبتهلون إلى الله عبر أحرفهم، وزادت الأغاني الصوفية في الآونة الأخيرة بشكلٍ كبير.