تصوير: موسى محمود - ثار قبل الثورة، وبحسه المرهف، توقع أن شيئا ما سيحدث، غنى لنفسه وللخاصة من المحيطين به، ما يعجز عن غنائه أمام العامة، أقصوه تارة عن الميكروفون والشاشة، وقربوه تارة أخرى، فوجد ضالته فى تترات المسلسلات، ينفث فيها غضبه وثورته على نظام مزق المجتمع ونشر فيه الفساد، على الحجار، حالة خاصة، يعيش فى الغناء و لا يعيش منه، يخلق بصوته وكلمات أغانيه وألحانها عالما خاصا، رسم لنفسه خطا فنيا إذا أثراه ماديا فأهلا به، وإذا أفقره فلا بديل له، تلون وتغير أسلوب أبناء جيله ومن دخلوا الساحة بعده، لكنه رفض التحول لإرضاء قلة على حساب إيمانه بالقضية، أغانيه.. مقالات سياسية من العيار الثقيل، وحديثه شجن وهموم مجتمع عاد إلى الوراء بفعل فاعل، وجاءت الثورة لتجد أغانى الحجار فى انتظارها، كان المطرب الثائر قد أعد مسبقا، غنى مع الثوار فى ميدان التحرير، وغنى لهم، جلس بيننا، بين أسرة تحرير «الأهرام العربى» فقرأنا فى قسمات وجهه ثلاثة عقود مضت، وها هى التفاصيل .. الفنان دائما متسامح.. فهل تؤمن بهذه الفضيلة؟ بالطبع، لكن ليس مع من أفسدوا عشرات السنين فى مصر وجلبوا لنا الأوبئة وبسببهم زادت الأمية حتى وصلت إلى 40 %. حفلاتك فى ساقية الصاوى تتميز بطابع جماهيرى مختلف.. فكيف كونت هذا الجمهور الذى تجمعك به علاقة خاصة؟ هذا الجمهور لا يذهب إلى مطربين آخرين، وكلنا نراه كيف يسمع وكيف يصمت وكيف يصفق لأنه يختار المطرب الذى يتناسب مع ذوقه وأنا قبل خمس سنوات كنت أشعر بإحباط شديد وكنت مستعد أن أغنى حتى لو فى قهوة فيينا أمام مسرح السلام لأحصل فى اليوم على 100 جنيه أنفق بها على أولادى، وعائد أول حفلتين لى فى الساقية كنت أدفعه للفرقة، وأحيانا كنت أدفع من جيبى، وبعد ذلك بدأ جمهور العواجيز يأتون بأولادهم، ثم بدأ الجمهور يتنوع وينتشر على الفيس بوك، ويضع لى أغانى قديمة حتى تكونت هذه الخلطة الجميلة وشعرت بأن ساقية الصاوى أعادت ولادتى وحفلة رأس السنة الأخيرة كانت أجمل ليلة قضيتها فى حياتى وأنا أقف أمام 650 ألف شخص على مسرح تكلفته ما يقرب من 150 ألفاً بشكل جماعى لى. لماذا غبت عن حفلات رأس السنة فى التليفزيون المصرى؟ طلب منى أن أكون نجم حفل رأس السنة الماضى وتحدثت مع رئيس التليفزيون صلاح الدين مصطفى الذى أعرفه منذ زمن طويل، وقال لى نرغب فى تقديم حفلة بطعم الثورة، فقلت له إن الشعب لن يقبل بهذا الموضوع، فهذا بمثابة لى ذراع للثورة، وقلت له انتظر حتى يوم 25 يناير ووجدت إصرارا غريبا من كل رؤساء القنوات على الحفل، وعندما طلبت منهم عرض كليب «ضحكة المساجين» تراجع التليفزيون وطلبوا عرض الكليب بعد تعديله وحذف بعض المشاهد منه، وما يضحكنى أننى عدت من إسبانيا ليلة 14 فبراير الماضى ووجدت التليفزيون المصرى يعرض أغنياتى بكثافة ولم يتكرر هذا الأمر بعد ذلك. ما الفرق بين الأغنية الثورية والأغنية السياسية؟ الأغنية السياسية أقدمها منذ زمن طويل، والأغنية الثورية لم أكن أتوقع أن يكون لها رد فعل عند الجمهور إلا بالمصادفة عندما قدمت أغنية «ضحكة المساجين» التى لحنها فاروق الشرنوبى وكتبها عبدالرحمن الأبنودى، وكتب لى شخصا على الفيس بوك: لقد كنت من الفلول وأصبحت الآن من أبناء الثورة بعد سماع الأغنية. مسلسل «السائرون نياما» مكتظ بالأغانى التى تنبأت بالثورة.. حدثنا عنها؟ المسلسل تنبأ بالثورة فعلا ولعبت دور مغنى الثورة الذى قال: «ولا بتهش ولا بتنش، وبقيت زى الدود فى المش»، وللعلم تجاهل المسئولون فى التليفزيون عرض المسلسل فى قنواته الرئيسية، وتم عرضه فى قناتي نايل دراما، والأسرة والطفل، رغم أن ميزانية إنتاج المسلسل 25 مليون جنيه، وهذا رقم مخيف، لأننى أتذكر أثناء تصوير العمل فى سوريا كان الإنتاج رديئا، وكنا نأكل أرزا وشيئا غريبا لا أعلمه، وكأننا نعيش فى ثكنات عسكرية. ما شعورك بحفل الأهرام العربى؟ لا يوجد مطرب مصرى يرفض حفل فى هذا الصرح الكبير، سواء قديما أم الآن، فالأهرام ملك للشعب، وعندما نتحدث عن الأهرام فى أى مكان فى الدنيا يعرف المتلقى أننا نتحدث عن مصر، وكنت محظوظا بمعايشة تجربة إنشاء مجلة الأهرام العربى منذ بدايتها ووجود رئيس التحرير الأستاذ محمد عبدالهادى علام، على رأس قيادتها الآن، أمر إيجابى، فقد ترك بيروت للعيش فى مصر وسط ظروف سيئة، وعندما تولى منصب رئيس التحرير يفكر فى هذا الحفل الذى أسعدنى كثيرا. مسألة التنبؤ أو إحساس الفنان يجعله يسبق الناس العادية لقوة استشرافه؟ الفنان أحلامه أوسع بكثير من الإنسان العادى، لكن هناك فنانين ممتهنين بالفن فقط، وهناك فنانون هواة، لكن ليس عندى صفة الاستشراف، وقد تعلمت الأغانى الصوفية على يد والدى، وهى تتميز بصفة التوقع للأمور المستقبلية. منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن لم نجد أغنيات تتناسب مع حجم الثورة؟ ثورة 1952 عندما قامت كان هناك جيل رائع من الأدباء والمثقفين وكان الفن يتناسب مع قيمة الثورة، أما فى ثورة 25 يناير فالوضع مختلف، لأن الفن ردىء، لذلك لم نستمع لأغنيات قوية تناسب هذا الحدث الكبير، حتى أغنية «يابلادى» لرامى جمال وعزيز الشافعى مقطعها الأول منقول من لحن بليغ حمدى. كيف ترى حال صناعة الغناء فى ظل تدهور شركات الكاسيت؟ فى عام 1999 كان لدينا ما يقرب من 400 شركة إنتاج، هذا العدد انقرض حتى وصل لشركتين فقط، ولا يوجد لدينا الآن سوى شركة صوت القاهرة والإذاعة، ولابد من دعم المؤسسات الكبيرة ورعايتها للأصوات الموهوبة حتى نعود مرة أخرى للريادة، لذلك فأنا أطالب بعودة لجان الاستماع مرة أخرى. هل أسهمت الإعلانات التليفزيونية فى إصابة الناس بالإحباط لأنها تروج لمواد إعلانية؟ ترفع شعار الرفاهية؟ نعم والمتسبب فى ذلك النظام السابق، الذى أفقر الشعب وجعله جاهلا، فى الوقت نفسه يعرض الإعلانات التى تروج للمنتجعات والسيارات الفارهة التى جعلت رب الأسرة فى مأزق لأنه لا يستطيع أن يلبى احتياجات أسرته. قدمت أغنية «النسر المصرى» واتهمك البعض بنفاق الرئيس السابق مبارك.. ما ردك؟ أقسم بالله العظيم لم أكن أعرف أنها مكتوبة لشخص مبارك فى الأوبريت الذى تبدأ قصته مع عسكرى حزين على الضفة يحلم باليوم الذى يرفرف علم بلاده على الجانب الآخر منها، ولم يكن فى بالى أن عبدالسلام أمين كاتب الأوبريت يمكن أن يغازل الرئيس السابق، لكننى اكتشفت بعدها بسنوات كيف يأتون ومتى؟ لدرجة أنه بعد سنة كانت لى أغنية، وبعد أن انتهيت من تسجيلها فى ستوديو 46 بالإذاعة، كان المشرف على التنفيذ هو الإعلامى فرج أبوالفرج، رحمه الله، الذى أبلغنى بأن أغنيتى ستتضمن «كوبليه» به كلمة «مبارك»، وعندما وصلت لكلمة مبارك بكيت، ولاحظ ذلك أبوالفرج، فحاول إقصاء المحيطين بى وأبلغهم أننى فى حالة إعياء، وكانت هذه هى المرة الأخيرة التى أغنى فيها أمام رموز النظام السابق، مع العلم بأننى كنت أفرح عندما أصافح رئيس الجمهورية، لأنه رمز مصر، كما أننى لم أكن أعلم بحجم الفساد فى هذا النظام الذى قتل أبناء شعبه فى ثورة 25 يناير، وعندما كان يسألنى ابنى أحمد لماذا تصافح مبارك؟ كنت أقول له إن مبارك هو رئيس مصر، ولابد من احترام صفته مهما اختلفنا معه. من خلال تترات مسلسلاتك هل توقعت أن دوام الحال من المحال؟ سوف أرصد الموضوع فى جزئين، الأول أن المطرب مسئول عن اختياراته، وكان سيد حجاب والأبنودى يستغلان الأعمال الدرامية لخلق مساحة من الحرية يتنفسان من خلالها، وكنت محظوظا بالمشاركة فىالأعمال، فمثلا من المستحيل أن تستمع إلى كوبليه «الغش رش طرطش على الوش بوية» إلا فى تتر مسلسل، فالدراما تعطى المطرب فرصة للتشخيص والتجريب والتمثيل، والجزء الثانى مرتبط بالتوقع والتنبؤ، فمقاطع اليوتيوب التى أبرزت صور التعذيب فى أقسام الشرطة، بالإضافة إلى صور النظام السابق، أمور جعلتنى أشعر بأن هناك تغييرا قادما. العديد من المطربين غنوا للنظام السابق بالإجبار فى بعض المناسبات، هل حدث معك ذلك؟ حاولوا معى ورفضت مرتين، وأتذكر أنهم طرقوا بابى فى الرابعة فجراً للغناء فى حفل يضم بعض المسئولين العرب وأرفض أن أكون مهرج الملك، مع أننى أعترف بغنائى فى عيد ميلاد هند الفاسى لأننى كنت أحتاج للمال، ولكننى شاركت فقط فى عيد الميلاد بصوتى. وزير الإعلام السابق أسامة هيكل تبنى مشروع إحياء الأغنية الوطنية ولكن الوضع تغير مع الوزير الجديد أحمد أنيس فما هى رؤيتك لهذا المشروع؟ اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى لابد أن يقوم بدوره الوطنى فى إعلاء قيمة الفن بكل صوره لأن الوضع تغير ولم يعد الإعلام الحكومى هو المروج لأفكار النظام ولكنه لابد أن يكون لسان حال الشارع المصرى. ما تعليقك على زيارة نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وهل تتوقع أن يتكرر الأمر مع إيمان البحر درويش؟ لا أتوقع ذلك بالنسبة لنقيب الموسيقيين أما بالنسبة للفنان أشرف عبدالغفور فأنا اعرفه منذ زمن بعيد، وعملنا معناً فى مسرحية بعنوان “اللهم اجعله خير" التى كتبها لينين الرملى، وأعتقد أنه يعانى يومياً من ضغط أعضاء النقابة الذين يخشون على أرزاقهم لذلك فكر بحسن نية وذهب لمقابلة مرشد الإخوان حتى يطمئن منه على نظرتهم للفن بعد فوزهم فى البرلمان، لكن فى نفس الوقت خانه التوفيق لأن تصرفاته الآن تحسب عليه كنقيب للممثلين وليس كفرد، ثم لو كان الأمر كذلك، لفعلناها كفنانين وإعلاميين منذ فترة أثناء وجود الشيخ الشعراوى رحمه الله أو الشيخ الغزالى أو الدكتور عبدالحليم محمود الذين يوجد لهم صور مع أولادهم وهم بدون حجاب برغم أنهم من علماء الدين، وفى اعتقادى أن مصر كانت وستظل دولة وسطية سواء المسلمين أو حتى المسيحيين الذين يعيشون فيها مهما حاول البعض التفرقة بينهم. كيف ترى تأثير رأس المال الخليجى فى تدهور حال الفن المصرى؟ الخليجيون أذكياء استطاعوا إضعاف الفن المصرى وتصدير الفضائيات الخاصة لنا كما نهضوا بالأغنية الخليجية على حساب الأغنية المصرية. غنيت فى شارع الهرم، فهل أضاف لك خبرات فى الحياة؟ فى فترة البدايات الأولى كنت أنا ومحمد منير وعمر فتحى ومحمد الحلو، نغنى فى أحد الملاهى الليلية، لكن خبرتنا واختيار كلماتنا والألحان جعلت من هذا الملهى “أوبرا" جديدة لدرجة أن هناك عائلات كانت تحجز أماكن مخصوصة لسماع أغنياتنا، وفرضنا شروطنا أبرزها ألا تكون هناك رقصات ولهذا أعتقد أننا كنا نروض وحوشاً لأن الذى يذهب لشارع الهرم لم يكن يرغب فى الاستماع لكننا أجبرناه على تغيير وجهة نظره. ما أخبار أحمد الكبير وأحمد الصغير؟ أحمد ابنى من جيل مختلف، لكنه صاحبى ومن حظى وحظه أننى أنجبته وأنا فى سن صغيرة، ونظراً لارتباطنا بمهنة واحدة نتناقش كثيراً فى أمور شخصية وفنية، حيث قام بتوزيع أغنيتين ضمن ألبومى الأخير، اصحى ياناير، وهما ورد بلدى، واصحى يا ناير، بالإضافة إلى أغنية معلش فى الألبوم العاطفى الذى أنتجته شركة صوت القاهرة ويحمل نفس الاسم، وبالنسبة لأخباره الفنية فهو لديه فرقتان غنائيتان، إحداها أجنبية، حيث يغني باللهجات الإيطالية والإنجليزية والتركية، والجمهور التركى خصوصاً يعرفه جيداً، حيث تتم استضافته فى التليفزيون التركى من وقت لآخر، فهو موهوب جداً، حيث علمه جده منذ صغره الموشحات وأثقلت أمه موهبته بتعليمه العزف على البيانو وهو فى السابعة من عمره، وعندما التحق بمعهد الموسيقى العربية تعلم العزف على العود وتأليف الموسيقى، وأضاف: يمتلك أحمد وجهات نظر فى الأغنيات الشرقية خصوصاً في طريقة توزيعها، حيث دائماً ما يضفى على الأغنيات التى يقوم بتوزيعها الطابع الغربى، ولذلك أختلف معه كثيراً لأنه دائماً ما يربط الهارمونى بنغمة غربية داخل النغمة الأصلية، وأنا سعيد لقيامه بتلحين أغنية أحمد حرارة التى يضمها ألبومى الجديد. أما أحمد الحجار الكبير، فمنذ وقت طويل لا يريد أن يغنى إلى الآن، ويهرب من الظهور أمام الجمهور لأسباب غير مقنعة، لكنه مازال يلحن وقام بتلحين أغنيتين فى الألبوم الجديد هما الشيخ عماد، وست البنات، التى تعبر عن البنت التى تعرضت للسحل في ميدان التحرير. ألحان أحمد التى تغنيها نشعر وكأنها لسان حاله؟ يضحك قائلاً: طبعاً لأننا إخوات من زمان! هل يتعاون على الحجار الثورى فى لحن مع عمرو مصطفى الذى ينتمى للفلول؟ إذا كان لحناً جيداً سوف آخذه على الفور، أما بالنسبة لرأيه الشخصى فيما يحدث فهو لنفسه. هل تتعامل مع شعراء وملحنين شباب أمثال أمير طعيمة وخالد عز وغيرهم؟ بدأت مشواري الفنى مع بليغ حمدى، وبرغم ذلك كنت أتركه وأذهب لملحنين وشعراء جدد بحثاً عن الجديد، وعندما كنت أعمل مع صلاح جاهين فى الرباعيات والأبنودى وسيد حجاب تعاونت مع الشاعر جمال بخيت فى الوقت الذى لم يكن يعرفه أحد، وغنيت له أغنية بعنوان “قلبى يا أبو الأحلام" لخليل مصطفى وعصام عبدالله، أيضاً الشاعر بهاء الدين محمد فى أغنية “انكسر جوانا شىء" بالإضافة لمحمد حمدى رءوف ،الذى قام بتوزيع أغنية لى أيضاً، فأنا دائماً أبحث عن الشباب لأنهم يعطونى دماً جديداً. هل تجد صعوبة فى الاختيارات الموجودة، وهل إحساسك بأن أغانيك مازالت موجودة تفرض عليك التركيز في ألحانك؟ قرأنا فى الكتب أن الأفكار فى الدنيا 36 فكرة، لكن التناول هو المهم وحينما تخطر ببالى فكرة أقولها لشاعر ونتقابل للنقاش حولها حتى نستقر على شكلها النهائى. أغنية فى قلب الليل، الكثيرون يرون أنها من كلمات على الحجار مع أن كاتبها هو عصام عبدالله؟ هذه الأغنية تحديداً مزيج من ثلاث تجارب لعلى الحجار وعصام عبدالله ومودى الإمام، وجاءت فى توقيت يرى كل منا مصر فى موضوع الأغنية. ما الأغنيات التى لم تنل حظها مع الناس؟ هى الأغنيات التى لم تصل إلا لعدد محدد من الناس خصوصاً أن% 65 من تعداد مصر من الشباب تحت 20 عاماً وهؤلاء لا تصل إليهم أغنياتى، باستثناء الذين يحضرون حفلاتى فى ساقية الصاوى، وإزاء ذلك قررت نشر أغنياتى على الإنترنت لتصل إلى الشباب، وتحديداً الأغنيات الداخلية فى المسلسلات لأنها مهمة جداً وتنبأت بالثورة مثل أغنيات النديم والأيام. بوابة الحلوانى، آخر عمل لبليغ حمدى معك هل بوفاة بليغ لم تجد من يعمل معك فى أغنية تترك نفس الأثر عند الناس؟ بالطبع لا، فهناك أسماء موهوبة تعاملت معها مثل أحمد الحجار وفاروق الشرنوبى، فى أغانى يالسكندرانى، ومدد يا موسى، ومكتوبالى، ورمى رمشه، وأنا كنت عيدك، بالإضافة لملحنين آخرين قدموا لى أغنيات عظيمة. الدراما الصعيدية تستهويك وهذا يظهر فى التترات التى تقدمها؟ أعشق الغناء باللهجة الصعيدية عن العادية وتحديداً فى تترات المسلسلات لأنها لها علاقة باللغة العربية ونطق القرآن، كما أن بها جرساً موسيقياً يجعل المطرب يشعر بجمال القصيدة وهو يغنيها وهذا ناتج عن حفظى للقرآن الذى ساعدنى على التمييز بين الشعر الضعيف والممتاز وتعلم مخارج الحروف. جيلكم جيل محترم، ظهر بعد جيل عظيم كان يضم عبدالحليم وأمثاله، ولكن الخوف على الجيل القادم، فأساتذته هم تامر حسنى وحماقى وغيرهما، وبالتالى مستوى الغناء سوف يهبط؟ إذا أردت أن تعرف حضارة أمة فاستمع إلى فنها، تقابل فى حياتك مواهب كثيرة تكتب وتلحن وتغنى. لماذا لا تسهم فى دعمها؟ ممكن أشارككم فى المجلة فى هذا المشروع من خلال لجنة من 5 أو 6 أفراد تسهم فى الارتقاء بالذوق العام. هل دمرت شبكة الإنترنت صناعة الغناء؟ وما الحل من وجهة نظرك لإنقاذ الوضع؟ تكمن حلول هذه المشكلة فى قرار من الدولة بإغلاق مواقع الأغنيات الكاملة، مثلما أغلقوا الإنترنت عن المتظاهرين أثناء ثورة يناير! فالموضوع اقتصادى جداً، ولكن الخوف من الإسلاميين الذين يمثلون نسبة % 70 من أعضاء مجلس الشعب فى أن يرفضوا أصلاً قيام هذه الصناعة. ما حقيقة ما ذكرته إحدى المجلات عن تعرضك لمحاولة اغتيال فى الميدان؟ هذه المجلة يشرف عليها اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وليس أنا المقصود ولكن المقصود أن الميدان خطر، حيث أثناء وجود زوجتى عى بالميدان أحاطت بنا اللجان الشعبية وانزلقت الشنطة من فوق كتفها وفى اليوم التالى جاءت رسالة من شخص أن الشنطة معه ووجدتها كما هى، هذا الشاب أسمرانى يجلس فى الميدان منذ 25 يناير وهو أمين جداً وبالمصادفة شاهد سيدة تدعى أم أحمد تجلس فوق الشنطة وأشخاصاً يحاولون أخذها، فرفضت ونادت على هذا الشاب ويدعى خالد وأعطتها له فذهب لمسجد عمر مكرم واتصل بى. لو تخيلنا أنك سوف تعطى أغنية لمبارك يسمعها 25 يناير القادم فما هى؟ أريد منه سماع أغنيات ضحكة المساجين، وأحمد حرارة، وملعون من ساسه لراسه، مش فاهم إزاى بيتحاكم وهو نائم على نقالة وأحمد حرارة يفقد عينه الأولى فى يناير ويذهب ليفقد الثانية فى نوفمبر، لذلك فأنا أتخيل مشهداً يجمع بين مبارك وحرارة. ماذا ستفعل يوم 25 يناير؟ اتفقت ومحمد الصاوى على إقامة حفل فنى فىهذا اليوم بساقية الصاوى وفور انتهائه سأتوجه لميدان التحرير، حيث يقيم الصاوى مسرحاً كبيراً بالميدان للغناء للموجودين فى التحرير. ألم تفكر فى عمل حفلة يخصص دخلها لأسر المصابين والشهداء؟ يوم تنحى مبارك الذى يعرف بيوم النصر، قررت الغناء فى ميدان التحرير، لأننى كنت موجوداً فى إسبانيا أثناء الثورة أتظاهر أمام السفارة المصرية هناك، وعندما عدت فى هذا اليوم استأجرت أجهزة صوت على نفقتى الخاصة، حتى إن صاحب الأجهزة سألنى عن كيفية تأمينها، فقمت بالاتصال بأحد قادة الشئون المعنوية لأسأله عن المسئول عن حمايتنا، فنصحنى بعدم الذهاب، فقلت له علىالجيش أن يقيم حفلة بهذه المناسبة لتكريم أهالى الشهداء والمصابين، فقال لى لا يجوز ذلك حتى لا يظن مبارك أننا فرحون بما حدث له، ولهذا فأصحاب» آسفين يا ريس»، ومثل هؤلاء يثبتون أن مبارك مازال رئيساً. لو طلب منى اختيار عنوان لمشوارك الفنى، سأختار أغنية “أنا مش عابر سبيل" ماذا تقول؟ أتصور أن الأغنية التى تعبر عنى بوضوح هى “يا لولا دقة إيديكى".